بحضور خبراء وأكاديميين، احتضن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة بالرباط، على مدى يومين، مؤتمرا علميا دوليا حول موضوع “تأثيرات الذكاء الاصطناعي وسؤال القانون”.
الموعد الذي يأتي بتعاون مع المركز والهيئة العالمية للعلماء والباحثين، عرف مشاركة وحضور باحثين من مختلف دول العالم كالمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ونيجيريا ومالي والسنغال وبوركينا فاسو وفرنسا، ودكاترة من جميع جامعات المملكة المغربية ومؤسسات تكوين الأطر، كما تتبع المؤتمر عن بعد مشاركون من دول أخرى.
يهدف هذا المؤتمر العلمي إلى تسليط الضوء على مختلف الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي، وكذا تأثيراته السلبية على حياة الأفراد، ومدى تماشي القانون مع التطور الرقمي في مختلف المجالات.
إكرام بوعياد، مديرة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، قالت إن “هذا الموضوع يدخل ضمن اهتمامات البنيات والهياكل البحثية للمركز الجهوي بكل فروعه، في إطار تنزيل مقتضيات خارطة الطريق، مضيفة أن “الذكاء الاصطناعي في عالمنا اليوم ليس مجرد موضوع تقني، بل محورًا أساسيًا يغير ملامح حياتنا اليومية ويؤثر في مختلف جوانبها”.
وأوضحت بوعياد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد برمجيات وأجهزة فقط، بل هو “رؤية مستقبلية تطمح إلى تحسين جودة الحياة، إذ يسهم في تطور مجالات عديدة من قبيل الطب والتعليم والصناعة والنقل”، مشيرة على سبيل المثال إلى تأثير التطبيقات الذكية التي تستخدم بشكل يومي وأثرها في تحسين جودة الحياة.
وزادت أنه “مع هذه الفوائد الكبيرة تأتي مسؤوليات وتحديات”، ودعت إلى “التفكير في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل أخلاقي ومسؤول، لضمان استعمالها في ما يخدم الإنسانية دون أن تسبب ضررًا أو تمييزًا”.
ونادت بوعياد بـ”ضرورة المشاركة جميعًا كمجتمع ومؤسسات وأفراد في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع قيمنا ومبادئنا”.
وأوضحت أن الأنظمة الذكية غالباً ما تعتمد على مزيج من التعلم الإيجابي والسلبي لتحقيق أفضل أداء ممكن، معتبرة إياه توازنا يساعد على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على الأداء بفعالية وكفاءة في بيئات متعددة ومعقدة؛ فالذكاء الاصطناعي يتكامل مع التعلم الإيجابي والسلبي لتحسين أداء الأنظمة الذكية وتطويرها بشكل مستمر.
وشددت المتحدثة على أن هذا المجال “أصبح يطرح العديد من الأسئلة القانونية التي تتعلق بطرق تنظيمه والمسؤوليات الناجمة عن استعماله”، مشيرة إلى “احتمال تحميل الذكاء الاصطناعي المسؤولية القانونية التي قد تترتب في حال وقوع ضرر، فضلا عن المعايير التي ينبغي اتباعها من أجل ضمان حماية البيانات الشخصية التي يتم تجميعها واستخدامها”.
وطرحت مديرة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة مجموعة من الإشكاليات، من قبيل “من يتحمل المسؤولية في حال ارتكب نظام الذكاء الاصطناعي خطأً أو تسبب في ضرر؟ وهل يمكن تحميل الذكاء الاصطناعي نفسه المسؤولية القانونية أم إن المسؤولية تقع فقط على عاتق المطورين أو المستخدمين؟ ومن الذي يمتلك حقوق الملكية الفكرية للمنتجات أو الابتكارات التي ينشئها الذكاء الاصطناعي؟”.
كما تساءلت: “كيف يمكن حماية هذه الابتكارات الناتجة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي من الانتهاك؟ وكيف يمكن ضمان أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تحترم خصوصية الأفراد؟ وما هي المعايير التي يجب اتباعها لضمان حماية البيانات الشخصية التي يتم جمعها واستخدامها بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ وما هي الإجراءات القانونية اللازمة للتعامل مع الجرائم السيبرانية التي قد تشمل الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يمكن حماية أنظمة الذكاء الاصطناعي منها؟ وكيف يمكن تشجيع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على التوازن القانوني؟”.
وأكدت بوعياد أن “هذه الأسئلة تعكس التحديات القانونية المعقدة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، وتتطلب نهجاً متوازناً يجمع بين تعزيز الابتكار وحماية الحقوق والمصالح العامة”.
The post خبراء يقاربون تأثيرات الذكاء الاصطناعي appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.