محمد منفلوطي_ هبة بريس
قد يقول جاحد أو متعنت جاهل، بأن هذا الأمر، فيه تطبيل وتهويل ومزايدة في زمن الأزمات وارتفاع الأسعار، ونحن نقول له مهلا عليك يا هذا، فلكل مقام ومقال، ولكل حدث حديث، وحدث اليوم هو أن دولة قطر الصغيرة جغرافيا هذه، قد فازت بالعلامة الكاملة باحتضانها لعرس كروي عالمي ظل لسنوات حكرا على دول أخرى، نعم ربحت كأس العالم قبل نهايته وهذا هو السر..
نعم، قطر ربحت المونديال، رغم الظهور الباهت لفريقها الوطني على رقعة الميدان وانهزامه في أول مباراة له على أرضه وأمام جمهوره..نعم قطر، والرغم من ذلك كله، فقد ربحت المونديال قبل نهايته، تنظيما وتألقا وتحديا لكافة الأصوات التي ظلت تتمنى لها الفشل…
نعم، قطر كأول بلد عربي مسلم، أعطى نموذجا حيا في صنع الفارق في أضخم حدث كروي عالمي، لتخطف بذلك الأضواء بمستوى ملاعبها الخيالية وبنياتها التحتية التي وقف لها زعماء العالم وخبراؤه وقفة انبهار.
* عرس كروي ليس كالأعراس
نعم، فبعد الهيمنة الغربية وتداولها أبا عن جد، على احتضان معظم نسخ المونديال، جاء الدور اليوم على العرب، ليتسلموا شرف التنظيم، ونحن نعلم علم اليقين، أن شروط التنظيم ليست بالهينة، بل هو التزام دولي يفرض على الدولة المحتضنة توفير الشروط الكفيلة لانجاحه، فعلا، كانت لدولة قطر الكلمة الفيصل، بيد أنها رفع سقف التحدي لانجاح هذا العرس الكروي العالمي، وجعله حدثا استثنائيا يختلف اختلافا عن الأعراس السابقة، مراهنة في ذلك المزج بين الأصالة والمعاصرة والعروبة ومبادئ الاسلام وتعاليمه السمحة، نعم راهنت قطر على التنوع الإنساني، مستحضرة بذلك كرم الضيافة بطعم الأصالة الإسلامية.
فهي التي كسرت جدار الصمت التي طالما تغنى به الغرب، وجعله من بين منجزاته حتى إنه صار حكرا لفئة على فئة، نعم كسرت قطر ذلك الصمت، وأبانت عن قدرة العرب في صناعة المعجزات وتحقيق الأمنيات، شريطة أن تكون النية صادقة والإرادة قوية.
* شهد شاهد من أهلها
حدث كروي عالمي كانت قطر خلاله في صلب اهتمامات صناع القرار الكروي العالمين، منهم من دافع دفاع الرجال الأشداء، في مواجهة الهجمة الشرسة التي طالت بلد عربي، ذلك ما جاء على لسان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، الذي شدد على أن مونديال قطر، سيكون أفضل بطولة كأس العالم.
* نجاح رغم التشويش
كما يقال، لكل مجتهد نصيب، ونصيب قطر أنها لقيت حملة تشويش غير مسبوقة، في اعتقاد اعدائها، أن الأخيرة ستفشل فشلا ذريعا مع اول امتحان، لكن هيهات هيهات، فهي التي استطاعت أن تكسر تلك النظرة الاستعلائية، وترد على الهجمة بالفعل وليس بالقول، حتى إنها تخطت وتحدت كافة الأعراف والتقاليد التي كانت سائدة في التظاهرات الرياضية العالمية السابقة، فكانت سباقة لتعزيز القيم العربية والاسلامية، خاصة عندما قررت بكل جرأة حظر بيع الخمور وترويجها بمحيط الملاعب، والابقاء على موقفها المتشدد في مايتعلق بالمثلية.
نعم، لقد فازت قطر بالمونديال قبل نهايته، كدولة محتضنة، بعد أن جعلت من هذه التظاهرة الرياضية ملتقى للحضارات وقيم التسامح و تصحيح تلك الصورة النمطية السلبية عنها كدولة عربية وعن الإسلام كدين.
نعم، فنجاح قطر في ذلك، هو نجاح لكل عربي غيور، على الرغم من القيل والقال، وكثرة السؤال….فنجاحها لايقف عند حدود جيرانها ومحيطها الاقليمي، بل هو نجاح للعرب ككل أينما كانوا… نعم لقد فازت قطر بكأس العالم قبل نهايته.
ما رأيك؟
المجموع 0 آراء
0
0