- جاستين روالت
- بي بي سي
قبل 35 دقيقة
تُعرض الظواهر الجوية الحادة والكوارث الطبيعية الحياة البرية في جميع أنحاء المملكة المتحدة لمخاطر كبيرة، وفقا لما جاء في التقرير السنوي لمؤسسة ناشيونال ترست National Trust “الفائزون والخاسرون في الحياة البرية في المملكة المتحدة”.
وتحذر المؤسسة الخيرية، التي تعنى بالحفاظ على الحياة البرية، من تعرضبعض المواقع البرية إلى تغير دائم، لأن تغير المناخ يجعل من بعض أشكال الطقس القاسي الوضع الطبيعي الجديد.ويشير التقرير أيضا إلى الربيع شديد الجفاف، الذي شهد حرائق غابات دمرت أجزاء كبيرة من الأراضي، التي ترعاها المؤسسة، في جبال مورن في أيرلندا الشمالية ومارسدن مور في يوركشاير.ويضيف أن تلك الحرائق دمرت مواطن مجموعة من الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك طائر الزقزاق الذهبي والأرنب الأيرلندي.
وفي الوقت نفسه، فإن فصول الشتاء الأكثر دفئا ورطوبة، أدت إلى تسريع انتشار الأمراض مثل فطور “رماد الموت” التي تؤدي إلى تآكل أغصان الأشجار، مما تسبب في خسائر كبيرة في الثروة الحراجية.وأدى خريف هذا العام المستقر والدافئ إلى عرض مذهل للألوان، لكن ذلك توقف بشكل مفاجئ عندما اجتاحت العاصفة أروين شمال البلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني، مما تسبب في دمار واسع النطاق.وقد اقتلعت العاصفة آلاف الأشجار في مقاطعة “ليك ديستريكت”، وقضت على مئات الأشجار والنباتات التي لا يمكن تعويضها في حديقة بودنانت غاردن في ويلز.
أما في والينغتون في مقاطعة نورثمبرلاند، حيث وصلت سرعة العواصف إلى 98 ميلا في الساعة، فتم اقتلاع أكثر من نصف أشجار البلوط والزان التي يبلغ عمرها 250 عاما.ويحذر بن مكارثي، رئيس قسم حماية الطبيعة في المؤسسة من أن “هذه الظروف القاسية تضع ضغوطا أكبر على الحياة البرية في بريطانيا”.ويقول إن أكثر من نصف الأنواع النباتية والحيوانية في المملكة المتحدة في حالة تدهور بالفعل، وإن 15 في المئة من أنواع الحياة البرية مهددة بالانقراض.ويقول: “إن التجمعات المعزولة أو الصغيرة هي الأكثر تعرضا لمخاطر التأثيرات المناخية”، ولكن الضرر لم يشمل جميع الأنواع. وقد ازدهرت وانتعشت بعض الحيوانات والنباتات بالفعل هذا العام.فيما يلي مجموعة مختارة من المرابح والخسائر التي شهدتها الحياة البرية على مساحة 250 ألف هكتار من الريف و780 ميلا من الخط الساحلي و 500 من الأراضي والحدائق والمحميات الطبيعية التي تعتني بها المؤسسة:
المرابح
تتوقع مستعمرات الفقمة الرمادية التي تعتني بها مؤسسة ناشيونال ترست زيادة أخرى في أعداد الجراء بفضل نقص الحيوانات المفترسة، ووجود الطعام الوفير.وقد سجلت منطقة أوفورد نيس على ساحل سافولك أعدادا قياسية من حيوانات الفقمة. ويمكن عادة مشاهدة واحدة أو اثنتان منها في نفس والوقت، ولكن هذا العام شوهد نحو 200 منها على الشاطئ معا، وبقيت هناك لعدة أيام.
ساعد شهر مايو/ أيار الجاف، وحزيران/ يونيو الدافئ بشكل استثنائي، على انتعاش نبتة الأوركيد الهرمية، التي شكلت بساطا رائعا عبر رودبورو كومون في مقاطعة غلوسيسترشاير.أما نبتة ليدي تريسيس الخريفية، وهي أحدث أنواع الأوركيد في المملكة المتحدة، فقد شهدت هي الأخرى عاما جيدا جدا بفضل المناخ خلال شهر مايو/ أيار أيضا. وظهرت التدرجات المميزة للنبات من الزهور البيضاء بالآلاف في بعض المراعي والكثبان الرملية في جنوب إنجلترا وويلز.
كما كان الوضع سارا بالنسبة للقنادس، التي أطلقت في هولنيكوت إيستيت في منطقة إكسمور في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، إذ ولدت أول مجموعة منها في يونيو/ حزيران.
وقد كان العام جيدا أيضا لفطريات المراعي، خاصة تلك ذات أغطية الشمع، وفي مقاطعة شروبشاير، وسُرَّ بعض العاملين في المؤسسة بالعثور على 17 نوعا من هذه الفطريات في مرج واحد.في هذه الأثناء في هيريفوردشاير، اكتشف الفريق مثالا مدهشا للأنواع غير الأصلية، والتي يُطلق عليها فطريات أصابع الشيطان أو أخطبوط ستينكورن، وقد دخلت هذه الفطريات إلى أوروبا عن طريق الصدفة من أستراليا أو نيوزيلندا حوالي عام 1920.
الخسائر
كان عام 2021 عصيبا على الفراشات بشكل خاص، إذ سجلت أعداد قليلة جدا منها في محمية “بيغ بترفلاي كاونت”.
لكن فريق مؤسسة ناشيونال ترست كشف لاحقا عن ظهور الفراشات، الذي تأخر بسبب الربيع البارد للغاية، وبذلك بقيت الفراشات من حيث التهديد في وضع مستقر.
لم تنتج أشجار البلوط في جنوب إنجلترا أي ثمار هذا العام، على عكس أشجار البلوط في الشمال والتي كان لديها محصول وفير.وتحتاج أزهار البلوط إلى طقس جاف ودافئ لإنتاج الثمار بنجاح، وهي ظروف متوفرة في شمال إنجلترا وليس في جنوبها.
كما أدى الصقيع المتأخر خلال أبريل/ نيسان وحتى أواخر مايو/ أيار، في بعض أجزاء البلاد إلى الإضرار بزهر التفاح، وبالتالي إلى ضعف المحصول، خاصة في الأجزاء الشمالية من إنجلترا وأيرلندا الشمالية.وقد كانت سنة شديدة التقلب بالنسبة لطائر خطاف البحر أيضا.في بلاكيني بوينت في نورفولك، تخلت طيور خطاف البحر الصغيرة، عن أعشاشها خوفا من نوع محدد من البوم يعرف بـ “البومة قصيرة الأذنين” وكذلك طيور النورس. لكن المناطق المجاورة التي تسكنها طيور خطاف البحر كانت تبلي بلاء حسنا.