موشحة أبوابها بأكاليل الورود، هكذا بدت منازل سكان بمدن الحسيمة وإمزورن وآيت بوعياش، وعديد من مناطق الريف، ليلة أمس الأربعاء، تخليدا لذكرى وفاة بائع السمك محسن فكري، واستجابة لنداء المعتقلين على خلفية احتجاجات الحسيمة.

ولم تترك حالة الطوارئ الصحية ومخاوف تفشي فيروس كورونا هامش مناورات أوسع لعائلات المعتقلين ونشطاء الحراك، مكتفين بخيار الورود من أجل تخليد الذكرى، وهو ما جرى كذلك في العديد من عواصم الدول الأوروبية، التي تعرف تواجدا قويا للجالية.

وفي سجن طنجة الثاني، خلد المعتقلون الستة على خلفية حراك الريف (سمير إغيذ، زكريا اضهشور، محمد حاكي، نبيل أحمجيق، محمد جلول، ناصر الزفزافي)، الذكرى بدورهم، وذلك عبر رسم وردة ورميها من تحت باب الزنزانة.

ويقول أحمد الزفزافي، والد أيقونة حراك الريف ناصر الزفزافي، إن النداء إلى تخليد ذكرى مقتل محسن فكري جاء من المعتقلين جميعا، مسجلا أن السكان استجابوا رغم قلة باعة الورود في المنطقة؛ لكن الجالية في المقابل كانت في الموعد.

وأضاف أحمد الزفزافي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن معنويات ناصر مرتفعة وأفضل من أبيه بكثير، مطالبا بإطلاق سراحه أو إثبات التهمة التي يلاحق بشأنها، وزاد: “مع الأسف العائلات لا تدري من المحاور في الطرف الآخر لتحدثه، كما لا تعرف من يصدر القرارات”.

بدوره سجل عبد الله الغلبزوري، المتتبع لدينامية حراك الريف، أن “رحيل شهيد لقمة العيش محسن فكري بتلك الطريقة اللا إنسانية ترك جرحا عميقا في نفوس المغاربة”، وزاد: “كان حدثا فارقا في المشهد المغربي”.

“كانت وفاة فكري إعلانا لميلاد سياسة الهامش وموت السياسة الحزبية”، يقول المصرح لجريدة هسبريس، مضيفا أن “الأمر أعاد دولة المخزن إلى الواجهة لتتحكم في كل شيء، بكل ما تحمله مفردة المخزن من تمثلات سلبية في أذهان المغاربة”.

وأوضح الغلبزوري أن “هذه الذكرى الأليمة لا يمكن أن تمر دون تخليد، فقد كان منتظرا أن تتم الدعوة إلى أشكال احتجاجية وأنشطة موازية، لكن ناصر الزفزافي ورفاقه اختاروا أن يكون التخليد رمزيا، خاصة أنهم على علم بأن إقليم الحسيمة يواجه كورونا بطبيب واحد وممرضين فقط”.

وزاد المتحدث ذاته: “إن نشطاء الحراك وعموم السكان يتجاوبون بشكل سلس وطوعي مع كل النداءات التي تأتي من وراء القضبان، ويكفي التجول في الصفحات الفايسبوكية ليتبين قدر التجاوب مع هذا التخليد الرمزي”.

hespress.com