- نادين يوسف
- بي بي سي نيوز
قبل 53 دقيقة
تلقى عشرات الملايين السكان في أمريكا الشمالية تحذيرات من خطورة جودة الهواء مع اندلاع حرائق الغابات الشديدة في جميع أنحاء كندا.
وغطى الدخان مناطق واسعة من أونتاريو وكيبيك، بينما غيم ضباب برتقالي اللون فوق معظم شمال شرقي الولايات المتحدة طوال الثلاثاء.
وأضحت مدن، مثل تورنتو ونيويورك، ضمن المدن التي تعاني من أسوأ جودة هواء في العالم في هذا الوقت.
وارتفع في كيبيك دخان كثيف، حيث شهدت المدينة اندلاع 160 حريقا.
ويقول مسؤولون كنديون إن البلاد تستعد لأسوأ موسم حرائق غابات على الإطلاق.
وأرجع الخبراء السبب إلى أن البلاد تشهد ربيعا أكثر دفئا وجفافا من المعتاد، مع توقع أن تستمر هذه الظروف طوال الصيف.
وأصدرت وزارة البيئة الكندية أقوى تحذير بشأن تلوث الهواء في أوتاوا يوم الثلاثاء، واعتبرته يشكل “خطرا شديدا للغاية” على صحة الناس.
وفي تورنتو والمناطق المحيطة بها، جرى تصنيف جودة الهواء على أنها “عالية المخاطر”.
في الوقت نفسه، صنفت وكالة حماية البيئة الأمريكية، جودة الهواء في معظم أنحاء الشمال الشرقي على أنها “غير صحية”، لاسيما لمن يعانون بالفعل من مشكلات في الجهاز التنفسي.
وبشكل إجمالي، يُعتقد أن نحو 100 مليون إنسان في أمريكا الشمالية يشملهم أحد أشكال التحذير من جودة الهواء.
كسا الضباب البرتقالي معالم نيويورك، بما يشمل تمثال الحرية.
وحذرت السلطات الصحية من ممارسة الرياضة في الخارج، مع تقليل التعرض للدخان قدر المستطاع، حيث يشكل الهواء مخاطر صحية على المدى القريب والبعيد.
كما أدى تدهور جودة الهواء إلى إجبار منطقة واحدة على الأقل في كيبيك، لاسيما منطقة السكان الأصليين، التي تبعد عن شمال مونتريال 350 كيلومترا (217 ميلا)، على نقل المصابين بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى بعيدا عن الدخان.
وتسببت النيران التي اندلعت في جميع أنحاء كندا، في احتراق أكثر من 3.3 مليون هكتار من الأراضي، وهي مساحة تبلغ 12 ضعف متوسط الحرائق في 10 سنوات في مثل هذا الوقت من العام.
وجرى إجلاء الآلاف من جميع أنحاء البلاد.
إلى جانب كيبيك، اندلعت حرائق هائلة في كولومبيا البريطانية وألبرتا وأونتاريو ونوفا سكوشا والأقاليم الشمالية الغربية.
ويزيد تغير المناخ من مخاطر الطقس الحار والجاف، الذي يحتمل أن يؤجج حرائق الغابات.
وقد ارتفعت درجة حرارة العالم بنحو 1.2 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع، ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بخفض الانبعاثات بشكل كبير.
كيف يؤثر دخان حرائق الغابات على صحتك؟
يقول الخبراء إن التعرض لدخان حرائق الغابات يمكن أن يسبب سلسلة من المشكلات الصحية.
وقال ماثيو آدمز، الأستاذ بجامعة تورنتو ومدير مركز البيئات الحضرية التابع لها، إن الآثار الفورية لاستنشاق دخان حرائق الغابات تشمل ضيق التنفس، وارتفاع النبض، وآلام الصدر، والتهاب العين والأنف والحنجرة.
وقال البروفيسور آدامز لبي بي سي: “في هذه الأيام التي ترتفع فيها معدلات تلوث الهواء، نشهد زيادة في عدد المرضى بالمستشفيات، وعادة ما يكونون ممن يعانون أمراضا تنفسية مسبقة”.
وقال البروفيسور آدامز إن دخان حرائق الغابات يرتبط كذلك بمشكلات صحية خطيرة وطويلة الأمد مثل السرطان وأمراض الرئة، لاسيما لمن يعيشون في المناطق التي تشهد حرائق غابات متكررة.
وقال إن هذا ناتج عن جزيئات صغيرة في ضباب الدخان، قد تدخل مجرى الدم وأجزاء أخرى من جسم الإنسان، وتتسبب في حدوث طفرات محتملة في الحمض النووي، ومشكلات صحية أخرى.
وأضاف آدامز أن بعض الدراسات أظهرت أيضا أن التعرض لدخان حرائق الغابات لفترات طويلة يمكن أن يؤثر على النساء الحوامل وأجنتهنّ.
بالنسبة لمن يعيشون في مدن بعيدة عن الحرائق، ولكن تشملهم التحذيرات الحالية، نصح البروفيسور آدامز بالحد من التمارين في الهواء الطلق لتجنب استنشاق دخان حرائق الغابات.
وقال: “لا تقلقوا كثيرا حيال ذلك، لكن ابقوا في الداخل وقللوا من تعرضكم للهواء”.
أما المناطق القريبة من الحرائق، فقد أوصى البروفيسور آدامز بارتداء كمامات N95 في الخارج، لمنع استنشاق معظم جزيئات الدخان.