عاشت جماعة المجاعرة في إقليم وزان يوما داميا راحت ضحيته سيدة وتلميذة في مقتبل العمر، وأصيب 15 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم امرأة، وذلك في حادثة سير مروعة شهدها دوار النهير بالجماعة الترابية سالفة الذكر، عقب انقلاب سيارة للنقل المزدوج كانت تقل تلاميذ إلى فصول الدراسة بمنحدر بمحاذاة مسلك غير مصنف.

وبحسب مصادر هسبريس، فإن الحادث، الذي وقع صباح اليوم، نجم عن فقدان السائق السيطرة على المقود، لتنقلب السيارة لعشرات الأمتار، مخلفة قتيلة على الفور، فيما جرى نقل المصابين والجرحى على متن سيارات الإسعاف التي افتقدت في حينها قبل أن يتم تعزيز عمليات الإنقاذ بمركبات للإسعاف من الجماعات المجاورة والمستشفى الإقليمي لمدينة وزان.

وشهد المشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي حالة استنفار غير مسبوقة، عجلت بحضور الأطقم الطبية والتمريضية ومختصي التخدير والإنعاش للتعاطي مع الحالات التي وصفت بالخطيرة. كما حل عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي لوزان بالمستشفى قصد الاطمئنان على حالة الجرحى وتقديم الدعم والمؤازرة للعائلات.

وعملت سيارات الإسعاف على نقل المصابين تباعا إلى مستعجلات أبي القاسم الزهراوي؛ حيث لفظت سيدة أنفاسها الأخيرة بعد وصولها إلى قاعة مكافحة الصدمات، فيما جرى إخضاع 5 حالات أخرى لتخدير كلي وتنفس اصطناعي بفعل خطورة الإصابات، وفق ما أفاد به مصدر مطلع.

وفي وقت باشرت فيه السلطات الأمنية والمحلية التحقيق في ظروف وملابسات هذا الحادث، أكد مصدر طبي لهسبريس مباشرة عملية توجيه حالتين حرجتين إلى إنعاش مدينتي تطوان وطنجة، مشيرا إلى الاحتفاظ بثلاث حالة وصفها بالخطيرة رهن العناية المركزة بمدينة وزان.

وفي سياق متصل، قال الخمار دادا، عن المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، إن الحادث يسائل جدية المسؤولين الإقليميين والمنتخبين المحليين ومآل سيارات النقل التي وهبتها الدولة لتخفيف عناء المتمدرسين.

واستحضر دادا، في تصريح لهسبريس، غياب المنتخبين عن مكان الفاجعة، متسائلا عن أسباب حرمان تلاميذ دوار النهير من حافلة للنقل المدرسي، داعيا إلى ضرورة التحقيق في الموضوع وتحديد الجزاءات والمسؤوليات.

من جانبه، أوضح عبد الله الأمين، من أبناء المنطقة، أن معاناة تلاميذ القرى مع محنة النقل ما تزال مستمرة في جماعة لمجاعرة، التي تعد من بين أغنى الجماعات الترابية في إقليم وزان، على الرغم من تواجد أسطول كبير من سيارات النقل المدرسي بحظيرة الجماعة الترابية.

وأضاف الأمين لهسبريس أن الفاجعة أعادت إلى الأذهان واقعة غرق تلميذة بوادي الدرادر قبل أشهر من الآن، مطالبا بـ”وضع حد لهذه الممارسات التي تقتل الحياة عوض إحيائها، خاصة وسط الحديث عن تأسيس شركة إقليمية للنقل المدرسي لم تظهر نتائجها بعد”، وفق تعبيره. 

hespress.com