قضت المحكمة العليا الإسبانية برفض الدعوى التي تقدمت به الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد ضد زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، وطالبت من خلالها بإعلان الأخير مسؤولا عن جرائم إبادة جماعية وتعذيب في حق عدد من الأشخاص الذين كانوا محتجزين في سجون الجبهة الانفصالية.
وعللت المحكمة قرار الرفض بسقوط المسؤولية الجنائية بسبب تقادم الأفعال والجرائم موضوع الدعوى، إذ إن الوقائع التي طالبت الجمعية الحقوقية المذكورة بمقاضاة غالي بموجبها تعود إلى فترة ما بين عامي 1975 و1990، فيما تم تسجيل أول اتهام قضائي والشروع في الإجراءات الجنائية في هذا الصدد بتاريخ 16 غشت 2012، أي بعد أكثر من 20 سنة على هذه الأحداث.
في السياق نفسه قال رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد، في تصريح لهسبريس، إن “دفع المحكمة بالتقادم من أجل عدم تحريك المتابعة القضائية ضد زعيم الانفصاليين في تندوف لا يعني بأي شكل من الأشكال تبرئته من الأفعال والجرائم التي كان مسؤولا عنها رفقة مجموعة من القيادات الأخرى”.
وتابع مسعود بأن “الشكاية وُضعت أمام القضاء الإسباني أواخر دجنبر من العام 2007، ضد 24 قياديا من البوليساريو و4 ضباط جزائريين، غير أنها لم تسجل بشكل رسمي إلا في غشت 2012، بسبب مماطلة السلطات الجزائرية التي طلبت منها إسبانيا حينها معرفة ما إن كانت هنا دعاوى أخرى مرفوعة أمام قضائها ضد هؤلاء الأشخاص وبالتهم نفسها، إلا أنها كانت تتلكأ في تقديم أجوبة في هذا الصدد للسلطات الإسبانية، وهو ما تسبب في تأخير قبول الشكاية”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “إبراهيم غالي كان حينها يمثل الانفصاليين في العاصمة مدريد، قبل أن يهرب إلى الجزائر مباشرة بعد وضع هذه الشكاية ضده”، مسجلا أن “الجمعية أعادت إثارة هذه القضية أمام المحكمة العليا مباشرة بعد وصول إبراهيم غالي إلى التراب الإسباني في العام 2022 على متن طائرة عسكرية جزائرية”.
وأشار رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد إلى أن الهيئة التي يمثلها “تحترم استقلالية السلطة القضائية في إسبانيا، وستجتمع مع هيئة دفاعها للتباحث بشأن الإجراءات والخطوات القادمة، إذ ستدفع بمبدأ عدم سريان التقادم وسقوط المسؤولية الجنائية على جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، كما ستواصل مرافعتها ودفاعها عن حقوق كل ضحايا البوليساريو الذين تعرضوا للتعذيب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري ولأبشع الممارسات المنافية للقانون الدولي الإنساني”.
The post جمعية صحراوية: التماطل الجزائري يجنب إدانة "البوليساريو" في إسبانيا appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.