- جورجينا رانارد
- بي بي سي نيوز
قبل 11 دقيقة
أشارت بيانات جديدة اعتمدت على نظام الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى أن السنوات السبع الماضية شهدت أقصى ارتفاعات مسجلة لدرجات الحرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل القياسات.
وقالت خدمة كوبرنيكوس لمراقبة التغير المناخي إن العام 2021 كان خامس أسخن عام، حيث سُجلت درجات حرارة قياسية في بعض المناطق.
واستمرت كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض بالازدياد.
ومع التزام الحكومات بأن تبقي الارتفاع في درجة حرارة الأرض في حدود 1.5 درجة مئوية من أجل كبح جماح التغير المناخي. ألا أن العلماء يحذرون من أن الوقت ينفد بسرعة.
ويمكن ملاحظة التكاليف البيئية والبشرية والاقتصادية للارتفاع في درجات الحرارة بالفعل عالمياً.
لقد مرت أوروبا بأسخن صيف لها، والأرقام القياسية لدرجات الحرارة في غربي الولايات المتحدة وكندا تم تحطيمها بعدة درجات. كما أن حرائق الغابات الشديدة في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب أتت على بلدات بأكملها تقريباً وأودت بحياة المئات من الأشخاص.
ويشرح كارلو بونتينبو، مدير خدمة كوبرنيكوس لمراقبة التغير المناخي، ما يجري قائلاً: “هذه الأحداث تعتبر تذكيراً صارخاً لنا بضرورة تغيير أنماط حياتنا، واتخاذ خطوات حاسمة وفعالة نحو مجتمع مستدام والعمل على تخفيض صافي انبعاثات الكربون”.
وتأتي بيانات كوبرنيكوس من مجموعة أقمار “سنتينيل” الاصطناعية التي تراقب الأرض من مدار في الفضاء، وكذلك من القياسات التي تُؤخذ من مستوى الأرض.
خامس أسخن عام
وأظهرت بيانات كوبرنيكوس أن العام 2021 كان خامس أسخن عام على الإطلاق، متفوقاً بشكل هامشي على العامين 2015 و 2018. وشرحت الخدمة الأوروبية الأمر بالقول إن السنوات السبع الماضية، إذا أخذت معاً، كانت الأسخن على الإطلاق بهامش واضح.
وكان متوسط درجة الحرارة في 2021 أعلى بما يتراوح بين 1.1-1.2 درجة مئوية عن متوسط درجة الحرارة خلال الفترة ما قبل الثورة الصناعية قبل حوالي 150 عاماً.
وقالت خدمة كوبرنيكوس إن بداية العام شهدت درجات حرارة منخفضة نسبياً مقارنة بالسنوات الأخيرة، ولكن مع حلول يونيو/ حزيران كانت درجات الحرارة الشهرية من بين أسخن أربع درجات مسجلة على الأقل.
وشملت الأماكن التي شهدت درجات حرارة أعلى من المتوسط الساحل الغربي للولايات المتحدة وكندا، وشمال شرق كندا وغرينلاند، وأجزاء واسعة من شمال ووسط أفريقيا، والشرق الأوسط.
وساهمت الظاهرة المناخية المعروفة باسم “النينيا”- وهي تحدث عندما تكون درجات الحرارة السطحية للبحر أبرد- بتسجيل درجات حرارة دون المعدل في غربي وشرقي سيبيريا وفي ألاسكا ووسط وشرقي المحيط الهادي خلال بداية ونهاية العام 2021.
تحليل
بقلم: جاستين راولات
محرر شؤون المناخ
سيكون من السهل صرف النظر عن الرقم الأخير المتعلق بدرجة حرارة الأرض باعتباره عديم الأهمية. فمن يحتفل بالمركز الخامس في أي شيء؟
لو كنا في فيلم سينمائي، لكانت هذه التحديثات السنوية في درجات الحرارة بمثابة ضربات الطبل المشؤومة التي تشير إلى أن حبكة الفيلم بدأت تتخذ منحى سوداوياً.
فهي تقيس وتيرة التغير في عالمنا. وقد تكون الزيادات ضئيلة- جزء من الدرجة- لكن الطريق الذي يقود إليه ذلك لا مفر منه.
وفي الحقيقة أن الإيقاع الذي تشير إليه بشكل متزايد يضبط الوتيرة لحياتنا جميعاً. فكروا في الحرائق والفيضانات التي أثرت على حياة الكثيرين من الناس في 2021.
والآن انظروا مجدداً إلى ما تخبرنا به البيانات: إن السنوات السبع الأسخن على الإطلاق كانت هي السنوات السبع الماضية.
ولا يسعنا أن نقول إننا لم نتلق التحذير.
أسخن صيف في أوروبا
لم تكن درجة الحرارة السنوية الإجمالية في أوروبا من ضمن أسخن عشر سنوات مسجلة لكن صيفها كان الأسخن.
فقد اجتاحت موجة حر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، وأثرت بشكل خاص على اليونان وإسبانيا وإيطاليا.
وفي صقلية، بلغت درجة الحرارة 48.8 درجة مئوية، محطمة الرقم القياسي الأوروبي لأعلى درجة حرارة بفارق 0.8 درجة مئوية.
وأعقبت حرائق غابات شديدة درجات الحرارة العالية في شرقي ووسط منطقة المتوسط وبخاصة في تركيا، ولكنها اجتاحت أيضاً اليونان وإيطاليا وتونس والجزائر.
وشهدت أوروبا أيضاً طقساً ماطراً بغزارة، حيث أدت الفيضانات العارمة إلى تدمير أجزاء من ألمانيا وبلجيكا وهولندا.
وهذه الأحداث كانت جزءاً من الصورة نفسها لأنظمة الطقس التي تشوشت بفعل التغير المناخي.
ازدياد غازات الاحتباس الحراري
وقالت خدمة كوبرنيكوس إن تركيز نوعين من الغازات في الغلاف الجوي للأرض ساهم بشكل كبير في ارتفاع وتيرة التغير المناخي في 2021.
فقد وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى 414.3 جزء من المليون العام الماضي، بمعدل زيادة مشابه لمعدل الزيادة في 2020.
لكن العلماء أشاروا إلى أن مستويات غاز الميثان في الجو زادت لتصل إلى حد غير مسبوق يقارب 1,876 جزء من المليار. وكان معدل الزيادة في مستوى غاز الميثان أعلى مما كان عليه في 2020- وقالت خدمة كوبرنيكوس إن المعدلين كانا عاليين جداً مقارنة ببيانات الأقمار الصناعية خلال العقدين الماضيين.
ويقول العلماء إن من المهم تقليل مستويات الميثان لأنها أقوى تأثيراً من غاز ثاني أكسيد الكربون، لكنها تدوم فترة أقل في الغلاف الجوي للأرض.
وخلص فنسنت-هنري بيوتش، مدير خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الجو، إلى نتيجة مفادها أن زيادة تركيز هذين الغازين لم تظهر أي دلالة على تباطئها.
ومن المتوقع أن يتم خلال الأيام المقبلة نشر المزيد من البيانات حول درجات الحرارة في 2021 من هيئات من بينها وكالة الفضاء الأمريكي “ناسا” ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة.