قبل 36 دقيقة
أعلنت شركة أبل أنها ستتوقف عن إنتاج أجهزة الموسيقى الخاصة بها، المعروفة باسم “آيبود تاتش”، لتنهي بذلكعمر جهازٍ أشيد به على نطاق واسع لإحداثه ثورة في كيفية استماع الناس للموسيقى.
عندما أطلق في عام 2001، كان جهاز آيبود يستطيع تخزين ألف تسجيل موسيقي. ويوجد اليوم أكثر من 90 مليون أغنية على خدمة البث من أبل.
وصمم جهاز آيبود تاتش الفريق نفسه الذي اخترع جهاز آيفون فيما بعد، الذي سرعان ما طغى على جهاز الآيبود.
وكان آخر تحديث قدمته أبل للآيبود في عام 2019.
وأنتجت الشركة العديد من طرز الآيبود على مر السنين – من بينها: “نانو” و “شافيل” لكن “آيبود تاتش”، الذي صدر في عام 2007، هو آخر طراز يوقف إنتاجه.
وتقول شركة أبل إن الأجهزة ستبقى متاحة للشراء “حتى نفاد ما لديها من كمية”.
وقال غريغ جوسوياك، نائب الرئيس الأول للتسويق العالمي في شركة أبل، إن الجهاز “أعاد تعريف كيفية اكتشاف الموسيقى والاستماع إليها ومشاركتها”.
ولجأ عشاق آيبود إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة أفكارهم بشأن الخبر ووضع ذكرياتهم عن أجهزة الموسيقى.
وكان ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل، كشف عن أول نموذج لجهاز آيبود عام 2001، وصاحب ذلك كثير من الضجة والترقب.
وكانت هناك إشاعات وقتئذ تفيد بأن الشركة ستعلن عن مشغل موسيقى جديد بعد دعوة إلى حفل إطلاق أجهزة جديدة جاء فيها: “تلميح: إنه ليس جهاز ماك”.
وقال جوبز خلال عرضه الذي استمر لمدة ساعة: “الموسيقى جزء من حياة الجميع. الموسيقى ستظلّ موجودة إلى الأبد”.
وكان العنوان الرئيسي لتلك الليلة بسيطاً: “ألف أغنية في جيبك”.
وساند العديد من المشاهير بسلطتهم وشهرتهم باعتبارهم نجوماً على مر السنين الآيبود، وكان من بينهم جون ماير، ويو2 وأوبرا وينفري. وقدمت شركة “بي إم دبليو” لصناعة السيارات أول نظام ترفيهي في سياراتها باستخدام نظام مدمج لآيبود، وفي غضون بضع سنوات، حذت معظم شركات تصنيع السيارات حذوها.
لكن محللاً تقنياً يقول إنه كان من المحتم أن يحل الآيفون في يوم من الأيام محل جهاز الآيبود.
وقال بن وود، كبير المحللين في شركة الاستشارات التكنولوجية “سي سي إس إنسايت” لبي بي سي: “عندما ابتكرت أبل جهاز آيفون، أدركت أنه سيفضي في النهاية إلى بداية نهاية جهاز الآيبود”.
وقالت كارولينا ميلانيسي، التي تعمل في شركة “كرييتيف استزاتيجي” إن انخفاض مبيعات آيبود مرتبط بارتفاع مبيعات آيفون، مثل الانتقال من المبيعات الرقمية إلى البث المباشر.
وأضافت: “ربما يكون زوال جهاز آيبود أفضل مثال على عدم اهتمام شركة أبل بطغيان بعض منتجاتها على بعضها الآخر”.
تحليل بقلم زوي كلاينمان
لم يكن آيبود أول مشغل إم بي 3 في السوق، وكذلك الأمر بالنسبة لآيفون، الذي لم يكن أول هاتف ذكي.
لكن تصميم أبل الفريد أثبت أنه دفع بالموسيقى الرقمية دفعة لازمة لبدء إغراء الناس بالابتعاد عن مشغلات الأقراص المضغوطة والكاسيت، ومشاركة الملفات الصوتية.
وفي عام 2001، كانت صناعة الموسيقى تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة المشاركات غير القانونية للملفات التي كانت تنسخ الألحان وتشاركها على المنصات بطريقة أسرع، لا تستطيع معها شركات التسجيلات المواكبة واتخاذ إجراءات قانونية.
وكان إطلاق نظام آيتيون وآيبود بعد ذلك بوقت قصير، بمثابة شريان حياة ضخ المزيد من إيرادات التنزيلات التي يشتريها محبو الموسيقى بشكل شرعي.
كما أعاد الجهاز إحياء ثروات شركة أبل في سوق كانت تهيمن عليه أجهزة الكمبيوتر الشخصية العاملة بنظام ويندوز.
وقدم الراحل ستيف جوبز الجهاز الجديد على خشبة المسرح حدث أقيم في 23 أكتوبر/ تشرين الثاني 2001.
وقال: “مع آيبود، لن يعود الاستماع إلى الموسيقى كما كان في الماضي، مرة أخرى”. وكان فعلاً على حق من نواح كثيرة.