من كان يظن أن حفيظ الدراجي سينقلب على دبلوماسية بلاده وهو يوجه اللوم أشد اللوم على تقهقر الدبلوماسية الرياضية الموازية في مواجهة ” الماكينة المغربية” تحت القيادة الرشيدة لملك البلاد، وبتحركات المايسترو فوزي لقجع…
من كان يظن أن الدراجي سيحمل الراية البيضاء وهو يجر أذيال الهزيمة والخيبة وهو يسأل ويُسائل جمهور بلاده ومسؤولي حكومتها وقطاعها الرياضي، بالحرف: ” من كان يعتقد أن الفوز بعضوية الفيفا أو الكاف يعتمد في المقام الأول على دبلوماسية البلد الذي ينتمي إليه المرشح ، فليعلم أن الفائز اليوم بمقعد المكتب التنفيذي للكاف على حساب الجزائري جهيد زفزاف هو الليبي عبدالحكيم الشلماني الذي يعاني بلده أزمة سياسية وأمنية منذ سنوات ، ومع ذلك تحصل “بشطارته” على 38 صوت، مقابل 15 صوت لممثل الجزائر “.
فشل الدبلوماسية الرياضية الجزائرية الذي انضاف إلى فشل نظيرتها السياسية، ما هو إلا تحصيل حاصل لفشل السياسات العامة التي اعتاد نظام الكابرانات تبنيها في زمن العولمة والألفية الثالثة بأسلوب تقليدي محض دون انفتاح ولا مبدأ حسن الجوار، ذلك أن هذا الفشل بات يؤتث المشهد القائم ببلاد الغاز والبترول، حتى مُنيت به الدبلوماسية الرياضية ذاتها..
الدراجي الذي بدى وكأنه عاد إلى رشده وهو يقر بالهزيمة ويعتبر أن السياسية الرياضية الموازية أضحت رقما صعبا وهي الأصح في بناء الدول والتعريف بها، لم يخف حينها الدراجي فشله وفشل خطاباته السابقة وهو يقول: ” الفشل الذي كان متوقعا لرئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفزاف في الفوز بمقعد في المكتب التنفيذي للكاف، يشكل إخفاقا جديدا للمنظومة الكروية و الرياضية بكاملها، يقتضي منا إعادة النظر في التعامل مع رياضة لم تعد مجرد لعبة ، لذلك يجب أن تتحول كرة القدم عندنا إلى قضية دولة بكل أبعادها”.
الدراجي الذي ثارت ثائرته وهو يرى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو يتربع من جديد على لائحة الفائزين في انتخابات الجمعية العامة العادية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم التي جرت أطوارها بالكوت ديفوار، حين احتفظ الرجل بمنصبه كنائب لرئيس المكتب التنفيذي للكاف، في المقابل خرج “جهيد زفيزف”، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خاوي الوفاض بعد أن تلقى ضربة قاصمة قصمت ظهر الدبلوماسية الموازية الرياضية الجزائرية التي حاولت ” تقليد نظيرتها المغربية” كتقليد الغراب لمشية الحمامة فنسي مشيته..
ضربة قصمت ظهر ممثل الاتحادية الجزائرية وهو يتابع بأم عينيه كيف تلقى ” التصرفيق” على يد الليبي الشلماني، رئيس اتحاد الكرة الليبي الذي حصد 38 صوتًا، فيما زفيزف قطف بصعوبة بالغة 15 صوتًا… وفي خضم هذا السباق المحموم وما أسفرت عنه من نتائج مخيبة لرفاق الدراجي، خرج الأخير مُغاضبا بنرفزة غابت عنه بعد سنوات من التطبيل والتهليل، حيث قال: ” لذلك لا يجب أن نسمح بعد اليوم لأي كان أن يترشح باسم الجزائر لأي منصب مالم يكن أهلا لذلك ، ولا يجب أصلا أن نسمح لأي كان بتولي المسؤولية في بلد من حجم الجزائر دون أن يكون قادرا و متمكنا”.
ما رأيك؟
المجموع 21 آراء
1
20