- أنابيل راكهام وإلينا بايلي
- بي بي سي
قبل 14 دقيقة
أوصى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية البريطاني بضرورة تقليل جرعات مضادات الاكتئاب على مراحل وبمساعدة طبيب مختص.
وقال إن ذلك يساعد في السيطرة على أعراض الانسحاب التي يمكن أن تحدث بسبب الأدوية.
كما نشر المعهد معلومات جديدة توضح كيفية تحسين خدمات الرعاية في مجال الصحة النفسية في إنجلترا وويلز.
وقالت لجنة من الخبراء إن خدمات الرعاية الاجتماعية يجب أن تتفق مع المرضى على خطة العلاج المناسبة.
ويتضمن ذلك تقييم الحالة المرضية وهل يناسبها التوقف عن تناول أدوية، وما هي الفترة الزمنية اللازمة للانسحاب.
كما أوصت اللجنة بضرورة إيلاء اهتمام إضافي للبالغين من خلفيات عائلية تنتمي لأقليات عرقية ممَن يعانون من الاكتئاب.
يأتي ذلك بعد أن أظهرت بيانات نشرتها الهيئة الوطنية للخدمات الصحية البريطانية لعام 2021 أن 57 في المائة من الأشخاص من خلفيات عائلية بريطانية مختلطة أو سوداء أو بريطانية سوداء أو آسيوية أو آسيوية سوداء أكملوا دورة علاج للاكتئاب مقارنة بـ 64 في المائة من الأشخاص من خلفية عائلية بيضاء.
وتنطوي التوصية على ضرورة تقديم خدمات الصحة النفسية بطريقة مناسبة ثقافيا وإزالة حواجز اللغة أيضا.
وتقول الهيئة إن الوصفات الطبية لتناول مضادات الاكتئاب سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2022، إذ تناولها 8.3 مليون شخص في إنجلترا.
كما تشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل ستة بالغين، من عمر 16 عاماً وما فوق، في المملكة المتحدة عانى نوعاً من أنواع الاكتئاب في صيف عام 2021، مع بقاء المعدل أعلى مما كان عليه قبل جائحة فيروس كورونا وفرض تدابير الإغلاق.
“لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع”
يرى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية البريطاني أن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب خفيف يتعين أن يخضعوا لعلاج سلوكي أو تمرينات جماعية قبل مناقشة تناولهم أي دواء.
وقال بول كريسب، المسؤول عن توجيهات المعهد: “في كثير من الحالات، يعاني الأشخاص من أعراض الانسحاب، وقد تختلف المدة التي يستغرقونها للتخلص من هذه الأدوية بأمان، وهذا هو سبب الإشادة ببيان لجنتنا المفيد والعملي للانسحاب تدريجيا من هذه الأدوية بمرور الوقت”.
وأضاف: “لكن يجب التأكيد على أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع للتخلص من مضادات الاكتئاب”.
“دوار مستمر”
بدأ جون جونيور، البالغ من العمر 34 عاماً، تناول مضادات الاكتئاب في عام 2017 بعد تشخيص إصابته باكتئاب واضطرابات القلق العام.
ولجأ جون إلى الاعتماد تدريجياً على تناول جرعات من دواء سيرترالين، ويقول إن الدواء “ساعد بالفعل” في كبح الأفكار الانتحارية التي كانت تنتابه.
وعلى الرغم من ذلك وجد أن الآثار الجانبية لا يمكن تحملها.
وقال لبي بي سي: “كنت أعاني من خفقان، وهو عارض جانبي صعب جداً، وكنت أعاني من جميع أنواع الصداع والصداع النصفي والقلق الشديد وأشياء أخرى، وحتى ارتفاع ضغط الدم أيضاً”.
وأضاف: “بعد ذلك وُصفت لي أدوية أخرى في مسعى للتغلب على الآثار الجانبية الإضافية التي كنت أعاني منها”.
وقال: “وصل الأمر بي إلى حد اعتقادي بأنني سأعتمد بشكل كامل على مضادات الاكتئاب”.
وخلال الفترة التي فُرضت خلالها تدابير الإغلاق للحد من انتشار جائحة كورونا، قرر التخلي عن الدواء، على الرغم من عدم استطاعته التواصل مع طبيبه.
وقال: “كان هاتفه (الطبيب) مشغولاً دائماً، مما جعل الأمر صعباً بالفعل”.
وأضاف: “كنت أعاني من المزيد من الآثار الجانبية ولم يكن ذلك مفيدا بالنسبة لي، بعد أن تعب جسدي إلى أقصى حد، وأدركت أنني يجب أن أتوقف عن ذلك”.
ويقول إن “التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب” يسبب الشعور بـ “الإعياء، والصداع، والقلق الشديد، والتعرق، والأرق طوال الليل” وشبّه الأمر بـ “دوار مستمر”.
وأضاف جون أنه تأقلم بشكل جيد بعد أن توقف عن تناول مضادات الاكتئاب، وأنه يذهب إلى صالات الألعاب الرياضية ويمارس التأمل للحفاظ على صحته النفسية.
ورحب بالتوجيهات الجديدة التي أصدرها المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية وقال: “أعتقد أن وجود خطة لكل فرد فكرة رائعة لأنها ستتيح للناس تحقيق الهدف المرجو. وسيكون الحصول على هذا التواصل والطمأنينة من الأطباء أمرا رائعا”.
وقال ستيفن باكلي، من منظمة “مايند” الخيرية للصحة النفسية: “إن الأدوية تساعد بعض الناس، لكنها ليست دائما مناسبة لآخرين”.
وأضاف: “إذا كنت تتناول دواء لصحتك النفسية، فقد تصل إلى حد ترغب فيه التوقف عن تناوله”.
وأضاف: “نقترح بشدة استشارة طبيبك أو فريق الصحة النفسية إذا كنت تفكر في الانسحاب من أدويتك، أو تريد تغيير دواء، أو إذا كنت تعاني من أعراض الانسحاب، من أجل تقديم الدعم لك بغية التوقف عن تناول الدواء أو تغييره بأمان بطريقة تدريجية”.