يُحكى أن ذئابًا ذات لحى مشذبة وأنيقة، وأخرى تخلت عن لحاها المسدلة، تجمعت ذات يوم في إحدى الغابات تعوي بكل ما أوتيت من قوة.

حاولت “الذئاب الملتحية” أن تغيّر من حدة عوائها وتجعله أقرب إلى ثغاء الحملان والخرفان، فمالت إليها حيوانات ونفرت منها أخرى.

الذئاب استعانت بلحاها فترة من الزمن داخل الغابة، وقضت بها مآرب شتى، إلى أن تسيّدت المكان وظنت أنها في أمان.

قبل تسيد “الغابة الأليفة”، كان “الذئب الأكبر” يرغي ويزبد في كل أوان وحين، ولم يسلم من لسانه إلا من سَلِم.

كان رأسمال “الذي علمهم العواء” الصياح والصياح ثم الصياح إلى حين “قضاء الغرض”، وبعدها اختفى في زحمة الأدغال وظلال الأشجار لا تسمع له باقي الحيوانات حسًّا ولا رِكْزًا.

تحكي حملان صغيرة تعرّضت لظلم “الذئب الأكبر” كيف أنه ذات يوم ذرف أمامه دمعًا ساخنًا بلّل لحيته الكثيفة عندما تذكر حقيقة “الغابة الفانية”؛ لكن ما إن مرّت أيام قليلة حتى أمر بإرسال الحملان المسكينة دون أن يرف له “جفنه الباكي” إلى مقصلة الجزار.

حيوانات كثيرة اغترت باللحى “الجميلة” للذئاب، فتشبّه البعض بها، وتمسحت بعضها بعتبتها ليتقربوا إليها زلفى، بينما كانت أخرى يقظة حذرة.

تتقن “الذئاب الملتحية” رفع عقيرتها أمام “الذئاب المرداء” (بدون لحى)، وأمام الحملان المتخاذلة.

مرّت مياهٌ كثيرةٌ تحت “جسر الغابة”، ولم يعد لعواء الذئاب رنينٌ ولا صدى في المكان.. ولم تعد تنطلي “اللحى” على أحد..

كسدت البضاعة وخاست.. وتلفت “الشعارات” وبارت.. وانتبهت “الحيوانات” واستفاقت.

ملحوظة: أيّ تشابه في إيحاءات وإيماءات هذا الكلام مع عنوان كتاب “الذئاب الملتحية، الخديعة الكبرى” لصاحبه لحسن كرم ليس سوى من تأليف “المغرضين” و”الشياطين”…

hespress.com