- مات ماكغراث
- مراسل البيئة – بي بي سي
قبل 27 دقيقة
قال علماء إن الأفاعي الجرسية طورت طريقة ذكية لخداع البشر وإقناعهم بأن الخطر قريب منهم بشدة أكثر مما يعتقدون للابتعاد عنها.
وتحرك هذه الأفاعي ذيلها بقوة ليصدر صوتا مثل الجرس عند الشعور بأي خطر، لكنها تستطيع تعديل هذا الصوت فجأة إلى تردد أعلى بكثير فيكون الصوت أقوى ويخيف الشخص من مسافة بعيدة.
في الاختبارات، جعل التغيير السريع في الصوت الأشخاص الذين كانوا بجوار الثعبان يعتقدون أنها كانت أقرب بكثير مما هي عليه في الواقع.
يقول الباحثون إن هذه الآلية تطورت لمساعدة الثعابين على تجنب التعرض للوطء.
ولطالما كان صوت ذيل الأفعى الجرسية تيمة مميزة في الأفلام السينمائية.
وينتج الصوت من الاهتزاز السريع لحلقات الكيراتين الصلبة عند طرف ذيول الزواحف.
الكيراتين هو نفس البروتين الذي يصنع أظافرنا وشعرنا.
وتكمن القدرة الرئيسية في إحداث هذا الضجيج المخيف، في تمكن الثعبان من هز عضلات الذيل حتى 90 مرة في الثانية.
وتعتمد على هذا الاهتزاز القوي لتحذير الحيوانات الأخرى والبشر من وجودها وعدم الاقتراب منها.
ورغم هذا التحذير الصوتي لا تزال الأفاعي الجرسية مسؤولة عن غالبية اللدغات المسجلة ضد البشر في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تصل إلى 8000 لدغة كل عام.
أدرك الباحثون لعقود من الزمن أن الأفعى يمكنها تغيير تردد صوت الجرس الذي تصدره، ولكن هناك القليل من الأبحاث حول أهمية التحول في درجة الصوت.
في هذه الدراسة، أجرى العلماء تجارب عن طريق تحريك جسم على شكل إنسان بالقرب من أفعى جرسية وتسجيل استجابتها.
وكلما اقترب الجسم من الثعبان، زاد تردد الاهتزازات حتى حوالي 40 هرتز. ثم تبع ذلك قفزة مفاجئة في الصوت بلغ نطاق ترددها إلى ما بين 60-100 هرتز.
ولمعرفة ما يعنيه التغيير المفاجئ في درجة الصوت، أجرى الباحثون مزيدا من العمل مع مشاركين بشريين وثعبان افتراضي.
كان المشاركون ينظرون إلى معدل صوت الجرس المتزايد على أنه يزداد قوة وارتفاعا كلما اقتربوا من المكان.
وجد العلماء أنه عندما حدث التغيير المفاجئ في التردد على مسافة 4 أمتار، اعتقد الأشخاص في الاختبار أن الثعبان كان أقرب بكثير، على بعد حوالي متر واحد.
يعتقد الباحثون أن التبديل في الصوت ليس مجرد تحذير بسيط، ولكنه إشارة اتصال معقدة بين هذه الأنواع من الأفاعي.
“التحول المفاجئ إلى وضع التردد العالي يعمل بمثابة إشارة ذكية تخدع المستمع حول المسافة الفعلية بينه وبين مصدر الصوت”، كما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة بوريس تشاغنو، من جامعة كارل فرانزينس في غراتس، النمسا.
وأضاف أن “التفسير الخاطئ للمسافة من جانب الشخص وتجنبه الاقتراب يوفر هامش أمان من المسافة بين الأفعى والشخص.”
ويعتقد مؤلفو الدراسة أن سلوك الثعابين يستفيد من النظام السمعي البشري، الذي تطور لتفسير زيادة ارتفاع الصوت على أنه شيء يتحرك بشكل أسرع ويقترب.
وقال الدكتور شاغنو: “التطور هو عملية عشوائية، وما قد نفسره اليوم على أنه تصميم جيد هو في الواقع نتيجة آلاف التجارب على الثعابين التي تواجه ثدييات كبيرة”.
وأضاف أن “قعقعة الأفعى تطورت بشكل مشترك مع الإدراك السمعي للثدييات عن طريق التجربة والخطأ، تاركة تلك الثعابين الأكثر قدرة على تجنب الدوس عليها.”
نُشرت الدراسة في مجلة كارنت بيولوجي Current Biology.