هبة بريس ـ ياسين الضميري

انتهت المشاركة المغربية في مونديال قطر بحدث تاريخي مميز و هو احتلال المركز الرابع عالميا بعد أن قدمت كتيبة وليد الركراكي مسيرة اسثتنائية و تاريخية جعلت الأسود يبصمون بمداد من فخر و اعتزاز على التأهل الأول لكرة القدم العربية و الإفريقية لمربع الكبار.

مسيرة الأسود أسعدت كل عشاق المستديرة، الذين وجدوا في المنتخب المغربي لمسة خاصة و بصمة متميزة، من خلال الكرة الحديثة و الجميلة و الروح القتالية و اللعب الرجولي و الانضباط التكتيكي و اللعب الجماعي و غيرهم من المقومات التي جعلت الجميع يؤمن بهذا المنتخب رغم كل ما شاب مرحلة ما قبل المونديال من إكراهات.

انتهى المونديال و انطلقت معه الأحلام و كبرت، و موازاة مع ذلك ستنطلق البطولة الاحترافية لكرة القدم في قسمها الأول و الثاني بعد أيام، و هو ما جعل المتتبع الرياضي يتساءل عن كيفية اسثتمار ما تحقق في قطر لتطوير البطولة المغربية.

أولا، إنجاز المنتخب فرصة تاريخية للاعبي البطولة المحلية للاجتهاد و التنافس و الطموح بحمل قميص الأسود خاصة بعد المردود الإيجابي و الجيد الذي قدمه لاعبو البطولة الذين اختارهم الركراكي في قائمة 26 لاعبا التي دافعت عن القميص الوطني، و في مقدمتهم يحي عطية الله و يحي جبران، فضلا عن لاعبين انطلقت مسيرتهم من أندية البطولة نحو عالم الاحتراف كبدر بانون و جواد الياميق و أشرف داري و ياسين بونو و آخرون.

و بالتالي، فالركراكي فتح باب الأمل للاعبي البطولة قصد الاجتهاد و تطوير القدرات التقنية و الذهنية و البدنية و التكتيكية و باب المنتخب مفتوح للأفضل عكس ما كان في مرحلة سابقة حين كان أحدهم يقول “لاعبو البطولة يلعبون رياضة أخرى غير كرة القدم” مع كامل الأسف.

ثانيا، المنتوج الكروي المغربي الآن سيصبح محط متابعة إعلامية و جماهيرية عالميا بعد الصيت الكبير الذي حققه الأسود، و بالتالي هي فرصة لأندية البطولة قصد تجويد أدائها و الرفع من نسقها لتسويق لاعبيها لأندية عالمية، خاصة بعد أن تيقن وكلاء الأعمال الدوليين أن مدارس التكوين و الأكاديميات الكروية بالمغرب مشتل خصب للمواهب بعدما قدمت كنموذج كل من عز الدين أوناحي و يوسف النصيري.

كذلك الجمهور المغربي اليوم ستسلط عليه الأضواء بعد أن كان “النامبر وان” في ملاعب قطر، و هاته نقطة ستفيد بشكل كبير الدوري المغربي الذي يصنف من بين أفضل الدوريات جماهيريا على المستوى القاري و العالمي، و بالتالي فرصة لاستغلال العامل الجماهيري لإضفاء المزيد من الإشعاع على المنتوج المحلي، فضلا على أنها مناسبة كذلك للجماهير للمحافظة على الروح الرياضية العالية التي ميزت الجمهور المغربي في قطر و الذي تصدر المشهد في كبريات القنوات العالمية و الصحف الدولية بعيدا عن الشغب و الفوضى.

و كما تعود المشاهد المغربي في الأيام الماضية على نقل تلفزي من المستوى العالي و استوديوهات و بلاطوهات تحليلية من الطراز الرفيع، فكذلك على الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة و قناة الرياضية مسايرة الركب و الاهتمام بهاته الأمور للمساهمة في رقي و تطوير المنتوج الكروي نقلا، تحليلا و تعليقا.

الجامعة بذلت في السنوات الأخيرة مجهودات جبارة لتطوير كرة القدم الوطنية، وفتحت أوراشا عدة في التكوين و التأطير و التدريب و التحكيم و البنية التحتية و غيرهم، و اليوم حان الوقت لجني الثمار و اسثتمار البذور المحصلة لزارعة منتوج بغلة أفضل، هي فرصة مواتية للتأكيد على أن ما حققه الأسود في قطر ليس مجرد صدفة بل هو نتيجة عمل جبار و مضن لجميع المتداخلين في القطاع الكروي بالمغرب، و صافرة انطلاقة العهد الجديد لكرة القدم المغربية ستكون مساء الثلاثاء إن شاء الله بقمة الرجاء الرياضي و المغرب الفاسي، فبالتوفيق لكرة القدم الوطنية لتكون دائما القاطرة و النموذج الذي يحتذى به دوليا و عربيا و قاريا و مغاربيا…

ما رأيك؟

المجموع 0 آراء

0

0

هل أعجبك الموضوع !

hespress.com