لا مؤشّرات ممكنة للتقارب بين المغرب والجزائر، فالأخيرة تراهن على التصعيد وجر المنطقة إلى “المجهول” في ظلّ وجود نظام عسكري يخنق المنطقة ويرهن مستقبلها بخلق جمهورية في الصّحراء؛ فيما يعمل المغرب على تكوين شخصيته الدولية والإقليمية، بالدّبلوماسية تارة، والسّلاح تارة أخرى.

ويحتضن المغرب هذه الأيام مناورات ضخمة تجريها القوات العسكرية الأمريكية بالتنسيق مع المملكة ومشاركة عدد من الجيوش الأوروبية والإفريقية، وهي مناورات لم تشارك فيها إسبانيا بسبب موقفها من الصحراء المغربية، وتثير توجسا لدى القادة الجزائريين.

ويشارك في النّسخة الحالية ما يقارب 5000 عسكري من شمال إفريقيا ومناطق أخرى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وتحتضن مناطق المحبس وطانطان وكلميم مناورات أمريكية بمشاركة جيوش دول أوروبية وعربية وإفريقية.

ويرى القيادي اليساري والوزير الأسبق محمد اليازغي أنّ “القوات الأمريكية دأبت على القيام بمناورات على تراب الصحراء المغربية وليست هذه المرة الأولى التي تنزل فيها المارينز في الصحراء”.

وشدّد الوزير السّابق والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشّعبية على أنّ البوليساريو “لو قامت بمهاجمة المغرب ستتعرض لهزيمة كبيرة”، وزاد: “الحرب ليست في صالح البوليساريو، بل في صالح المغرب، لأن الأخير متمكن من الصحراء”.

كما قال اليازغي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إنّ “القوات المسلحة الملكية أصبحت مدربة أكثر وتتوفر على إمكانيات قوية، وإذا خاضت الحرب ستتكبد البوليساريو خسارة كبيرة وستنتهي إلى زوال”، معتبرا أيضا أن “الحرب ليست في صالح النظام العسكري الجزائري”، وأن “هزيمة البوليساريو هي هزيمة لسياسة الجزائر”.

وشدد المتحدث ذاته على أن إسبانيا مسؤولة عما جرى في الصحراء، ويجب أن تعترف بخطئها التاريخي؛ موردا أن “الحكومة في مدريد لا تريد أن تجعل العلاقات مع المغرب عادية وفي صالح البلدين، وهو ما يؤكد غياب الإرادة لدى القادة الإسبان”.

وبشأن ادعاء وجود مناطق المحررة، قال اليازغي: “هذا ادعاء كاذب.. الأمم المتحدة والأمين العام لهذه الهيئة يقران بأنه لا وجود عسكريا للجبهة داخل هذه المناطق، بل هي متواجدة داخل التراب الجزائري”.

hespress.com