الأحد 14 مارس 2021 – 17:00
تحولات إستراتيجية تشهدها المنطقة العازلة بعد عملية تحرير بوابة “الكركرات” الحدودية من طرف القوات المسلحة الملكية، إذ لم تعد نواكشوط تتعامل بتساهل مع محاولات تسلّل عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية إلى أراضيها، وهو ما تكشفه المناورات العسكرية المرتقب إجراؤها خلال الأسبوع المقبل.
المناورات العسكرية في “بلاد شنقيط” تأتي وسط التوتر المتصاعد بالمنطقة منذ أواخر العام الماضي، ما دفع موريتانيا إلى تحصين حدودها الشمالية من خلال إنشاء منطقة عسكرية بمحاذاة الحدود المغربية، سعياً منها إلى محاصرة الإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة التي كانت تستغل “الثغرات الأمنية” لعبور تلك الأماكن.
بذلك، قرّر الجيش الموريتاني إجراء مناورات ميدانية بالحدود الشمالية قصد بعث رسائل واضحة إلى قيادة جبهة البوليساريو، مفادها أن القوات المسلحة الموريتانية أصبحت تراقب أراضيها بصرامة، ولم يعد بالإمكان تنفيذ محاولات التسلّل إليها، ما يعني أن البلد المُجاور بدأ يستوعب المتغيرات الحاصلة في قضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، إن “موريتانيا تبعث رسائل قوية إلى كل الجماعات العابرة للحدود، لاسيما تلك التي تحترف الأعمال غير المشروعة، تؤكد من خلالها أنها لن تسمح لعناصر البوليساريو باستخدام حدودها في كل ما يتعلق بتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأضاف الفاتحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “موريتانيا توجه رسائل قوية مفادها أن الحدود الهشة لن تبقى كذلك بعد الآن، بعدما كانت فضاء مدرا للدخل بالنسبة للجماعات المحترفة للأنشطة غير المشروعة”، ثم مضى شارحا: “تكرس المناورات العسكرية الموريتانية تأييد نواكشوط للتحالف الدولي المعني بتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وأوضح الخبير القانوني في ملف الصحراء أن “موريتانيا تلفت إلى أنها ستواجه كل الجهات التي تنشد الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، ذلك أنه لن يكون بوسع أحد استباحة الحدود في القيام بمواجهات وأنشطة غير مشروعة، خاصة أن جبهة البوليساريو ظلت تتيح لعناصرها التحرك بكل أريحية على الشريط الحدود الموريتاني، إلى جانب أجزاء من الصحراء”.
واستطرد المتحدث ذاته: “من مسؤولية موريتانيا تقوية حدودها مع كل الدول المجاورة لمكافحة الإرهاب والجماعات التي تحترف الأنشطة غير المشروعة؛ ومن ثم فإن تلك المناورات ترمي إلى خنق تحركات البوليساريو بعد استهداف وجود عناصرها بالمناطق العازلة، وبالتالي يبدو أنها تجاوزت رسائل التنبيه والتحذير إلى بعث رسائل أكثر صرامة”.