• ناتالي شيرمان
  • نيويورك – بي بي سي

قبل 37 دقيقة

ماسك

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

ترقب في كل العالم لتغييرات إيلون ماسك

قال الملياردير، إيلون ماسك، إنه لم يقرر، حتى الآن، إدخال أي تعديل على سياسة موقع التواصل الاجتماعي تويتر الخاصة بالإشراف على المحتوى، بما يتضمن مراجعة التغريدات والتعليقات لاستبعاد ما هو غير مناسب منها، بعد إتمام صفقة الاستحواذ على المنصة، بقيمة 44 مليار دولار.

وكتب في تغريدة: “لنكن واضحين تماما، لم ندخل، حتى الآن، أي تعديل على سياسة الإشراف على محتوى المحتوى”.

وقد أعلن في وقت سابق أنه قرر إنشاء مجلس جديد لتنسيق المنشورات.

وغرد أيضا يقول: “كل من أوقف لأسباب بسيطة أو غير واضحة”، سيخلى سبيله “من سجن تويتر”.

وأضاف: “الكوميديا أصبحت مسموحة الآن على تويتر”.

وأعلن عدد من كبار المسؤولين في تويتر مغادرة المنصة، منذ استحواذ ماسك عليها، بعد تأجيل إبرام الصفقة لفترة طويلة.

ويتساءل الكثير من الناس عن مستقبل تويتر تحت إدارة ماسك.

وقد أثارت التغييرات المحتملة اهتمام هيئات الضبط، وأحدثت انقساما وسط رواد تويتر، إذ يخشى فريق منهم أن يخفف ماسك القيود على خطاب الكراهية ونشر الأخبار الزائفة، بينما يرى فريق آخر أن الإدارة السابقة ضيقت على حرية التعبير بقيود مفرطة.

وقال ماسك إن تويتر سينشئ مجلسا يضم “وجهات نظر متعددة”.

وأضاف: “لن تتخذ أي إجراءات كبيرة بشأن المحتوى، ولن يفرج عن أي حسابات مغلقة قبل أن يتشكل المجلس”. وأدلى بهذا التصريح قبيل إعلانه عن رفع الحظر عن حساب المغني، كانييه ويست، الذي أغلق قبل إتمام صفقة الاستحواذ.

وقد أغلق حساب كانييه ويست على تويتر بسبب تعليقات اعتبرت “معادية للسامية”.

ومن بين كبار المسؤولين الذي أعلنوا مغادرة تويتر، بعد استحواذ ماسك عليه، مدير الشؤون المالية، نيد سيغال. واستقال أيضا رئيس مجلس الإدارة، بريت تيلور.

ويعتقد أيضا أن المدير التنفيذي، باراغ أغروال، الذي تعرض لانتقادات ماسك، من بين الذين أقيلوا من مناصبهم، على الرغم من أن أغروال لا يزال يحتفظ بصفة مدير عام تويتر على حسابه بالموقع.

وقالت شركة جنرال موتورز، أكبر صانعي السيارات في الولايات المتدة، ومنافسة شركة تيسلا التي يملكها ماسك، إنها علقت مؤقتا إعلاناتها المدفوعة الأجر على تويتر. وأضافت أنها “تتواصل مع تويتر لأخذ فكرة عن توجهات المنصة تحت القيادة الجديدة”.

وكتب ماسك الخميس على تويتر: “العصفور أصبح طليقا”، ولكنه نبه المعلنين إلى أنه لا يريد أن يكون تويتر “مجانيا للجميع”.

وأشار في وقت سابق إنه يريد إدخال تغييرات واسعة على تويتر. لأنه مؤمن بحرية التعبير المطلقة، وقال إنه يرى المنصة منتدى للنقاش العام، ويريد رفع الحظر عن المستخدمين المثيرين للجدل، بمن فيهم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وكتب مدير الشؤون المالية السابق، سيغال، يقول إن الفترة التي قضاها في تويتر لم تكن “أهنأ سنوات مسيرته العملية”، مشيرا إلى المصاعب التي تسببت فيها حالة الالتباس في 6 أشهر الماضية.

وقال: “نتعلم كثيرا في الأوقات الصعبة، عندما نشعر بالتعب ونشعر أن نزاهتنا أصبحت محل تشكيك”، ملمحا إلى انتقادات ماسك لقيادات الشركة.

وأضاف: “أملي كبير في مستقبل تويتر”.

وفي أوروبا كتب المفوض المكلف بالإشراف على السوق الرقمية، تييري بريتون، تغريدة يقول فيها: “العصفور سيحلق وفق قوانين الاتحاد الأوروبي”، منبها إلى أن هيئات الضبط ستتخذ إجراءات صارمة ضد تخفيف سياسات تويتر.

وفي الولايات المتحدة قالت مجموعات من الناشطين اليساريين من بينها “أوفقوا الصفقة”، و”وسائل الإعلام مهمة لأمريكا” إن ماسك “متعطش للفوضى”، وإن خطته المحتملة لتويتر ستجعل المنصة “بؤرة لمزيد من الكراهية، تؤدي إلى ضرر حقيقي دائم للعالم”.

أما ترامب، الذي حظر من تويتر العام الماضي، إثر أعمال الشغب التي وقعت في مقر الكونغرس في يناير كانون الثاني 2021، فقال إنه سعيد بأن أصبح تويتر في “يد رجل عاقل”، معبرا عن “حبه” لمنصته الخاصة التي تشبه تويتر، وتعرف باسم “الحقيقة”.

ورحب دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي، بانتقال الملكية في تويتر إلى ماسك.

وكتب متوجها إلى المالك الجديد: “أتمنى لك حظا سعيدا في تجاوز التحيز السياسي والاستبداد الأيديولوجي في تويتر”.

الطريق طويل

كان الفشل في إتمام الصفقة متوقعا حتى آخر لحظة.

فبعدما اقتنى ماسك حصصا في تويتر مطلع العام، قدم في أبريل نيسان عرضا قيمته 44 مليار دولار، وهو سعر اعتبر مرتفعا منذ الاتفاق عليه.

وقال إنه يرغب في شراء تويتر، لأنه أراد أن يكون “للحضارة ميدان رقمي مشترك”، وتعهد بالقضاء على الحسابات المزيفة، والحفاظ على المنصة منبرا لحرية التعبير.

ولكنه غير رأيه بحلول الصيف، متعللا بأن عدد الحسابات المزيفة على المنصة أكبر مما يدعيه تويتر.

ورفع المسؤولون التنفيذيون في تويتر دعوى قضائية لإجبار ماسك على الوفاء ببنود الاتفاق، يقولون فيها إنه متردد بسبب حجم المبلغ الذي عرضه.

وتمت إجراءات البيع الخميس، عندما اشترت شركة، يسيطر عليها ماسك، المنصة بسعر 54،20 دولار للسهم، وفق بيانات الحكومة الأمريكية.

ويرى دان إيفز، المحلل في شركة الاستثمارات ويدبراش، أن مبلغ 44 مليار دولار قد يجعل هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ زائدة عن قيمتها الحقيقة في تاريخ الصفقات”.

وكتب يقول: “مثلما تحدثنا، فإن المهمة السهلة بالنسبة لماسك هي شراء تويتر، أما المهمة الصعبة فهي إصلاح هذه الملكية المضطربة”.

فعلى الرغم من أن تويتر يؤدي دورا بارزا في النقاش العام، فإنه يبقى منصة صغيرة نسبيا، بين مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، إذ لا يتجاوز عدد الحسابات الناشطة عليه 240 مليون حساب، مقارنة بحسابات فيسبوك التي قاربت المليارين.

ويواجه تويتر أيضا صعوبات في سوق الإعلانات الرقمية.

ولا يعرف ما إذا كانت إقالة عدد من كبار المسؤولين بداية لعملية تسريح واسعة في الشركة. وأشارت تقارير سابقة إلى أن 75 في المئة من العاملين في المنصة الاجتماعية مهددون بفقدان مناصبهم.

وسيحصل كبار المسؤولين التنفيذيين المغادرين على مكافآت مجزية وفق بنود جرى التفاوض عليها مطلع هذا العام. وقد يتلقى أغروال مبلغ قيمته 60 مليون دولار. أما سيغال فقد يحصل على 46 مليون دولار، وفق بيانات الحكومة الأمريكية في مابو آيار.

بي بي سي العربية