قبل 15 دقيقة
قال خبراء بحريون إنهم أعادوا 108 حيتان مرة أخرى إلى البحر بعد جنوح مجموعات كبيرة إلى أحد السواحل الأسترالية.
ويعتقد الخبراء أن ميناء ماكواري الواقع على الساحل الغربي لتسمانيا أصبح الآن خاليًا من الحيتان الحية.
وكان نحو 350 حوتا قد نفقوا على سواحل تسمانيا فيما يعد أسوأ حادث جنوح جماعي للحيتان على الإطلاق تشهده استراليا.
وتتركز الأنظار حاليا في طريقة التخلص من جثث الحيتان النافقة، حيث دفنت 15 جثة في البحر الجمعة في تجربة لاختبار نجاح تلك الطريقة.
وأكد بيان أصدرته حكومة تسمانيا، السبت، إعادة 108 من الحيتان الطيارة (ذات الزعانف الطويلة)، التي نجت من الحادث، خارج مرفأ ميناء ماكواري.
ووصف عالم الأحياء البرية في برنامج الحفاظ على البيئة البحرية، الدكتور كريس كارليون، عملية الإنقاذ بالرائعة بعد خمسة أيام من العمل الشاق من قبل فريق الإنقاذ.
وقال الدكتور كارليون “حوت واحد فقط ظل عالقا خلال الليل، وهي نتيجة جيدة بالنظر إلى 20 حوتا أعيدت إلى البحر البارحة”.
وكان لابد من قتل أربعة حيتان على الأقل في وقت سابق من هذا الأسبوع، لأنها كانت مرهقة للغاية بحيث لم يعد من الممكن إنقاذها.
وتُبذل حاليا جهود لإزالة الجثث من الميناء. وأكدت الحكومة في بيانها أن هذا سيستغرق عدة أيام ويعتمد على الرياح والمد والجزر وغيرها من الظروف.
وقال مدير إدارة الحوادث والمتنزهات والحياة البرية، روب باك، “بالأمس دُفن 15 حوتا في البحر في تجربة لتحديد مدى نجاح طريقة التخلص تلك”.
وأضاف “يتم جمع الجثث والتخلص منها بمساعدة شركات الاستزراع المائي التي تعتبر معداتها وخبراتها في المرفأ ضرورية لتحقيق نتائج فعالة وفي وقت مناسب”.
كما تم حث السكان المحليين على الابتعاد عن المنطقة أثناء عملية الإزالة.
كيف تقطعت السبل بالحيتان؟
جرفت الأمواج الحيتان الطيارة وألقت بها على ساحل البحر حول ميناء ماكواري هيدز يوم الاثنين الماضي.
وأحصى رجال الإنقاذ حوالي 270 حوتا، لكن مروحية تابعة للإنقاذ رصدت يوم الثلاثاء 200 حوت آخر في مكان قريب. وقال مسؤولون إنهم يعتقدون أن المجموعة الثانية كانت جزءا من المجموعة نفسها، لكنها ربما انجرفت مع المد.
وتتعرض أكثر من 80 ٪ من سلاسل الحيتان الأسترالية للجنوح في منطقة تسمانيا، وتعد منطقة ماكواري هيدز أشهرها بحسب الخبراء.
وشكلت هذه الحادثة واحدة من أكبر حوادث الجنوح المسجلة على مستوى العالم، إذ تجاوزت الرقم القياسي الوطني السابق البالغ 320 حوتا على شاطئ في غرب أستراليا عام 1996.
وليس من المفهوم تماما سبب تقطّع السبل بالحيتان، لكن المعروف أن الحيتان الطيارة هي الأكثر عرضة للجنوح. ولا تعتبر هذه الحيتان مهددة بالانقراض، على الرغم من أن أعدادها الحقيقية غير معروفة.
وتوجد هناك مجموعة من النظريات حول سبب حدوث عمليات الجنوح. إذ يقول بعض الخبراء إن الحيتان يمكن أن تصاب بالارتباك بعد لحاقها بالأسماك، التي تحاول اصطيادها، إلى الشاطئ.
ويعتقد البعض الآخر أن حوتا واحدا يمكن أن يقود عن طريق الخطأ مجموعات كاملة إلى الشاطئ.
ويعتقد الباحثون أيضا أن مثل هذه المجموعات معرضة للإصابة إذا ما سحبت برفق عبر منطقة واسعة إلى الشاطئ، لأن نبضات سونار الحيتان قد تفشل في اكتشاف الخط الساحلي في المياه الضحلة.