- زوي كلاينمان
- محررة شؤون التكنولوجيا، بي بي سي نيوز
قبل 56 دقيقة
ظهر استطلاع الرأي الذي أجراه إيلون ماسك، والذي يسأل فيه عما إذا كان يجب أن يتنحى عن منصب رئيس تويتر، بعد ساعات من تصويره في نهائي كأس العالم في قطر.
وتخبرنا تلك الصورة شيئين: أولاً، كان ماسك يقف بجانب جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق الذي حاول ماسك وفشل، في إعادة جذبهما إلى شبكة التواصل الاجتماعية التي يمتلكها.
يعرف ماسك أنه سينتج على الأرجح عن أي تغريدة مهمة لترامب، لحظة مثيرة للجدل، لكنها ستكون بمثابة “جائزة كبرى” لتويتر وتجلب جماهير ضخمة إلى المنصة.
ومن جهته، يعرف ترامب ذلك أيضاً، بالطبع، ولديه أجندته الخاصة، وتحديداً شبكته الاجتماعية الخاصة، تروث سوشال، التي بقي مخلصاً لها حتى الآن.
أعتذر مسبقاً عما سأقوله، ولكن ورقة ماسك الرابحة لم يتم لعبها بعد.
النقطة الثانية عن الصورة هي أنها تثبت أن ماسك كان جغرافياً بالقرب من المملكة العربية السعودية، موطن أكبر المستثمرين في تويتر. فهل زار البلاد وهل طرحوا عليه، إلى جانب ملايين الأشخاص الذين يستخدمون تويتر يومياً، بعض الأسئلة الجادة حول قيادته خلال الشهرين الماضيين؟
ثم هناك مسألة الاستطلاع نفسه. إن كيفية نظرنا إلى نتائج مفادها أن 57% من 17.5 مليون صوت تم الإدلاء بهم وجاءت لمصلحة تنحي ماسك كرئيس تنفيذي لتويتر، أمر يعتمد على ما نعتقد أنه كان يريد تحقيقه من ذلك.
لقد أدى الاستطلاع إلى نتائج عكسية بشكل مذهل، في حال كان ماسك يبحث عن تعزيز للأنا، أو أنه حقق نجاحاً كبيراً في إبعاد نفسه عن المشكلة التي وجد نفسه عالقاً بها منذ أن تم إحباره على شراء تويتر، بشكل أساسي.
دعونا لا ننسى أن مالك تسلا قضى شهوراً في محاولة التهرب من شراء هذه الشركة.
وبينما أكتب، فإن صفحة تويتر الخاصة بماسك صامتة بشكل غير معهود.
لن يكون هذا هو الحال لفترة طويلة. بلا شك، لديه سجل حافل في الاستماع إلى استطلاعات الرأي. وبعد كل شيء، طرح للتصويت ما إذا كان يجب أن يشتري تويتر في المقام الأول، عندما بدأ هذا السيرك بأكمله.
في الماضي، طلب أيضاً من مستخدمي تويتر مساعدته في تحديد ما إذا كان سيبيع أسهم تسلا القيمة.
إنها طريقة غير تقليدية للقيام بأعمال تجارية كبيرة، على أقل تقدير. لكن مع إيلون ماسك، أصبحنا نتوقع ما هو غير متوقع.
الرئيس التنفيذي المقبل
في حال فعل ماسك ما قيل له من قبل الناس واستقال، من سيتولى المسؤولية؟
لقد قاد الشركة قيادة الرجل الواحد منذ وصوله إليها. ولم يكن هناك أي ذكر منتظم لنائب عنه أو شخص عمل معه عن كثب. كان لدى ميتا مارك زوكربيرغ، شيريل ساندبرغ، أما جيف بيزوس من أمازون، فكان لديه آندي جاسي (الرئيس التنفيذي الآن). ماسك ليس لديه أي رجل آخر واضح في تويتر.
حتى تلك الشخصيات البارزة التي اعتبرها في البداية حلفاء له ، مثل رئيس إدارة الثقة والنزاهة يوئيل روث، استقالت من الشركة منذ ذلك الحين وانتقدت قيادة ماسك.
ولكن قبل أن تزيل الغبار عن سيرتك الذاتية، ضع في اعتبارك للحظة الوصف الوظيفي لمدير تويتر التنفيذي. لديك الرئيس الأكثر تطلباً في العالم؛ أنت ترث قوة عاملة محبطة، تم تسريح نصفها مؤخراً والباقي منها يعملون مجبرين لساعات طويلة. وبحسب ماسك، فإن الأوضاع المالية قاتمة: فهو يقول إن تويتر يعمل بخسارة 4 ملايين دولار في اليوم.
ثم هناك إرث الفوضى في صنع القرار الذي حدد الأشهر الأخيرة في تويتر. كان نهج ماسك في الاعتدال شخصياً بالتأكيد. بدأت “ساحة البلدة الرقمية” التي ادعى أنه يريد إنشاءها تبدو وكأنك تدخل منزله وتحاول ألا تفسد شيئاً من الزينة.
جاءت السياسات وذهبت، في ما يبدو أنه كان مجرد نزوات.
يواجه أي رئيس مستقبلي أيضاً التحدي المتمثل في محاولة الحفاظ على أمان حوالى 300 مليون مستخدم على تويتر الذين ينشرون في الوقت الفعلي، بما في ذلك المحتوى الذي يمكن أن يكون مسيئاً ومهيناً وأحياناً غير قانوني.
أضف إلى هذا كله، عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ماسك نفسه – والمخاطر المستمرة المتمثلة في أن تغريدته التالية قد تسبب ضرراً لا يوصف بالسمعة و/أو تدقيقاً تنظيمياً. بعد كل شيء، مُنع ماسك من التغريد عن تسلا بعد أن تسبب في انخفاض سعر أسهمها، بعدما قال إن تقييمها مبالغ فيه.
قد يهدئ رئيس تنفيذي جديد يكون أقل عزماً على ثورة لا هوادة فيها، المستثمرين ويحسن معنويات الموظفين. في الوقت الحالي، بين كل تغريدة وأخرى أراها من صفحتي على تويتر، هي عبارة عن أشخاص يهددون بمغادرة تويتر أو يشتكون من ذلك. يمكن القول إن شبكة اجتماعية مهووسة بنفسها لا يمكن أن تحقق إمكاناتها.
يعتقد إيلون ماسك، المتحمس لشؤون استكشاف الفضاء، أن تويتر كان بحاجة إلى القليل من وقود الصواريخ وقد وفر ماسك ذلك بالتأكيد.
لكنه ربما يتعلم الآن وبالطريقة الصعبة، أن وسائل التواصل الاجتماعي والأشخاص الذين يجعلونها حية، ليسوا آلات. ربما لا يكمن مستقبل هذه الشركة المضطربة في النجوم ولكن بأقدام ثابتة على أرض صلبة. إذا كان سيسمح بذلك.