تُظهر الصورة تلسكوب فيكتور بلانكو Victor Blanco المثبت على متنه كاميرا الطاقة المظلمة، بالإضافة لتلسكوبات أخرى في مرصد سيرّو تولولو البين أمريكي Cerro Tololo في تشيلي. حقوق الصورة: Fermilab
قد تكون هذه الأجسام المكتشفة حديثًا هي فتات الخبز التي ستقودنا لتأكيد وجود الكوكب التاسع. إذ تضخمت قائمة جيران الكوكب القزم بلوتو بشكلٍ كبير، مما قد يعزز من فرصة إيجاد العلماء للكوكب التاسع المفترض.
وفي دراسة جديدة، اكتشف العلماء أكثر من 139 كوكبًا صغيرًا minor planets —أجسام صغيرة تدور حول الشمس لا هي بكواكب ولا مذنبات— في الأعماق الأكثر ظلمة وبرودة بعد مدار كوكب نبتون. ويضيف باحثون: “إن الاكتشافات الجديدة تمثل %5 من حصيلة الأجسام الموجودة بعد نبتون، والتي تقدر بـ 3 آلاف جسم.
تأمل العلماء البيانات التي جمعها مشروع مسح الطاقة المظلمة Dark Energy Survey، اختصارًا (DES)، أثناء سنينه الأربعة الأولى منذ دخوله الخدمة الممتدة بين عامي 2013 و2017. إذ يدرس DES السماء باستخدام كاميرا الطاقة المظلمة التي تبلغ دقتها 520 ميجا بكسل والمثبتة على تلسكوب بلانكو بعدسته البالغ قطرها 4 أمتار، والقابع في مرصد سيرّو تولولو البين أمريكي في تشيلي.
ووفقًا للدراسة الجديدة، يهدف المشروع لتسليط الضوء على الطاقة المظلمة، وهي الطاقة الغامضة التي يُعتقد أنها وراء التوسع المتسارع للكون. إذ أن للكاميرا DES عالية الدقة هذه تطبيقات إضافية أخرى، منها اكتشاف الأجسام الصغيرة في نظامنا الشمسي.
بدأ الباحثون بسبعة مليارات نقطة رصدها المشروع، والتي قُلصت لـ 22 مليونًا جسمًا عابرًا بعد إقصاء عدة أجسام مثل المجرات التي ظهرت في نفس البقعة تقريبًا لعدة ليالي. قُلِّص الرقم 22 مليونًا مرة أخرى ليصبح 400 جسمًا مرشحًا بعد مدار نبتون، والتي تعقبها الفريق لـ 6 ليالٍ على أقل تقدير.
وفي هذا السياق، صرح الباحثون بأنه بعد أشهر من الفحص من خلال التحليل والرصد، أثبت الفريق وجود 316 من الأجرام، مصنفة كأجرام ما وراء نبتون TNOs. تقع هذه الأجرام المفهرسة ما بين 30 إلى 90 وحدة فلكية، أو اختصارًا(AU)، عن الشمس. والجدير بالذكر، أن 139 جرم من تلك الأجرام يتم اكتشافه لأول مرة. هذا، ويجدر الإشارة إلى أن الوحدة الفلكية الواحدة تعادل المسافة بين الأرض والشمس، أي ما قدره 93 مليون ميل، أو 150 مليون كم.
ومن جهة أخرى، يقول أعضاء الفريق البحثي: “قد تفيد التقنيات التي طورها الباحثون في عمليات البحث المستقبلية عن الأجسام ما بعد نبتون، خصوصًا تلك الأبحاث التي يحتمل إجراؤها من قِبَل مرصد فيرا سي. روبين Vera C. Rubin Observatory وهو تليسكوب أمريكي كبير تحت الإنشاء في تشيلي، والمقرر طرحها لتصبح متاحة في بدايات عام 2020“.
.
يقول الفيزيائي وطالب الدراسات العليا في علم الفلك في جامعة بنسلفانيا بيدرو برناردينيلي Pedro Bernardinelli، وهو مؤلف رئيس للورقة العلمية: “يمكن استعمال البرامج التي طورناها لأي مجموعة بيانات ضخمة أخرى بسهولة، مثل البيانات المتوقع صدورها من مرصد روبين“.
يجري الآن أعضاء الفريق أيضا تحليلاتهم على كل بيانات المشروع التي جُمِعت على مدار 6 أغوام ، ويمكن أن تُسفر تلك المجهودات عن اكتشاف قرابة 500 جرم جديد بعد مدار نبتون. (انتهى التشغيل الأولي للمشروع عام 2019.) مثل هذه الاكتشافات الجديدة قد تنتهي بكونها “فتات خبر” التي تقودنا لاكتشاف الكوكب التاسع، وهو كوكب مفترض يعتقد العلماء بوجوده في النظام الشمسي الخارجي، بعيدًا عن الشمس مئات الوحدات الفلكية.
استدل العلماء على احتمالية وجود الكوكب التاسع بسبب تجمُّع غريب لبعض الأجرام الواقعة بعد مدار نبتون.
وتعليقًا على هذا الأمر، يقول المؤلف المشارك في الدراسة جاري برنشتاين Gary Bernstein، أستاذ علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة بنسلفانيا: “هنالك العديد من الفرضيات حول وجود كواكب ضخمة في نظامنا الشمسي بالماضي ولم تعد موجودة حاليًا، أو كواكب بعيدة ضخمة لكنها خافتة جدًا، الأمر الذي يستحيل معها رصدها“.
يضيف برنشتاين، قائلًا: “صُنعُ الكاتالوج هو الجزء الأكثر متعة”. ويستطرد: “فبعد صُنعِ هذا المصدر، يمكنك مقارنة ما وجدته فعلًا بما كان يجب أن تجده حسب نظريات غيرك من العلماء“.
نُشرت الدراسة الجديدة في Astrophysical Journal Supplement Series، ويمكنك قراءة النسخة المجانية على arXiv.org.