قبل 3 دقيقة
خلص تقرير جديد إلى أن حجم الانبعاثات الغازية المسؤولة عنها الصين يفوق الانبعاثات الغازية من كل الدول المتقدمة مجتمعة.
ويقول تقرير أعدته مجموعة روديوم للأبحاث إن “الصين مسؤولة عن التسبب في 27 في المئة من الانبعاثات الغازية التي أدت إلى الاحتباس الحراري في العالم في عام 2019”.
وخلص التقرير الصادر عن مركز الأبحاث المذكور إلى أن الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثانية نظرا لمسؤوليتها عن التسبب في 11 في المئة من الانبعاثات الغازية في العالم بينما احتلت الهند المرتبة الثالثة بـ 6.6 في المئة.
ويحذر العلماء من أنه بدون التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والصين سيكون من الصعب تجنب سيناريو التغير المناخي الخطير.
وأضاف التقرير الصادر عن مجموعة روديوم التي تتخذ من واشنطن مقرا لها أن الانبعاثات الغازية تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال العقود الثلاثة الماضية.
ويُذكر أن العملاق الصيني هو أكثر البلدان سكانا على الصعيد العالمي، ولهذا فإن الانبعاثات الغازية التي يتحمل مسؤوليتها كل شخص في الصين لا تزال بعيدة جدا عن الانبعاثات الصادرة عن الولايات المتحدة، لكن الأبحاث خلصت إلى أن هذه الانبعاثات تزايدت أيضا، إذ تضاعفت ثلاث مرات على مدى عقدين.
وتعهدت الصين بتحقيق انبعاثات غازية صفرية بحلول عام 2060.
وفي الشهر الماضي، كرر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تعهده بالحد من الانبعاثات الغازية خلال قمة المناخ التي استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال الرئيس الصيني آنذاك: “هذا القرار الاستراتيجي الرئيسي تم اتخاذه بناء على إحساسنا بالمسؤولية من أجل بناء المجتمع استنادا إلى مستقبل مشترك بالنسبة إلى الإنسانية وحاجتنا لضمان التنمية المستدامة”.
غير أن الصين تعتمد اعتمادا كبيرا على الطاقة المتأتية من الفحم.
وتدير الصين حاليا 1058 منشأة للفحم – أي أكثر من نصف الطاقة في العالم.
وبموجب اتفاق باريس، الذي تم التوصل إليه عام 2015، تعهد 197 بلدا بخفض الاحتباس الحراري إلى 2 درجة مئوية. بيد أن العالم بعيد عن الوفاء بهذا الالتزام.
وتدخل المساهمات المحددة وطنيا في صلب اتفاق باريس. وهي أهداف تم وضعها بهدف خفض الانبعاثات.
وتمثل الأهداف المحددة وطنيا التزامات يتعهد بها كل بلد، بموجب اتفاق باريس، وذلك بهدف خفض انبعاثاتها الوطنية الخاصة بها والتأقلم مع تأثيرات التغير المناخي.
ووفقا لمبادرة تعقب العمل المناخي التي تقدم تحليلا علميا مستقلا، وتراقب جهود الحكومات لصالح تغير المناخ، فإن تصنيف الصين فيما يتعلق بالأهداف المحددة وطنيا “غير كاف بشكل كبير” و “هي غير متسقة مع بند خفض ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل من درجتين”.
وفي الشهر الماضي، سافر المبعوث الخاص للرئيس بايدن، جون كيري، إلى الصين بهدف الالتقاء بنظرائه ومناقشة كيفية العمل بشكل جماعي لمكافحة التغير المناخي، بالرغم من التوترات الدبلوماسية بين البلدين فيما يخص عددا من القضايا الأخرى.
والتزم الطرفان في بيان مشترك بالعمل معا ومع بلدان أخرى من أجل معالجة التغير المناخي بما في ذلك اتخاذ إجراءات محددة بشأن الانبعاثات الغازية.
ومن المقرر أن يشارك القادة السياسيون في المؤتمر السنوي المعني بالتغير المناخي (COP26) في غلاسكو باسكتلندا وهي قمة بالغة الأهمية بشأن التغير المناخي ستُعقد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بهدف تسريع العمل لتحقيق أهداف اتفاق باريس.