محمد منفلوطي_هبة بريس

بصمن أسمائهن بحروف من ذهب على سلم ترتيب الفرق العالمية النسوية لكرة قدم، هن مغربيات بطعم نون النسوة في زمن أضحت المرأة فيه من المعول عليها كثيرا في مجالات عدة مقارنة مع شباب تطبعوا مع موضات مستوردة بطعم التقليد الأعمى فأضحت صورهم محطة شفقة ورحمة وهم يرتدون سراويل ممزقة بحلاقة قزعية…

لبؤات الأطلس، شابات بصمن أسمائهن بمداد من دم أحمر عنوان الشهداء في معارك الدفاع عن حوزة الوطن، رفعن العلم الأحمر الذي تتوسطه نجمة خماسية خضراء بقدر عدد أركان الاسلام الخمس، سلاما وأمنا وتسامحا….هن لبؤات الأطلس كما شاءت الأقدار تسميتهن، لتكن رديفا لأسود طالما زأروا في الميادين الرياضية ودكوا شباك الخصم قبل العدو…

هن لبؤات الأطلس، كما بلغة العامة ” العيالات علاش قادات”، لاعبات لم تستسلمن للآلة الكروية النيجيرية التي هيمنت على كأس إفريقيا منذ نشأتها العام 1999. رفعن التحدي في مواجهة فريق قوي وصنديد للاطاحة به للعبور للنهائي.

نقف هنا، لنتصفح صفحات التاريخ ونعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لنجد من بين ثنايا العطايا تلك التي قدّمتها ” نون النسوة” وهن تتقلدن مهامهن بكافة المجالات، حتى في مواقع حساسة التي تتطلب حنكة وصرامة واتخاذ قرارات حاسمة، إنها المرأة المغربية التي كان لها الفضل علي وعليك، كأم وأخت وموظفة ومربية.

فوز لبؤات الأطلس، وتأهلهن للدور النهائي، فتح شهية المعلقين والمحللين، وطرح موضوع تشجيع الفتيات للانخراط في المجال الرياضي الذي ظل حكرا على الرجال، على طاولة النقاش، حتى إن بعض الأسر باتت تفكر في تغيير نمط تفكيرها في هذا الباب، مادام أن العقل السليم في الجسم السليم..

مقابلة ليلة أمس، بحضورها الجماهيري الغفير الوازن بتنوع مشاربه بين شخصيات رياضية وسياسية وحكومية، ظل الهتاف والتشجيع خلاله، يلازمان الفريق النسوي تنويها وتحفيزا، بيد أن المشاركات أبن عن حس وطني دفاعا عن القميص الوطني بروح قتالية، ضمن جولة أولى كان فيها عنصر الدفاع حاضرا، قبل أن تتغير الخطة في الشوط الثاني دفاعا وخلق فرص للتسجيل…

العيالات علاش قادات، عنوان لموقف المرأة أينما حلت وارتحلت، حتى على مقاعد الدراسة، بات واضحا تفوق التلميذات واضحا مقابل ركون العديد من التلاميذ إلى الوراء لأسباب عدة، منها ما يتعلق بركوب موجة الموضة والتقليد الأعمى والانشغال بالأمور التافهة والتصريحات الميكروفونية في زمن الامتحانات بأسلوب مقزز ومستفز.

حتى على مستوى ولوج المعاهد العليا ومؤسسات التكوين، تجد الحضور العنصر النسوي بقوة، عنوانه التنافسية والروح المرحة وبعد النظر، تجدن مشمرات على سواعد الجد حاملات ملفاتهن في طوابير طويلة تنتظرن لحظة الولوج، في المقابل، يلاحظ غياب عنصر الجدية والتفاعل الايجابي عند كثيرين من بني جلدتهن من شباب اليوم ممن ارتأوا ركوب موجة الموضة الخاوية والسراويل الممزقة والرؤوس القزعية والتنابز بالألقاب….يالها من مفارقة غريبة….

فوز لبؤات الأطلس، وإصرارهن لتحقيق الأفضل، يعتبر نقطة تحول كبيرة في عالم أبانت فيه المرأة العربية عن علو كعبها، لذى نتمنى صادقين أن يكون هذا الانتصار وهذا التحول، فال خير على كثير من شباب اليوم، ليغيروا من نمط عيشهم ويعودوا إلى رشدهم..

ما رأيك؟

المجموع 4 آراء

0

4

هل أعجبك الموضوع !

hespress.com