في خرجة أقل ما يقال عنها، بأنها رقصة من ديك مذبوح، أو من رجل فقد سيطرته على نفسه، أو من رجل ضاقت به الأرض بما رحبت، أو من رجل ظل لسنوات يهتف بلسان ” الكابرانات”، دون جدوى ودون تحقيق المراد، ولربما خرج الرجل خاوي الوفاض من هذا النزال وأضحى عبأ ثقيلا على أولي نعمته، فاختار لنفسه من جديد أن يُخاطب الناس عبر صفحته الفايسبوكية من خلال فيديو يقطر فيه الشمع على ” قطر” وتنظيمها للمونديال السابق الذي كان فعلا تنظيما ولا أروع بحسب خبراء ومحللين شرفاء ليس كمثلك ك”بوق مسترزق”، لكن الرجل على مايبدو حاول أن يسبق الأحداث ويسوق لجمهور كرة القدم أن أجواء تلك المونديال لن تتكرر ولن يتذوق بعدها عشاق الكرة المستديرة طعم الفرجة…يا للغرابة!!
ففي الوقت الذي كان على الرجل أن يفرح ويزغرد ويطير فرحا، من اختيار العالم لدولة” المغرب” وهو جنبا لجنب لدول كبيرة بذات حجم اسبانيا والبرتغال، لتكون على رأس الدول المحتضنة لكأس العالم 2030، كبلد عربي ومغاربي وشقيق لأهل الجزائر، اختار الرجل منطق التهويل والتخويف والدعاء بالفشل، حيث قال: ” لا أظن أن يتكرر مونديال قطر الذي نظمته لوحدها….إننا اليوم أمام مونديالات تنظم بأكثر من دولة، وهذا سيفقد هذه التظاهرة العالمية بريقها وطعمها ومصداقيتها”..هكذا قال الرجل..
غريب أمر هذا الرجل، الذي قال: ” أنا خايف من أن يفقد العالم نكهة المونديال التي تذوقها بمونديال قطر”، وكأن الرجل تحول إلى ” مشعود” أو مُنجم يتوقع حسب زعمه مآل الأحداث ومايخفي المستقبل…حجة الرجل هنا في تضاعف عدد المنتخبات المشاركة في المونديالات التي بلغت لربما إلى 48 منتخب أي بحوالي 104 مباراة، وهذا في اعتقاد الدراجي يُعدُّ رقما صعبا على دولة واحدة لتنظيمه مهما كانت قوتها، وبالتالي جعل “الفيفا” تختار منطق التنظيم الثلاثي… حسب زعمه…
لكن في مقابل ذلك، سقط الرجل في فخ ” التناقض”، فكيف لم يُبْدِ تخوفه عندما نظمت قطر المونديال بذات الصيغة الحالية وبذات قوانين الفيفا الجديدة؟؟ وماذا عندك أنت إن أطال لك ربنا في عمرك، وعُيِّنْت كمعلِّق على المباريات…كيف لك في هذه الحالة أن تسمح لك نفسك ومابقي من كرامة لديك أن تنطق ” اسم المغرب” وتتذوق طعم نشيده الوطني.
طبيعي أن يخرج هذا القزم ومعه يخرج وخرج الكثيرون ممن يفكرون مثله عن صمتهم، وهم يرون ويسمعون أن المغرب بات يضرب له ألف حساب اقليميا ودوليا، بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها وينتهجها الملك محمد السادس حفظه الله، صاحب الأيادي الممدودة، وهو الذي أكد في أكثر من مرة على ضرورة فتح الحدود وتقوية جسور الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين، إلا أن أزلاما وأقزاما مثل هذا ” الدراجي”، لا يريدون لحبل الودِّ أن يمتد، بقدر مايسعون إلى المحافظة على سياسة الوضع الراهن لأنها تخدم أجنداتهم وتنعش جيبوهم من عائدات الغاز والبترول..
ما رأيك؟
المجموع 0 آراء
0
0