إن المخاض والولادة عمليةٌ طبيعية لدى النساء بعد انتهاء فترة الحمل.
بالرغم من أن ولادة معظم الأطفال تمر بشكل طبيعي، فإن بعضهم قد يعاني من مشاكل صحية أثناء أو بعد الولادة.
طبيًا، تبلغ فترة الحمل الطبيعية لدى الأنثى مدة 9 أشهر، أي بمعدل 38 أسبوعًا، ثم تبدأ بعدها أعراض المخاض التي تتمثل بتقلصات في الرحم وتمزق في الكيس الأمينوسي المحيط بالجنين وإفراغ السائل الأمينوسي منه بما يعرف عاميًا بنزول ماء الرأس أو ماء الأم الذي يبشر بحدوث عملية الولادة أو قد يمزقه الطبيب في حال وصول موعد الولادة ولم يمزقه الجنين، وهذا ما يحدث في الولادات القيصرية، وفي حالات نادرة قد يولد الجنين طبيعيًا وهو لا يزال محاطًا بالكيس الأمينوسي، وتعرف هذه الحالة باسم الولادة المحجبة “veiled birth“.
من أهم المشاكل الشائعة أثناء المخاض والولادة:
1-مشاكل في الانقباضات أو التقلصات:
تتراوح المدة الطبيعية للمخاض أو التقلصات بين 12 إلى 14 ساعة، ويجب أن تكون هذه الانقباضات قوية بشكلٍ كافٍ لكي تدفع الجنين من الرحم للمهبل وتحدث عملية الولادة، لكن في بعض الأحيان قد تكون هذه الانقباضات ضعيفةً أو غير كافية، وبالتالي لا يتمدد عنق الرحم بشكلٍ كافٍ أثناء الولادة، ما يسبب صعوبةً في مرور الجنين ما يشكّل خطرًا على صحة الأم والجنين، ويحدث ذلك غالبًا لدى النساء حديثات الولادة، لذلك يعطي الطبيب المختص الأم بعض الأدوية المساعدة لزيادة الانقباضات كالأوكسيتوسين، أو يتدخل جراحيًّا من خلال إجراء عملية قيصيرية وإخراج الجنين.
قد تطول أيضًا فترة المخاض الطبيعية حتى 36 ساعة، ويُسمّى هذا بالمخاض المطول الذي يسبب عسر الولادة أو عدم حدوث الولادة وحدوث المضاعفات للأم وجنينها لذلك يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي فورًا.
2-مشاكل التمزق:
قد يتمزق مهبل المرأة والأنسجة المحيطة به أثناء الولادة في حال كان حجم الجنين كبيرًا، ولهذا التمزق درجات، فقد يكون صغيرًا أحيانًا ويلتئم من تلقاء نفسه، أو يكون كبيرًا أحدثه الطبيب المشرف لتسهيل مرور الجنين، إذ يجري شقًا جراحيًا بين المهبل وفتحة الشرج.
ويستدعي إجراء الطبيب بعض الغرز للتمزق الكبير بعد التخدير.
3-مشاكل في الحبل السري:
الحبل السري هو شريان الحياة للطفل، إذ ينقل الغذاء والأكسجين من الأم للجنين، ومشاكل الحبل السري من أكثر المشاكل الشائعة أثناء الولادة والحمل، فقد تتعرض الأم أثناء الحمل أو الولادة لمشكلة تدلي الحبل السري، فقد يتدلى الحبل عبر عنق الرحم ويظهر خارج فتحة المهبل قبل أو أثناء خروج الطفل من الرحم، ما قد يدفع الجنين أثناء الولادة إلى الضغط على الحبل السري المتدلي، ما يؤدي إلى نقص التروية وانخفاض نبض الجنين، ويستدعي هذا التدخل الجراحي وإجراء العملية القيصرية، أما إذا تدلى الحبل السري قبل موعد الولادة فيجب نقل الأم إلى المشفى فورًا، وبأسرع وقت ممكن.
ومن مشاكل الحبل السري أيضًا أنه قد يلتف حول الجنين سواء أكان على ذراعه أو ساقه، ولا يشكل هذا خطرًا كبيرًا إلا إذا كان الحبل السري ملتفًا حول عنق الجنين، إذ يتدخل الطبيب ويجري عملية قيصيرية في حال تعسرت الولادة الطبيعية وبقي الحبل السري ملتفًا حول عنق الجنين.
يسبب هذا الالتفاف لفترة طويلة إلى حرمان الجنين من الأكسجين والاختناق.
4-اختناق الوليد:
هي حالة طبية ناجمة عن حرمان الجنين من الأكسجين في الرحم أو أثناء الولادة والمخاض أو بعد الولادة مباشرةً.
وهذا الحرمان من الأكسجين قد يؤثر على الأعضاء الحيوية للجنين كالقلب والرئتين والكبد والكلى والأمعاء والدماغ، ما يؤثر على حياته مستقبلًا، فقد يؤدي النقص الشديد في أكسدة الجنين في حال عدم تزويده به بالسرعة القصوى إلى إعاقة ذهنية، وإعاقة جسدية، وتأخر في النمو.
5-مشاكل في السائل الأمينوسي:
من المعروف أنه بعد نزول هذا السائل يبدأ المخاض لدى الأم في غضون 24ساعة، ولكن من المشاكل التي تواجه الأم أحياناً هو نزوله مبكراً قبل الولادة دون ظهور أعراض المخاض والانقباضات، وهنا يجب نقل الأم للمشفى ومراقبتها من قبل طبيب مختص.
6-النزيف:
قد تتعرض الأم أثناء الولادة إلى تمزقات في الرحم أو المهبل أو كلاهما، ما يؤدي للنزيف الشديد الذي يشكل خطرًا على حياة الأم والوفاة في حال لم يتدخل الطبيب في الوقت المناسب، وينجم عنه مضاعفات ما بعد الولادة إذ تنخفض عدد الصفائح الدموية في الأم.
7-مشاكل بمعدل ضربات قلب الجنين:
قد ينخفض نبض الجنين أثناء الولادة، ويحدث هذا طبيعيًا أحيانًا لعدة أسباب: كتدلي الحبل السري أو التفافه حول عنق الجنين أخذ الجنين للوضعية المقعدية، ويعود طبيعيًا بعد الولادة.
أما إذا بقي النبض منخفضًا أثناء الولادة لفترة طويلة يستدعي ذلك التدخل الجراحي.
وفي بعض الحالات يبقى النبض منخفضًا بعد الولادة بسبب مشاكل خلقية لدى الجنين أو مشاكل مرضية موجودة مسبقًا لدى الأم.
8-وضع الجنين:
من المعروف أن الجنين يتخذ تلقائياً الوضع المناسب أثناء الولادة تسهيلاً لمروره عبر المهبل، وهذا الوضع الطبيعي يتمثل بأن يكون رأس الجنين نحو الأسفل ووجهه مواجهًا لظهر الأم وذراعاه مطويان على الصدر وانحناء عنقه للأمام.
وقد يكون رأسه للأسفل، لكن وجهه مواجهًا لبطن الأم، ما يسبب بعض المشاكل وآلام الظهر للأم أثناء الولادة.
وهناك الوضع المقعدي الذي يكون به الجنين بوضع غير مناسب للولادة ولمروره عبر المهبل، وقد يتخذ به الجنين عدة أوضاع مقعدية كأن يكون رأسه للأعلى وساقاه للأسفل متداخلتان أو لا، أو يتخذ الجنين الوضع العرضي حيث يكون مستلقيًا بشكل عرضي في الرحم، وبكلا الحالتين يلجأ الطبيب لإجراء العملية القيصرية.
9-استنشاق العقي ومضاعفات التنفس لدى الجنين:
العقي مو مادة سوداء موجودة في السائل الرحمي وعادة ما يستنشق الجنين للعقي إما في الرحم أو بعد الولادة مباشرةً، ويسبب العقي انسداد الطرق التنفسية لدى الجنين والزرقة والوفاة في الساعات الأولى من حياته إن لم يُسعف في الوقت المناسب، إذ يشفط الطبيب هذه المادة من فم وأنف الطفل بعد الولادة مباشرةً.
10-انزياح المشيمة:
قد تنزاح المشيمة أثناء الحمل لتصبح في موضع غير طبيعي بالقرب من فتحة عنق الرحم أو فوقها، ما يؤدي إلى النزيف من المهبل يستدعي إجراء عملية قيصيرية. قد يحدث ذلك عادةً في الأسبوع 36 من الحمل.