• فيكتوريا جيل
  • مراسلة الشؤون العلمية – بي بي سي نيوز

قبل 44 دقيقة

نفايات البلاستيك

صدر الصورة، OCEAN VOYAGES INSTITUTE

التعليق على الصورة،

شارك العلماء في حملات تنظيف المحيط من نفايات البلاستيك مع مؤسسة معهد أوشن فويجز الخيرية

اكتشف علماء حيوانات بحرية تعيش على نفايات البلاستيك في منطقة في مياه المحيط المفتوحة تُعرف “ببقعة نفايات المحيط الهادي العظمى”.

وينتمي كثير من تلك المخلوقات لفصائل ساحلية تعيش على بعد أميال من موطنها الأصلي في بقعة تقع في منتصف المسافة بين ساحل كاليفورنيا وجزر هاواي.

وعثر على حيوانات ونباتات، من بينها شقائق النعمان ومخلوقات بحرية دقيقة وكائنات رخوية وسرطانات بحرية، على 90 في المئة من نفايات البلاستيك في المنطقة.

وأعرب علماء عن مخاوفهم حيال إمكانية أن يجتذب البلاستيك فصائل من الكائنات الحيوانية والنباتية الغازية.

وتعرف هذه المخلوقات بالكائنات الغازية أو المستوطنة كونها تهاجر من موطنها الأصلي بسبب التغير المناخي أو غيره من العوامل، وتستقر في مناطق أخرى بحثاً عن الدفء والغذاء، لكنها تؤثر سلباً في البيئات التي تنتقل إليها، إذ تتسبب بأضرار اقتصادية وصحية وبيئية كبيرة.

وفحص العلماء عينات من حطام البلاستيك يبلغ قطر كل منها حوالي خمسة سنتيمترات حصلوا عليها من دوامة محيطية – وهي منطقة يؤدي فيها التقاء تيارات المياه إلى طفو النفايات وتجمعها على السطح – في المحيط الهادي.

وقالت لينزي هارام، قائدة فريق البحث المعد للدراسة التي قام بها علماء في مركز سميثسونيان لأبحاث البيئة، إن “نفايات البلاستيك لديها القدرة على البقاء لفترة أطول من باقي النفايات الطبيعية المنتشرة في مياه المحيط المفتوحة، لذا هي تعمل على توفير موطن أكثر استدامة (لتلك الكائنات) في هذه المنطقة”.

نفايات

صدر الصورة، SMITHSONIAN

التعليق على الصورة،

اكتشف العلماء أن أكثر من نصف النفايات التي خضعت للبحث كانت تحمل فصائل ساحلية

وعملت لينزي في إطار الحملات التي تقوم بها مؤسسة معهد أوشن فويجز الخيرية لجمع البلاستيك والقضاء على التلوث الناتج عنه جراء الرحلات البحرية، وهي الحملات التي يشارك فيها علماء محيطات من جامعة هاواي في مانوا.

وهناك خمس دوامات على مستوى العالم تتجمع عندها النفايات البلاستيكية بكميات هائلة، لكن يرجح أن هذه البقعة في المحيط الهادي هي التي تحمل أكبر كمية على الإطلاق من هذه النفايات التي تقدر كميتها بحوالي 79000 طن، تغطي مسافة تقدر بحوالي 1.6 مليون كيلو متر مربع.

وقالت هارام: “كل أنواع الأشياء موجودة هنا. إنها بالطبع ليست جزيرة من البلاستيك، لكن هناك كميات كبيرة من البلاستيك تتجمع هناك”.

وهناك الكثير من قطع البلاستيك الدقيقة التي يصعب رؤيتها بالعين المجردة بين تلك النفايات. لكن هناك أيضا قطع أكبر حجما مثل شباك الصيد المهملة، والعوامات، ويمكن أيضا مشاهدة حاويات بحرية تطفو على سطح المياه عند تلك الدوامة منذ تسونامي اليابان في 2011.

وكان الباحثون، الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة نايتشر كوميونيكايشنز، قد بدأوا أبحاثهم هذه بعد ذلك التسونامي المدمر.

تسونامي اليابان

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

بدأ الباحثون أعمالهم في هذه الدراسة بعد ذلك التسونامي المدمر الذي اجتاح اليابان

وتسببت تلك الكارثة الطبيعية في قذف أطنان من النفايات إلى المحيط الهادي، كما عُثر على مئات الفصائل من الكائنات البحرية اليابانية حية بعد نزولها إلى الشاطئ عالقة في بعض الأشياء التي وصلت إلى السواحل الأمريكية على المحيط الهادي وجزر هاواي.

وقالت هارام لبي بي سي: “نريد أن نتعرف على مدى إمكانية أن يؤدي البلاستيك إلى نقل الفصائل الغازية إلى السواحل”.

واكتشف الباحثون أن بعض الكائنات الحية التي عثروا عليها بين المواد البلاستيكية تنتمي إلى فصائل تعيش في مياه المحيط المفتوحة – وهي كائنات يعتمد بقاؤها على الطفو على سطح نفايات البلاستيك. لكن هارام أشارت إلى أن أهم الاكتشافات التي فاجأت الباحثين كانت ذلك القدر الكبير من التنوع في فصائل الكائنات الحية التي تعيش بين نفايات البلاستيك.

وقالت قائدة الفريق البحثي: “أكثر من نصف النفايات كانت تحمل فصائل ساحلية، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الكائنات الحية الساحلية”.

وقال العلماء إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على “عاقبة لم تؤخذ في الحسبان” للتلوث البلاستيكي الذي يُعد مشكلة يمكن أن تتفاقم بمرور الوقت.

وقدرت دراسة سابقة إجمالي كمية النفايات البلاستيكية التي قد تتجمع في المحيطات والبحار بحلول عام 2050 بحوالي 25000 مليون طن.

بي بي سي العربية