قبل 51 دقيقة
يستخدم نظام ذكاء اصطناعي رسما مؤرخا لطفلين يسرقان علبة بسكويت خلف ظهر أمهما للكشف عن بداية مرض ألزهايمر.
ويستخدم النظام عينات صوتية للأشخاص الذين يصفون المشهد للتنبؤ بإمكانية إصابة الأشخاص الأصحاء بالمرض.
ويمكن أن يتنبأ ببداية المرض قبل الأطباء بسبع سنوات وبدقة 70٪.
وقالت جمعية ألزهايمر في بريطانيا إن البحث كان مشجعا.
وقالت فيونا كاراغر، مديرة الأبحاث في جمعية ألزهايمر “إن تشخيص الخرف في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية للتعايش بشكل جيد مع هذه الحالة”.
وأضافت “للأسف، غالبا ما يكون الطريق الطويل الذي يؤخر وصول الأشخاص المصابين بالخرف إلى العلاج المناسب والدعم والتوجيه، ومع ذلك فإن العلاجات الحالية تكون أكثر فاعلية في وقت مبكر من تلقيها، ويمكن أيضا أن تكون العلاجات الجديدة المحتملة أكثر فعالية في المراحل المبكرة أو حتى قبل ظهور الأعراض”.
ورأت أن هذه خطوة أخرى “مثيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي واللغة للحصول على تشخيصات مبكرة وأكثر دقة، على الرغم من أننا بحاجة إلى رؤية هذه الأساليب التي تم اختبارها بشكل أكبر في مجموعات أكبر ومتنوعة من الناس”.
“نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث من هذا النوع، نظرا لأن مرض ألزهايمر يسبب تغيرات في الدماغ تصل إلى 15 عاما قبل ظهور الأعراض”.
ويضر مرض الزهايمر بالذاكرة والقدرات المعرفية الأخرى عن طريق تدمير الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ.
وفي الولايات المتحدة وحدها، تشير التقديرات إلى أن عدد المصابين يصل إلى 5.5 مليون شخص، وتشير بعض الدراسات إلى أنه ثالث سبب رئيسي للوفاة بعد أمراض القلب والسرطان.
ويستخدم نموذج الذكاء الاصطناعي، الذي طورته شركة “آي بي إم ريسيرش” وشركة “بفايزر” العملاقة للأدوية، معالجة اللغة الطبيعية لتحليل مقتطفات قصيرة من الكلام مأخوذة من اختبار “كوكي ثيفت” المعرفي.
والاختبار، الذي استخدم لسنوات عديدة في تشخيص الخرف وأمراض معرفية أخرى، يطلب من الأشخاص وصف ما يرونه في الصورة.
ورصد الذكاء الاصطناعي تغييرات طفيفة في اللغة، مثل الأخطاء النحوية وبنية الجمل المختلفة، ما يشير إلى التدهور المعرفي.
وجاءت العينات التي استخدمتها شركة “آي بي إم” من دراسة فرامنغهام للقلب، وهو مشروع بحثي أمريكي شمل 5 آلاف شخص وعائلاتهم، وهو مستمر منذ عام 1948.
ونظرا لطبيعة الدراسة طويلة الأمد، كان الذكاء الاصطناعي قادرا على تحليل العينات التي تم جمعها بينما كان الأشخاص يتمتعون بصحة معرفية. وإذا قام النموذج بتحليل عينة الكلام من أحد المشاركين في سن 65 وتوقع أنه سيصاب بمرض ألزهايمر بحلول سن 85، فيمكن التحقق من ذلك لمعرفة مدى دقته.
وأوضح أجاي رويورو، نائب رئيس شركة “آي بي إم” لأبحاث الرعاية الصحية أن “النتيجة الرئيسية هي أنه قبل سبع سنوات من التشخيص السريري، يمكننا القول بدقة 70٪ أن مرض ألزهايمر سيتطور لدى الأشخاص”.
وقال لـ بي بي سي إنه على الرغم من عدم وجود علاج معروف للمرض في الوقت الحالي، إلا أن معرفة من قد يصاب به يمكن أن يساعد في العلاج.
“حتى لو لم تتمكن من تغيير مسار المرض، يمكنك الاستعداد، يمكنك إدارة حياتك بشكل أفضل”.
وأقر رويورو أنه ليس كل مريض يرغب في معرفة ذلك.
وأضاف “يجب أن يتم ذلك من خلال بنية أخلاقية قوية، ويجب على الأفراد الموافقة على استخدام العلامات، وإذا اخترت المشاركة فسوف تكتشف ذلك. لن تتمكن من اكتشاف ذلك ما لم تمنح الموافقة”.
لكنه يأمل في المستقبل أن تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي الأطباء على فهم الدور الذي يمكن أن تلعبه العلامات الحيوية مثل الصوت في التشخيص والطب التنبئي.
“نعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو وسيلة لتعزيز هذه العملية، إنه مجرد مؤشر آخر لطبيب مدرب ولن يكون الذكاء الاصطناعي هو الذي يعطي التشخيص”.