محمد منفلوطي_ هبة بريس
هنا بدولة قطر المضيافة، ذات الهوية العربية الاسلامية المتأصلة، هنا كان الحدث العالمي، هنا صنع المنتخب الوطني المغربي تاريخه المجيد، هنا تربع على رأس الكرة العربية والافريقية….هنا بقي أسود الأطلس رافعين رؤوسهم عاليا يقارعون أقوى وأشرس منتخبات العالم…فليمت الأعداء بغيضهم…
هنا قطر، هنا أعطى الأسود الدروس، ولقنوا أبجديات اللغة العربية والتعلق بالأسرة ودورها في صناعة الأجيال، هنا، وفي غمرة الاحتفالات، كان للأم والزوجة والأخت، العلامة الفارقة، هنا جسد أسود الأطلس المعنى الحقيقي لدور المرأة في الحياة اليومية، وفي صناعة الأجيال وبناء البيوت، وليس هدمها كما يدعي الغرب والمطبلين وراءهم من دعاة البهرجة والميوعة وتحقير المرأة..
هنا برقعة الملعب، أعطى الأسود الدروس، نعم أعطوها أولا في الوطنية وتوحيد الصف العربي والافريقي، بعد أن عجزت عن ذلك القمم العربية وآخرها قمة” تشتيث الشمل”، لأول مرة في تاريخ العرب، تخرج الحشود من كل بقاع العالم لتهتف بلغة واحدة نحن العرب، والمغرب يشرفنا ويمثلنا….
نعم فعلوها الأسود، بتوفيق من الله عز وجل ، ورضا الوالدين، نعم أمك أمك أمك، ثم أبوك….نعم، حضرت الأمهات بقوة لتقدمن الدعم النفسي لأبنائها في ساحات القتال على القميص الوطني، نعم حضرن ورقصن وزغردن، وأذرفن الدموع…
لكُن منا أيتها الشامخات ألف تحية وتقدير…فأنتن صانعات الرجال والأبطال، ومؤسسات القيم، وخالقات الابداع، نعم أنتن النور، وأنتن الظل والحضن الدافىء، وأنتن الدرع الواقي من كل سهم غادر، وأنتن الحصن الحصين من كيد الكائدين، نعم أنتن صاحبات مفاتيح الجنان….فلنقبل أقدامكن جميعا، وندعو لكن بطول العمر، والرحمة والغفران لمن فارقت الحياة منكن ووضعت خذها على التراب…
هنا قطر، لا زال الأسود يواصلون الدفاع عن الكرة العربية والافريقية، باقون هناك، بشرف وبعزة، وكلهم اصرار على حمل لقب الكأس لأول مرة في تاريخ الكرة العربية والافريقية…
هي قطر، التي أبدعت، وخلقت الفارق، واستطاعت بحنكة كبيرة أن تنظم أكبر تظاهرة رياضية في العالم، فكان لها شرف ذلك، وكان لها التميز….
هي قطر، التي كثر القال والقيل عنها، منذ نيلها شرف الاحتضان، وحتى قبل انطلاق المونديال، نالت قطر ما لم تنله أية دولة من قبل، لكن عزيمتها كانت قوية، وأصرت على مبدأ التفوق…
هنا بقطر، دخلت منتخبات ” متعجرفة” واضعة الأكف على أنوفها وأفواهها، دفاعا عن “المثلية” لكن وجدت قطر حكومة وشعبا، في مواجهة كل من سولت له نفسه ضرب القيم والمبادئ السمحة لديننا الحنيف، فماكان لهذه المنتخبات، إلا أنها خرجت مدحورة تجر وراءها أذيال الخسران والفشل…
حول هذا الموضوع، غرد عبد الرحمن الشقير، وهو مؤرخ وباحث اجتماع سعودي، مهتم برصد تحولات المجتمع وتوثيق تاريخ الجزيرة العربية وقبائلها، إضافة إلى جهوده في تحقيق كتب التراث وكتابة سير، ( غرد) على صفحته بتويتر قائلا: ” من النوادر في #كأس_العالم_قطر_2022، أنه بدأ بمحاولة أوروبية قوية لهدم الأسرة، وانتهى بحضور قوي للأسرة عبر عناق لاعبي المغرب مع أهاليهم بعد كل مباراة”…
ما رأيك؟
المجموع 0 آراء
0
0