- جو تيدي
- مراسل شؤون الأمن الإلكتروني – بي بي سي
قبل ساعة واحدة
تواجه منصة يوتيوب انتقادات لفشلها في التعامل مع شبكة من مجرمي الإنترنت تقوم ببثّ مقاطع فيديو مفبركة يظهر فيها إيلون ماسك صاحب شركة سيارات تِسلا، وذلك بهدف الاحتيال على المشاهدين.
ويسطو هؤلاء المجرمون على حسابات عبر منصة يوتيوب، ويستخدمون مقاطع الفيديو للترويج لهدايا وهِبات غير حقيقية من العملات الرقمية.
وتحظى مقاطع الفيديو هذه بمشاهدة عشرات الآلاف من الأشخاص، بحسب ما تبيّن لبي بي سي على مدار أربعة أيام من الشهر الجاري.
ويوم الثلاثاء، قال إيلون ماسك إن يوتيوب لم تتعامل مع “إعلانات محتالين”. لكن المنصة ردّت بأنها تحذف القنوات التي يتم الإبلاغ عنها.
وعلى مدى شهور، تمكّنت الفيديوهات المذاعة من خداع آلاف من الناس وإقناعهم بإرسال عملات رقمية إلى مجرمين، وذلك أملًا في الحصول على جائزة من إيلون ماسك.
وكان أحد أشهر الروابط في هذا الصدد هو https://elon-x2.live/ والذي يدعو الناس إلى مضاعفة أموالهم عبر إرسال عُملات بيتكوين أو إيثيريوم إلى عناوين المحافظ الرقمية المعلَنة.
وتفيد سِجِلّات التحويل للمحافظ الرقمية بأن المحتالين تمكنوا من جمع 243 ألف دولار في أسبوع واحد: وذلك عبر 23 عملية تحويل بإجمالي 7.68923261 عملة بيتكوين، و18 عملية تحويل بإجمالي 5.016 عملة إيثيريوم.
ويقول مراقبون من شركة Whale Alert لتحليل بيانات المعاملات الرقمية إن مَحافظ الاحتيال التي تتبّعوا معاملاتها استطاعت تحقيق أرباح بقيمة 98 مليون دولار في عام 2021، و30 مليون دولار في العام الجاري حتى الآن.
ويعمد هؤلاء المخترقون كل بضعة أيام إلى تغيير أسماء وصور عشرات القنوات على منصة يوتيوب بحيث تبدو شبيهة بالقنوات الرسمية لـتِسلا – شركة تصنيع السيارات الكهربائية التي يرأسها إيلون ماسك.
ويُعتقد أنهم تمكنوا من الحصول على عناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور الخاصة بها عبر اختراقات سابقة للبيانات – أو أنهم ببساطة يحاولون تخمين كلمات المرور لاختراق عناوين بريد إلكترونية معروفة لديهم.
وتعرضت قناة يوتيوب خاصة بالموسيقي التشيلي آيزاك للاختراق والقرصنة قبل أسبوعين.
وقال آيزاك: “متابعيّ عبر شبكات تواصل أخرى بدأوا يسألونني ما الذي يحدث مع اسم قناتي، وكانوا مندهشين للغاية إبان عرض محتوى تِسلا عبر قناتي”.
وأضاف: “أمرٌ محبِط للغاية أن ترى قناتك عبر يوتيوب تُختطف بعد سنوات عديدة من العمل عليها”.
وتابع أيزاك قائلا إن منصة “يوتيوب لا تقوم بما يكفي على صعيد التأمين ضد وقوع هجمات قراصنة؛ وهناك العديد من المستخدمين يعانون المشكلة نفسها التي أعانيها الآن”.
في غضون ذلك، قالت منصة يوتيوب إنها حذفت إحدى القنوات التي أبلغت بي بي سي عنها، مضيفة: “لدينا قواعد صارمة تحظر على المستخدمين أعمال الاحتيال والتي من بينها انتحال الشخصية والقرصنة”.
وفي العام الماضي، كان أحدهم يأمل في مضاعفة أمواله فأرسل إلى محتال عملات رقمية تعادل قيمتها 400 ألف دولار، وذلك بعد مشاهدة إعلان مضلل عبر تويتر.
وفي العام الجاري لحدّ الآن يصادف المحتالون نجاحا بدرحة أقلّ، لكنهم مع ذلك لا يزالون يجمعون الملايين ويتهيأون للمزيد حال ارتفاع أسعار البيتكوين، بحسب فرانك فان ويرت مؤسس شركة Whale Alert.
يقول فان ويرت: “الأرقام تتراجع مقارنة بعام 2021 – لكن لا يزال هناك الكثير من الضحايا يقعون في شِباك المحتالين، لا سيما مع تطوير هؤلاء لأساليبهم”.
ويضيف: “في الوقت الراهن لا يحقق المحتالون مكاسب كبيرة، لا سيما مع تراجع أسعار البيتكوين .. لكن هذا البوار لن يستمر طالما أنه لم يتم القيام بما يكفي لإيقاف عمليات الاحتيال”.
ويرى فان ويرت أن هؤلاء المحتالين يمكن إيقاف أعمالهم إذا قامت بورصات العملة الرقمية بحجْب مَحافظهم المالية لمنعهم من استخدام عملاتهم المسروقة.
وفي معظم الفيديوهات الحية التي يبثها المحتالون عبر يوتيوب يظهر ممثلون عن شركة ARK Invest، كما يظهر إيلون ماسك، وكذلك الرئيس التنفيذي لموقع تويتر – جاك دورسي.
وقالت متحدثة باسم شركة ARK Invest لبي بي سي: “هذه الحسابات هي لمنتحلي شخصيات ولا تتعلق بأي شكل من الأشكال بالشركة”.