ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين في غزة الأحد في اليوم الثاني للتصعيد مع إسرائيل إلى 313 شخصاً، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب، إن حصيلة القتلى في قطاع غزة ارتفعت إلى “313 مواطنا وإصابة 1990 بجروح متفاوتة”، فيما أكدت وزارة الصحة في رام الله أن من بين القتلى “20 طفلاً”.
إلى ذلك، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإسرائيليين، الأحد، من “أننا دخلنا في حرب طويلة وصعبة”، وذلك بعدما خلّف القتال مع حركة حماس مئات القتلى من الجانبين، غداة هجوم مباغت كبير شنّته الحركة من غزة.
وأما في لبنان، فأعلن حزب الله بأنه أطلق “عدداً كبيراً من القذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة” على المنطقة المتنازع عليها في مزارع شبعا، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي صباح الأحد أنه قصف بطائرة بدون طيار “البنية التحتية الإرهابية لحزب الله” اللبناني في المنطقة الحدودية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان صدر فجر الأحد بشأن هجوم حماس، “المرحلة الأولى على وشك الانتهاء… من خلال القضاء على الغالبية العظمى من قوات العدو التي تسلّلت إلى أراضينا”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد عزمه إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة.
– Advertisement –
وخلال الليل، تواصلت الغارات الجوية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما تواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل من القطاع. كما استمرّت المعارك على الأرض بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسلّل هؤلاء “بمظلاّت” بحراً وبراً.
بدورها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان أن حصار مركزها في بلدة سديروت المتاخمة لغزة، حيث كان يتحصّن مسلّحون من حماس، انتهى صباح الأحد.
وأوضحت أنّ الشرطة والقوات الخاصة التابعة للجيش قامت بـ”تحييد عشرة إرهابيين مسلّحين كانوا في مركز الشرطة”.
وكانت حماس قد شنّت هجوماً مباغتاً على إسرائيل صباح السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزّة وتسلّل مئات من مقاتليها إلى الأراضي الإسرائيلية. كما أسرت عدداً كبيراً من المدنيين والجنود.
وقدّر موقع “واي نت” (Ynet) الإخباري الإسرائيلي عدد الأسرى بـ”حوالى مئة شخص… مختطفين”، بينما لم تقدّم السلطات أيّ أرقام رسمية بعد.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري للصحافيين إن القتال مستمر “لإنقاذ الرهائن” الذين يحتجزهم مسلحون فلسطينيون في إسرائيل.
وأضاف “هناك عشرات آلاف من الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل”.
وقال إسرائيليون يبحثون عن أقاربهم، عبر الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي الأحد، إنّهم شاهدوهم في مقاطع فيديو لرهائن حماس في غزة يتمّ تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوردت وسائل إعلام صباح الأحد أسماء إسرائيليين قُتلوا السبت وتمّ التعرف عليهم، ومن بينهم أطفال ومراهقون.
من جهته، نشر الجيش الإسرائيلي على موقع إلكتروني خاص أسماء 26 جندياً وجندية قتلوا منذ يوم السبت.
وبدأت الأعمال القتالية فجر السبت بإطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه بلدات إسرائيلية مجاوِرة وحتى تل أبيب والقدس.
واخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول قطاع غزة، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.
ويعدّ هذا التصعيد الأكثر دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ عقود.
وأسفرت المعارك عن “أكثر من 200 قتيل” و”أكثر من ألف جريح” في الجانب الإسرائيلي، وفق الجيش الذي اتهم حماس “بذبح مدنيين” في منازلهم، فيما تحدثت مواقع إخبارية إسرائيلية بأن عدد القتلى يتجاوز الـ300 قتيل إلى جانب 1800 جريح.
وفي قطاع غزة، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية الانتقامية منذ يوم السبت، أفادت وزارة الصحة بسقوط 313 قتيلا بينهم 20 طفلا ونحو 1990 جريحاً.
– “غير مسبوق” –
وأقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في خطاب متلفز بأنّ “ما حدث اليوم غير مسبوق في إسرائيل”. وقال “كل الأماكن التي تختبئ فيها حماس… سنحيلها ركاماً”.
بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “نحن على موعد مع النصر العظيم والفتح المبين”.
ومساء السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “مئات” المتسلّلين ما زالوا متواجدين على الأراضي الإسرائيلية بعد “هجوم برّي قوي”.
ويأتي هذا التصعيد في اليوم الأخير من عيد العرش (سوكوت) في إسرائيل، وبعد خمسين عاما على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 التي قتل فيها 2600 إسرائيلي وبلغ عدد القتلى والمفقودين في الجانب العربي 9500 خلال ثلاثة اسابيع من القتال.
– “السيوف” في مواجهة “الطوفان” –
أعلنت كتائب عزّ الدين القسام الجناح المسلّح لحركة حماس، في مقطع فيديو أنّها “أسرت عدداً من جنود العدو”، كما أعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي احتجازها “عدداً من الجنود الإسرائيليين”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّ حركة حماس “خطفت عسكريين ومدنيين”، من دون تقديم أرقام محدّدة.
وأعلن قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام محمد الضيف بدء عملية “طوفان الأقصى”، “رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى”.
من جهته، أحصى الجيش الإسرائيلي إطلاق أكثر من 3000 صاروخ من قطاع غزة. وأطلق عملية “السيوف الحديدية”، حيث نفّذ غارات جوية على القطاع الفلسطيني، مشيراً إلى أنّه دمّر العديد من المباني التي تمّ تقديمها على أنها “مراكز قيادة” لحماس.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنّ غارة أصابت مستشفى في القطاع، ممّا تسبب في مقتل عدد من الأشخاص.
وأفادت الأمم المتحدة عن وجود 20 ألف فلسطيني نازح في قطاع غزة.