يكتسب النظام الجزائري العسكري شرعيته ويضبط تحركاته داخليا على المزاج العام للشعب، وبسبب نفاذ مخزون مصداقية الطبقة السياسية الحاكمة في الجارة الشرقية فقد نزل – أي النظام الحاكم – بكل ثقله في الميدان الرياضي، وبالأخص في مجال كرة القدم من أجل استثمار الشعبية الجارفة لهذا الصنف الرياضي قصد تمرير رسائل سياسية داخليا وخارجيا ومحاولة ارتداء ثوب صانع الفرحة والسعادة في البيوت الجزائرية .
الإنتكاسات المتتالية التي أضحت تراكمها الرياضة الجزائرية سيما كرة القدم ، مردها بشكل أساسي الى الشوفينية المقيتة التي فرضها نظام العسكر على المشهد الرياضي الجزائري والتي أثرت بشكل كبير على منتخب كرة القدم الذي وجد نفسه منذ مدة طويلة مطالبا بأداء دور كتيبة عسكرية عوض لعب كرة القدم .
المهتمون بالشأن الرياضي الجزائري لاحظوا منذ سنة 2019 بعد تتويج منتخب كرة القدم باللقب الافريقي ، كيف بدأ مسار التراجع وتوالي الاقصاءات أبرزها الخروج المر من منافسات كأس العالم بقطر وآخرها توديع العرس الكروي بالكوتديقوار أمس الثلاثاء أمام منتخب احتقرته قنوات العسكر وأنزلوه مراتب التبخيس .
النظام العسكري الجزائري وان كان قد نجح – نسبيا- في ترويض وتدجين شريحة عريضة من الشعب الجزائري على عقيدة العداء تجاه المغرب ودول أخرى كمشجب تُعلق عليه الاخفاقات وترسيخ نظرية المؤامرة في الوعي الجمعي بهذا البلد الشقيق ، فانه قد خسر معركة القفز فوق انجازات لعبة رياضية ومحاولة تصدر المشهد باعتباره هو من صنعها و توفير طوق نجاة ولو مؤقت للهروب إلى الأمام بعيدا عن الأسئلة الحارقة للشعب الجزائري.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp