يتوج تشارلز الثالث، يوم السبت 06 ماي 2023، ملكا في طقوس مسيحية مهيبة تعود إلى ألف عام من التاريخ والتقاليد، لكن تم تكييفها لتعكس صورة بريطانيا في القرن الحادي والعشرين.

وسيوضع تاج الملك إدوارد، الرمز المقدس لسلطة العرش المصنوع من الذهب الخالص، ويستخدم لمرة واحدة خلال الحكم، على رأس تشارلز عند الساعة 11,00 ت غ، على وقع صيحات “ليحفظ الله الملك”.

وستصدح الأبواق في أنحاء كنيسة ويستمنستر آبي في لندن، وتطلق المدافع الاحتفالية برا وبحرا لمناسبة أول تتويج لملك بريطاني منذ العام 1953، والخامس فقط منذ 1838.

وستقرع أجراس الكنائس في مختلف أنحاء البلاد، قبل أن ينطلق جنود متحمسون من المشاة والخيالة في عرض يضم سبعة آلاف عسكري في شوارع العاصمة.

وسيعود الملك تشارلز وقرينته كاميلا التي ستتوج ملكة، إلى قصر باكنغهام في العربة المذهبة التي قلما تستخدم، أمام حشود كبيرة قبل أن يتابعا عرضا جويا من شرفة القصر.

ومراسم التتويج، هي ثاني مراسم من نوعها تبث على التلفزيون، والأولى بالألوان وبخدمة البث التدفقي على الانترنت. وتعد تأكيدا دينيا لاعتلاء تشارلز العرش.

وتشارلز البالغ 74 عاما، هو ملك بريطانيا منذ وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في شتنبر 2022 بعد سبعة عقود على توليه ولاية العهد.

جزء كبير من المراسم الأنغليكانية التي ستقام في كنيسة ويستمنست،ر وتستغرق ساعتين برئاسة أسقف كانتربري جاسن ويلبي، متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك، وعددهم 39 توجوا في كنيسة ويستمنستر منذ عام 1066.

ولكن بينما بقيت العديد من طقوس وتقاليد الاعتراف بتشارلز ملكا دون تغيير، سعى الملك لتحديث جوانب أخرى من المراسم. فتشارك نساء أساقفة للمرة الأولى وكذلك قادة أقليات دينية أخرى وسيكون للغات القلطية دور بارز أيضا.

وبصفته ملكا، يترأس تشارلز كنيسة إنجلترا، لكنه يقود بلدا أكثر تنوعا دينيا وعرقيا عن الذي ورثته والدته في ظل الحرب العالمية الثانية.

وسعى تشارلز أيضا لأن تكون قائمة المدعوين وعددهم 2300، أكثر تمثيلا للمجتمع البريطاني، فدعا أفرادا من عامة الناس ليجلسوا إلى جنب رؤساء دول وملوك وأمراء من أنحاء العالم.

وفي تغيير آخر للتقاليد، سيعكس شعار المراسم اهتمام تشارلز الدائم بالتنوع البيولوجي والاستدامة.

وستمتلئ كنيسة ويستمنستر بأزهار موسمية وأغصان خضراء من جزيرة آيل أوف سكاي في شمال غرب اسكتلندا حتى كورنوال عند الطرف الساحلي الغربي لإنجلترا.

وحظرت قطع الاسفنج الرغوية الخاصة بالزهور ذات الاستخدام الواحد، وسيتم التبرع بكل الأزهار لجمعيات خيرية تساعد المسن ين والضعفاء.

وستستخدم أثواب احتفالية معاد تدويرها من مراسم تتويج سابقة، وسيكون الزيت الذي سيمسح به تشارلز نباتيا.

واعتبر رئيس الوزراء ريشي سوناك الحدث “تعبير نفتخر به عن تاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا”. وقال “لحظة فخر وطني استثنائي… دليل حي على الطابع الحديث لبلدنا وتقاليد نعتز بها يولد من خلالها عهد جديد”.

والتتويج ذروة مراسم تستمر ثلاثة أيام وتشمل احتفالا موسيقيا في قصر قلعة ويندسور غرب لندن مساء الأحد.

وقالت كارين تشامبرلين (57 عاما) العاملة في منظمة خيرية لوكالة فرانس برس: “الأمر رائع”. ونصبت هذه المرأة خيمة لها مع شقيقتها وابنها طمعا في متابعة المراسم من أفضل الأماكن. وأضافت “والدتنا جاءت إلى لندن في 1953. القدوم إلى هنا طريقة للقول إننا فخورون بالعرش. عسى أن نكون هنا عندما يصبح (وريث تشارلز) وليام ملكا”

almaghreb24.com