قبل 45 دقيقة
تعرّضت هواتف نشطاء حقوقيين وصحفيين ومحامين حول العالم للاستهداف عبر برنامج تجسس باعته شركة إسرائيلية لحكومات سلطوية، بحسب ما أفادت به تقارير إعلامية.
وأشارت التقارير إلى قائمة تضم قرابة 50 ألف رقم هاتف لشخصيات محلّ اهتمام من جانب عملاء لشركة “إن إس أو” الإسرائيلية.
ولم تحدد التقارير مصدر القائمة ولا هويات جميع الشخصيات التي تعرضت هواتفها للاختراق.
وتنكر شركة “إن إس أو” القيام بأية انتهاكات، وتقول إن البرنامج صُمم لاستهداف المجرمين والإرهابيين، وإنه لا يقدَّم لغير المؤسسات الاستخباراتية والعسكرية والمعنية بإنفاذ القانون في دول ذات سجلات جيدة في مجال حقوق الإنسان.
وأضافت الشركة في بيان أن التحقيق الأصلي الذي استندت إليه التقارير، وقامت به منظمة “فوربيدن ستوريز” غير الحكومية من باريس، ومنظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان، كان “مليئا بفرضيات خاطئة ونظريات غير موثقة”.
وتتعلق المزاعم باستخدام البرنامج المعروف باسم بيغاسوس. ونشرت صحف حول العالم الأحد هذه المزاعم، ومن بينها الواشنطن بوست، والغارديان، ولوموند، و14 مؤسسة إعلامية أخرى.
ويصيب بيغاسوس أجهزة أيفون وأندرويد للتمكين من الحصول على رسائل وصور ورسائل بريد إلكترونية، وتسجيل مكالمات، وتشغيل الميكروفونات والكاميرات على نحو غير ملحوظ.
وبفحص عدد من الهواتف التي وردت أرقامها في القائمة، التي أفادت تقارير إعلامية باستهدافها، تبيّن أن أكثر من نصف هذه الهواتف تعرض للإصابة ببرنامج بيغاسوس.
ماذا نعرف عن الأشخاص المستهدفين؟
لم تشر التقارير إلى مصدر الأعداد المذكورة، لكن مؤسسات إعلامية تقول إنها تحققت من أكثر من ألف شخص في أكثر من 50 دولة.
ووجدت التقارير أن العديد من الأرقام تجمّع في عشر دول بينها السعودية، والإمارات، والبحرين.
وعندما حاولت المؤسسات التي أجرت التحقيق التواصل مع مسؤولين من تلك الدول، فإنهم إما أنكروا استخدام برنامج بيغاسوس، أو أنكروا إساءة استخدام قدراتهم في مجال المراقبة.
وبحسب التقارير، فإن القائمة المذكورة تضم نحو 180 صحفيا من منظمات عديدة بينها وكالة الأنباء الفرنسية، وشبكة السي إن إن، وصحيفة النيويورك تايمز، وشبكة الجزيرة، وغيرها من المؤسسات الإعلامية.
كما تضم القائمة رؤساء دول وحكومات، وأعضاء من عائلات ملكية عربية ومسؤولين تنفيذيين في شركات أعمال.
وضمّت القائمة امرأتين مقرّبتين من الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ووجدت التحقيقات أن برنامج تجسس استهدف هاتف خطيبة خاشقجي بعد أيام من مقتله، وأن هاتف زوجته أيضا تعرض للاستهداف عبر برنامج تجسس في الفترة بين سبتمبر/أيلول 2017 وأبريل/نيسان 2018.
وتنفي شركة إن إس أو “أي علاقة بأي شكل من الأشكال بعملية القتل البشعة”.
وكانت شركة واتساب أقامت دعوى قضائية ضد إن إس أو عام 2019، متهمة الشركة الإسرائيلية بالوقوف وراء هجمات إلكترونية على 1400 هاتف محمول باستخدام برنامج بيغاسوس.
حينها، أنكرت الشركة الإسرائيلية القيام بأي انتهاكات، لكنها خضعت لحظر استخدام منصة واتساب.