مستغلة منابر صلاة الجمعة هذه المرة، تواصل الجزائر تحرشها بقضية الصحراء، بتشبيهها بما يجري من احتلال للأراضي في فلسطين، وذلك بعد أن عمدت وزارة أوقاف الجارة الشرقية إلى ضبط خطب الصلاة على معاداة الوحدة الترابية للمملكة.
وراسلت وزارة الأوقاف الجزائرية أئمة المساجد في عموم التراب الجزائري من أجل الحديث اليوم الجمعة عن قضايا الاحتلال، وفق ما تبرزه وثيقة رسمية، ربطت فيها السلطات قضية فلسطين بنزاع الصحراء، كما تمسكت بنفس خط العداء للمغرب.
وتشير الوثيقة بالغمز واللمز إلى المغرب، الذي اعتبرته “بلدا استعماريا، ونال أراضي المستضعفين”، وهو الخطاب نفسه الذي تطرحه الجزائر وجبهة البوليساريو في مختلف المحافل الدولية، لكن صداه يتجه نحو الأفق المسدود، وفق المعطيات الأخيرة.
نوفل البوعمري، الخبير في قضية الصحراء، اعتبر أن “النظام الجزائري ليست هذه المرة الأولى التي يريد فيها توريط المساجد في صراعه مع المغرب، فقد سبق له أن دفع الأئمة إلى إلقاء خطب جمعة معادية للمملكة، وتحرض الجزائريين على الشعب والدولة المغربيين”.
وأضاف البوعمري، في تصريح لهسبريس، أن المناهج التعليمية الجزائرية، خاصة في المستوى الابتدائي، “تتضمن دروسا معادية للمغرب، وتدفع في اتجاه خلق أجيال من الجزائريين تكن العداء للمملكة”، وزاد: “الأمر يتعلق بسياسة ممنهجة تقوم بها الدولة الجزائرية لزرع الحقد”.
وأوضح المتحدث ذاته أن هذه السياسة “تدخل في إطار حرب العسكر الجزائري على المغرب”، وزاد مستدركا: “لكن الملاحظ أنه رغم كل هذه العمليات التحريضية التي يقوم بها هذا النظام الأرعن فالشعب الجزائري لم يستجب، ولم يتشبع بقيم الكراهية والحقد تجاه المغرب”.
“تفطن الشعب الجزائري ولم ينجر مع العسكر الذي لا يضيع أي مناسبة لإظهار حقده الدفين تجاه المغرب ومؤسساته، واليوم لم يتوان في استعمال المساجد ومنابر الجمعة رغم رمزيتها الدينية السمحة”، يختم البوعمري.