- أحمد الخطيب
- بي بي سي
قبل 8 دقيقة
شهد محرك البحث غوغل مؤخرا تساؤلات عديدة عن اضطراب فرْط الحركة وتشتت الانتباه والمعروف اختصارًا باسم ADHA.
وجاء ذلك بعد أن كشفت ابنة المطرب عمرو دياب عن معاناتها من هذا الاضطراب على نحو سبّب لها مشكلات مدرسية قبل بضع سنوات.
وكان مسلسل تليفزيوني بعنوان “خلي بالك من زيزي” قد عُرض في شهر رمضان الماضي وتناول معاناة أصحاب هذا الاضطراب، مما عزز رغبة كثيرين في الوقوف على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
وكتبت جنى دياب -20عاما- على صفحتها عبر موقع إنستغرام تقول إنها عانت صعوبات تمثّلت في عدم القدرة على التركيز وتسليم الواجبات في موعدها المحدد، وغير ذلك من أعراض أدت في نهاية الأمر إلى مغادرتها مدرسة كوينز غيت في لندن قبل إتمام الدراسة بها.
ووجهت جنى رسالة إلى المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تدعوهم إلى الإيمان بقدراتهم وعدم التسليم بضعف تلك القدرات لمجرد أن أحدًا أخبرهم بذلك.
وأشارت جنى إلى أنها تمكنت برغم ذلك من مواصلة التعلم وحققت منجزات في هذا المضمار، بحسب ما ذكرت على صفحتها.
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
يشير “اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه” إلى خلل في النمو العصبي تظهر أعراضه في ثلاثة أشكال هي انعدام التركيز، والحركة المفرطة والاندفاع، أو مزيج منهما.
ويجد المصاب بفرط الحركة صعوبة في ضبط انفعالاته المندفعة وفي الجلوس ساكنا بمكان ما، فضلاً عن سرعة التململ والميل إلى الثرثرة ومقاطعة أحاديث الآخرين، لا سيما في حالة الإناث.
أما المصاب بتشتت الانتباه فيكون عرضة أكثر من الآخرين لنسيان الأشياء، وصعوبة ترتيب الأفكار.
وعادة ما يكون التوتر، والاكتئاب، واضطراب التناسق الحركي من الاضطرابات المصاحبة لفرط الحركة وتشتت الانتباه.
ويفقد التلميذ المصاب بهذا الاضطراب رغمًا عنه درجات في اختبارات الذكاء أو اختبارات التقييم المدرسية، لا سيما إذا لم تكن جهة التقييم تنتهج طريقة خاصة حياله.
ولا توجد إحصاءات في الدول النامية عن أعداد الإصابات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وذلك نظرًا لعدم وجود نظُم تقييم نفسية حصرية للأطفال في تلك البلدان.
لكن استطلاعا للرأي أجري عام 2016 أشار إلى إصابة 63 مليون شخص حول العالم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
أسباب الإصابة
عن أسباب الإصابة بهذا الاضطراب، تقول أميرة الصباغ، المرشدة النفسية وأخصائية صعوبات التعلم من مصر، إنه لا توجد أسباب واضحة بشكل قاطع.
لكن هناك عوامل جينية يمكن أن تورث هذا الاضطراب، كما أن للعوامل البيئية المحيطة دورًا فاعلا في استفحال الإصابة أو الحدّ منها، بحسب ما أوضحت الصباغ لبي بي سي.
وقد يتعرض الطفل لمواقف عُنف في البيت أو تنمّر في المدرسة، أو يشاهدها، فتجعله يسلك سلوكًا عنيفا بدوره.
وتؤكد الصباغ على أهمية ثقافة التغذية السائدة في البيئة المحيطة، مشيرة إلى أن اعتياد الوجبات السريعة وتناول السكريات بنسبة عالية تجعل الطفل أكثر حركة، وهنا تبرز أهمية ممارسة الرياضة.
ويتطلب تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه، مراجعة تاريخ المصاب والاستفسار من المقربين منه عن ملاحظاتهم حول سلوكياته، وإجراء اختبارات لتقييم الأعراض.
ويجري تشخيص الاضطراب في سن الطفولة عادة، وأغلب المصابين به لا يتجاوزونه في سن البلوغ. كما يؤدي عدم تشخيصه في سن الطفولة إلى حدوث مشكلات أكثر مع البلوغ.
صعوبة العلاج
وحول الصعوبات التي تكتنف علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، تقول الصباغ إن العلاج يبدأ أولاً بالتشخيص السليم.
وتشير الصباغ إلى 18 عرَضًا مميزًا، يجب أن تظهر منها ستة أعراض على الشخص الواحد في بيئتين مختلفتين، مثل البيت والمدرسة أو النادي.
ويتميز مصاب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في الغالب بشدة الحساسية والانتقائية والذكاء، وهنا تكمن صعوبة علاجه، والذي يتمثل بحسب الصباغ في انتهاج الأسلوب الأمثل للتعامل مع المصاب.
وهنا تحذر االمرشدة النفسية من مغبة اللجوء إلى العقاب، موكدة حاجة هؤلاء إلى الاهتمام والبحث بجدية عما يجذب انتباههم.
وفي ذلك تقول جنى دياب إنها “تأثرت كثيرا لأن المدرّسين لم يتحلّوا بالصبر الكافي في التعامل معي، ثم جاء قرار مغادرة المدرسة بالسلب على صحتي النفسية”.
ويحتاج كل مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى خطة علاج سلوكية فردية خاصة به، دون وجود خطط جماعية بديلة، هذا فضلا عن ضرورة التنسيق بين كل أطراف البيئة العلاجية.
وقبل كل ذلك، ترى الصباغ أن البحث عن السبب الحقيقي، ومحاولة إزالته هو أجدى سبل العلاج.