قبل 37 دقيقة
ستبدأ المملكة المتحدة بناء قمر صناعي جديد، لقياس درجة الاحترار، والتلوث البيئي، والغازات الدفيئة، على أوسع نطاق ممكن.
القمر الاصطناعي، من طراز “إف أو أر إم” أو “فورام” الذي سيعمل بتقنية الأشعة دون الحمراء، سيتم تجميعة بواسطة شركة الطيران المعروفة، إيرباص.
وسيراقب القمر الموجات الصادرة من سطح الأرض، إلى الفضاء الخارجي، لمعرفة القدر الدقيق، لارتفاع درجة حرارة الكوكب، وتراكم غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، وجزيئات بخار الماء، التي تؤدي إلى تسخين الغلاف الجوي، الذي يعد أحد أخطر مظاهر التغير المناخي.
ويعد القمر الاصطناعي أحد مهمات وكالة الفضاء الأوروبية “إيه إس إيه”، وتبلغ قيمة التعاقد على تصنيعه مع إيرباص، 160 مليون يورو.
وقال وزير البحث العلمي، البريطاني، جورج فريمان، “نحن جيدون جدا فيما يتعلق بملاحظة انبعاثات الأرض، وتغيرها كوحدة واحدة، متسلسلة، من التغيرات، لذا، أظن أننا على استعداد تام، لأوقات مميزة”.
و”فورام”، هو اختصار لعبارة، “مراقبة، وفهم الانبعاثات الإشعاعية دون الحمراء البعيد جدا”.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق القمر الاصطناعي، الذي يجب أن يقترب وزنه، من طن كامل، بواسطة المركبة الفضائية فيغا، عام 2027.
كيف تؤثر الانبعاثات على الأرض؟
كانت درجة الحرارة على الأرض، ستصبح دون الصفر بعدة درجات، لو لم يكن لدينا هذا الغلاف الجوي.
الموجات الإشعاعية، قصيرة الموجة، الصادرة من الشمس، تصل إلى كوكبنا، ويمتصها سطح الأرض، ثم يعيد إطلاقها من جديد، فبي صورة انبعاثات أطول موجة، ضمن نطاق الموجات دون الحمراء.
ولولا وجود غازات الدفيئة، مثل، ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، في الغلاف الجوي، لعادت هذه الموجات الإشعاعية إلى الفضاء الخارجي.
لكن جزيئات هذه المواد تحتجز الإشعاعات في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تسخينه، ورفع درجة حرارة الكوكب ككل، وامتصاص أكثر من نصف هذه الإشعاعات، يحدث في النطاق الأكثر تطرفا، ضمن حيز الأشعة دون الحمراء، من الطيف.
سيدور القمر الصناعي، “فورام” حول الأرض، ليرسم خريطة للإشعاعات الصادرة، من مختلف مناطقها، باستخدام جهاز قياس الطيف، “سبكتوميتر”، ستوفره شركة، “أو إتش بي”، الألمانية، التي يقع مقرها في برلين.
ومن المنتظر أن يساعد ذلك على تحسين “أنماط المناخ، الحاسوبية” وهي الأنظمة الآلية التي تتوقع تغيرات المناخ بناء على بيانات محددة.
وتتوقع هذه الأنظمة مناخ الأرض، وكيفية تغيره، واستجابته، للتغيرات المحتملة، ومن بينها تغير درجات الحرارة، وزيادة غازات الدفيئة.
وقال جوزيف أشباشر، المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، “ما كان من الممكن أن نعرف شيئا عن المناخ، دون وجود الأقمار الصناعية”.
وأضاف “الأقمار الصناعية توفر ما بين 60 إلى 70 بالمائة، من المعلومات، التي يحتاجها علماء المناخ، لتوقع التطورات، والتغيرات، ومعرفة كيفية مواجهتها”.
ويعد القمر الجديد، هو التاسع، بين الأقمار الاصطناعية، العلمية، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.