- جونا فيشر
- بي بي سي
قبل 48 دقيقة
أوردت دراسة أن التلوث في أنهار العالم جراء إلقاء الأدوية والمنتجات الصيدلانية يمثل “تهديدا للبيئة والصحة العالمية”.
وبحسب دراسة أجرتها جامعة يورك البريطانية، فإن أدوية مثل باراسيتامول وأدوية لعلاج الصرع والسكري، ومواد تتضمن النيكوتين والكافين وجدت بكثرة في الأنهار.
وتعد هذه الدراسة -التي أجريت على مستوى عالمي- من أكثر الدراسات تكلفة. وقد تبين أن الأنهار في باكستان وبوليفيا وإثيوبيا من أكثر الأنهار تلوثا بينما كانت أنهار أيسلندا والنرويج والأمازون الأفضل.
ولا يزال تأثير العديد من المركبات الصيدلانية الأكثر شيوعًا في الأنهار غير معروف إلى حد كبير.
لكن ثبت بالفعل أن موانع الحمل البشرية الذائبة يمكن أن تؤثر على تطور الأسماك وتكاثرها، ويخشى العلماء أن تؤدي زيادة وجود المضادات الحيوية في الأنهار إلى الحد من فعاليتها كأدوية.
دراسة: الأدوية في الأنهار تهدد الصحة العالمية
فحصت الدراسة عينات من أكثر من 1000 موقع في أكثر من 100 دولة.
وبصورة عامة، فقد وجد في أكثر من ربع الأنهار موضع البحث، والذي بلغ عددها 258 نهرا، “مكونات صيدلانية نشطة” عند مستويات تعتبر غير آمنة على الأحياء المائية.
ويقول دكتور جون ويلكنسون، الذي قاد الدراسة، لبي بي سي: “ما يحدث عادة هو أننا نأخذ هذه المواد الكيميائية، وهي لها آثار مقبولة علينا ثم بعد ذلك تترك أجسامنا”.
وأضاف ويلكنسون: “ما نعرفه الآن هو أنه حتى أحدث محطات معالجة مياه الصرف الصحي كفاءة ليست قادرة تمامًا على تحطيم هذه المركبات قبل أن ينتهي بها الأمر في الأنهار أو البحيرات”.
وأكثر المستحضرات الصيدلانية التي تم اكتشافها هي الكاربامازيبين والذي يستخدم في علاج الصرع وآلام الأعصاب، و ميتورفين، المستخدم في علاج السكري.
كما عُثر على تركيزات عالية مما يسمى “المواد الاستهلاكية” مثل الكافيين (القهوة) والنيكوتين (السجائر) وكذلك مسكن الألم باراسيتامول.
وفي أفريقيا وجد عقار يستخدم لعلاج الملاريا بتركيزات عالية.
وتقول دكتورة فيرونيكا إدموندز، المتخصصة في الأحياء المائية في جامعة هيرتفوردشاير، لبي بي سي: “يمكننا القول إن تأثير هذه المواد في الأنهار في الغالب سيكون سلبيا، ولكن يجب أن نقوم باختبارات فردية على كل نهر، وهناك دراسات قليلة نسبيا”.
وأردفت: “الأمر سيسوء لأننا نستخدم حلولا دوائية لأي مرض سواء جسدي أو نفسي”.
وتقول الدراسة إن الوجود المتزايد للمضادات الحيوية في الأنهار يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تطوير بكتيريا مقاومة، مما يضر بفعالية الأدوية ويشكل في النهاية “تهديداً عالمياً للبيئة والصحة العالمية”.
وكانت المواقع الأكثر تلوثاً تقع إلى حد كبير في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، وفي المناطق التي يوجد فيها إغراق بمياه الصرف الصحي، وإدارة سيئة لهذه المياه، وتصنيع الأدوية.
ويقول الدكتور محمد عبد الله، الأستاذ المشارك في دراسة آثار الملوثات الناشئة في جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة: “لقد رأينا أنهاراً ملوثة في نيجيريا وجنوب أفريقيا بتركيزات عالية جداً من المستحضرات الصيدلانية، وهذا يرجع أساسا إلى الافتقار إلى البنية التحتية في معالجة مياه الصرف الصحي”.
وتابع عبد الله: “هذا أمر مثير للقلق لأن لديك الفئات السكانية الأكثر ضعفًا، والتي لا تتوفر لها إمكانية للحصول على الرعاية الصحية، معرضة لذلك التلوث”.
وفيما يتعلق بمسألة ما يمكن فعله، فإن الكاتب الرئيسي للدراسة، الدكتور ويلكينسون، لديه نظرة محبطة إلى حد ما.
إذ يقول: “سيستغرق الأمر الكثير من الأشخاص الذين هم أكثر ذكاءً مني لمعالجة المشكلة. أحد الأشياء القليلة التي يمكن أن يكون لها تأثير الآن هو الاستخدام السليم للأدوية”.
وهذا يعني زيادة صعوبة الحصول على الأدوية مثل المضادات الحيوية، وتشديد القيود على الجرعات.
وتم نشر التقرير الكامل في مجلة الأكاديمية القومية للعلوم.