هبة بريس ـ ياسين الضميري

قبل أيام أطلق بعض من المحسوبين على جمهور الرجاء العالمي حملة استهدفت شخص فوزي لقجع، الرجل الذي أعاد لكرة القدم هيبتها القارية و الدولية، و الذي يعتبر من بين رجالات هذا الوطن الذين يدافعون بشراسة عن حقوق المغرب في المجال الرياضي من خلال شبكة العلاقات القوية التي كونها بالجهازين الإفريقي و الدولي.

حملة “بعض” الجماهير الرجاوية، حتى لا نقول الكل لأن عددا كبير من عقلاء النادي و جماهيره التي تفكر بعقولها لا عاطفتها غير راضية عن هاته الحملة “الموجهة”، جاءت في الوقت الخطأ و بالطريقة الخطأ.

أولا، فوزي لقجع ليس شخصا مقدسا بطبيعة الحال، و نحن هنا لا ندافع عن أي أحد، بل نبسط فقط الوقائع و المعطيات لاستبيان الحقيقة و توضيح بعض المغالطات التي وقع فيها “بعض” من الجمهور الأخضر و انخرط دون أن يدري في حملة مسمومة جيش لها أعداء الوطن الآلاف من الحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحويرها عن مجراها و استغلالها لضرب المملكة و نجاحاتها.

قبل أسبوع تقريبا، رفع “بعض” من جمهور الرجاء شعارات خادشة للحياء في” فيراج المكانة” ضد شخص فوزي لقجع وصلت حد قذف عرض و شرف والدته، ضربا في كل الأعراف و المبادئ في بلد دينه الإسلام و يدافع شعبه عن كل ما جاء به هذا الدين الحنيف.

و في هذا الصدد، ورد في تحريم سب المسلم بغير حق مجموعة من الآيات و الأحاديث، قَالَ الله تَعَالَى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58]، كما جاء عن ابن مسعود إذ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: سِباب المُسْلِمِ فُسوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ، و هو حديث متفق عليه، وعن أبي ذر أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك، رواه البخاري، وعن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قالَ: المتسابان ما قالا، فعلى البادي منهما حتى يعتدي المظلوم، رواه مسلم.

ثانيا، حملة “بعض” الجماهير الرجاوية، لغريب الصدف انطلقت من صفحات فايسبوكية موالية لرئيس سابق للنادي الأخضر، هذا الرئيس ورد إسمه في لائحة المشتبه تورطهم في فضيحة تذاكر مونديال قطر، و لغريب الصدف كذلك أنه و قبل انطلاق الحملة ب 24 ساعة فقط خرج لقجع في تصريح بالمجلس الحكومي أكد من خلاله أن لجنة التحقيق في ملف تذاكر قطر أنهت عملها و تم رفع التقرير للنيابة العامة و سيتم معاقبة كل من ثبت تورطه في الإساءة لسمعة الوطن.

و على ما يبدو، فكلام لقجع كان بمثابة رسالة واضحة بأنه لن يتم التساهل مع “الفاسدين ديال بصح” المتورطين في التلاعب بتذاكر المونديال، و قد وصل “الصهد” للمعنيين بالأمر فحركوا جحافل “المريدين” الذين يتلقون دعما ماليا سخيا من جهات معروفة، فشرعوا في تفريغ “فشلهم” الشخصي من خلف شاشات هواتفهم و حواسيبهم عبر حملة ابتزاز واضحة الأركان و المعالم.

و لأن عصابة العسكر في الجزائر تتربص بهذا الوطن و تسخر كل ما أوتيت من قوة لضرب المملكة و النيل من رجالاتها الذين أصبحوا يشكلون عقدة لنظام قصر المرادية، منح “بعض” جمهور الرجاء هدية لم يكن أشد المتشائمين في عصابة شنقريحة يتوقعها، فتم استغلال الحملة “الرجاوية الأصل” لتصبح حملة موجهة مصدرها الجزائر.

عصابة عسكر الجزائر سخرت أموالًا طائلة لتجعل وسم الحملة يتصدر “الطوندونس” في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، و يمكن لأي شخص بمن فيهم أولئك الذين لهم معرفة سطحية بالتكنولوجيا بمجرد بحث بسيط أن يكتشفوا أن حوالي 90 في المئة ممن رفعوا الهاشتاغ للصدارة هم حسابات حديثة العهد بدون صور شخصية و بدون أي تدوينات سابقة و بأسماء غريبة.

بعض جماهير الرجاء و مع كامل الأسف انخطرت دون وعي و دون نية و دون حتى أن تدري في حملة أعداء الوطن ضد رجالات المملكة و مؤسسات و رموز الدولة الذين يحاولون بكل ما في وسعهم الدفاع عن هذا المغرب القوي برجالاته و مؤسساته.

شيء مؤسف أن تتحول كرة القدم من وسيلة للترفيه لسبيل للابتزاز، تسخر فيه بعض الجماهير “عن حسن نيتها” اعتقادا منها أن تدافع عن حقوق ناديها الذي تعشقه حد النخاع، غير أنها في واقع الأمر تسير و توجه عن بعد بطريقة ماكرة تستهدف النيل من رموز الدولة الذين يرعبون أعداء الوطن بفضل النجاحات التي راكموها و ما تزال.

هي رسالة بدون تعصب لبعض من جماهير الرجاء العالمي، الرجاء الذي يعتبره ملك البلاد و معه كل المغاربة بأنه مفخرة لهذا الوطن و مثال جدير بالاقتداء، رجاءا لا تمنحوا لأي أحد و لا لأي جهة فرصة أكل الثوم بأفواهكم، دعوا العاطفة جانبا و لنلتف جميعا حول هذا الوطن، و لنمنع المتربصين بثوابتنا من الاقتراب و المساس بكل ما هو مغربي، و من له مشكلة مع شخص ما أو جهة ما أو مؤسسة ما، فهناك قنوات للتعبير عن الامتعاض و الدفاع عن الحقوق، كونوا حذرين فهناك من يتربص بالوطن و يستغلكم كدروع بشرية لنيل المراد و ضرب الوحدة من داخلها، و عاش المغرب و لا عزاء للحاقدين.

ما رأيك؟

المجموع 4 آراء

2

2

هل أعجبك الموضوع !

hespress.com