متباينة المواقف بشأن مستجد استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، تفرقت سبل تنظيمات اليسار والحركة الأمازيغية، بين التخوين المتبادل ودعوات نحو فتح حوار حقيقي يجمع الطرفين، ويبدد “سوء الفهم الكبير” بينهما.
وسادت نقاشات حادة في أوساط أفراد وتنظيمات، خصوصا أمام مباركة بعض وجوه الحركة الأمازيغية للعملية، فيما عم الإحباط صفوف اليسار، المعروف تاريخا بتبنيه للقضية الفلسطينية، ضمن أطروحاته السياسية على اختلافها.
مواقف معزولة
مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، أورد أن الحركة الأمازيغية في مجملها متشبثة بالمسألة الفلسطينية، وبعض الأصوات النشاز فقط من لها موقف ضدها، مردفا: “وبالمناسبة فهذا حاضر في جميع الحركات الاجتماعية”.
وأضاف البراهمة، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الحوار مع الحركة دشنه النهج الديمقراطي منذ سنوات، بل فتح لها باب الحوار في ما بين أطرافها، دون تدخل منه، مؤكدا أهمية المسألة الأمازيغية ضمن الخط النظري والعملي للحزب.
وأشار الفاعل اليساري إلى أن الحركة الأمازيغية راكمت معطيات مهمة على مستوى الهوية والتاريخ واللغة، والآن ربما بدأت تطرح قضايا أكبر مرتبطة بالأرض والثروة، معتبرا ذلك إيجابيا وجب تثمينه، وزاد: “مجمل الحركة تقدمي والمطبعون نشاز”.
ردود فعل
عبد الله بادو، رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، سجل أن المشكل هو الربط الذي حصل بين القضية الوطنية وقضية فلسطين، مؤكدا أن هذا التقابل تراكم تاريخيا، وبالتالي يصعب تفكيكه بسهولة، ومقرا بكون التنظيمات اليسارية “تقر البعد القومي أكثر من الإنساني”.
وأضاف بادو، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “الحركة الأمازيغية متباينة المواقف بشأن قضية فلسطين، لكن كل التنظيمات على العموم تساند الشعوب المضطهدة في كافة ربوع العالم”، وزاد مستدركا: “لكن منطق الأفراد يختلف.. هناك بعض ردود الفعل المتشنجة”.
وأوضح الفاعل الأمازيغي أن مواقف بعض أفراد الحركة “ليست مبنية، بل هي رد فعل على سلوكيات اليسار، الذي يجر قضية فلسطين نحو العروبة”، مسجلا أنه “رغم كافة الصدامات فالحوار مطلوب، وإلا فالجميع سيتضرر من ردة حقوقية قد تحدث”.
كما اعتبر بادو أن مسألة التطبيع معقدة جدا، وتتجاوز الطرح السياسي إلى الاقتصادي والإنساني، مقرا بخطأ بعض مكونات الحركة الأمازيغية في تطبيلها للأمر، ومتسائلا: “ما الذي قدمه لنا المخزن لكي نبارك سياساته بشكل مبالغ فيه؟”.