قبل 50 دقيقة
حذر باحثون من تأثير التغير المناخي على الفن الصخري في إندونيسيا، قائلين إنه يتحلل بمعدلات تنذر بالخطر.
وثمة مخاوف متزايدة بشأن رسم لخنزير بري في جزيرة سولاوسي، يعتبر أقدم رسم في العالم لأحد الحيوانات، إذ يبلغ عمره 45,500 عام.
وتأثرت رسومات أخرى في كهوف المنطقة، تصور مشاهد الصيد وكائنات خرافية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وتشير دراسة إلى أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذا الفن الذي لا يُقدر بثمن.
وقالت الدكتورة جوليان هانتلي، الباحثة المسؤولة عن إنجاز هذه الدراسة التي تعمل في مركز جريفيز للأبحاث الاجتماعية والثقافية في بيان صحفي: “(هذه القطع الفنية) تختفي أمام أعيننا”.
وخلص باحثون أستراليون وإندونيسيون الأسبوع الماضي، في دراسة نُشِرت في مجلة “ساينتفيك ريبورت” العلمية، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وأنماط أخرى من الطقس الحاد مثل الأيام الجافة المتتالية ومواسم الرياح العاتية زادت من تراكم الأملاح في الكهوف التي تحتضن هذه الرسوم المنحوتة على الصخور.
وكتب فريق البحث قائلا إن الأملاح تتأثر بالحرارة، ففي الأيام الحارة يمكن أن تزيد الأملاح الجيولوجية بأكثر من ثلاث مرات مقارنة بحجمها الأولي.
ويمكن أن تتسبب بلورات الملح، التي تنمو في أعلى وخلف الرسوم الصخرية، في تحلل الرسوم الموجودة في أجزاء من جدران الكهوف.
وأضافت الدكتورة هانتلي أنها تعتقد أن “التدهور الصادم الذي يشهده هذا الفن الصخري سيزداد سوءا في ظل ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم”.
ومضت قائلة: “أُصبت بدهشة بالغة عندما شاهدت انتشار بلورات الملح المدمرة و(تأثيرها) الكيميائي على الرسوم الفنية الموجودة على الصخور، ونعلم أن بعضها يزيد عمره عن 40 ألف سنة”.
وأردفت قائلة: “نحتاج بشكل عاجل إلى مزيد من الفن الصخري وإنجاز أبحاث متعلقة بحفظ الرسوم الموجودة لضمان أفضل الطرق المتاحة للإبقاء على رسوم الكهوف في إندونيسيا”.
وعثر على رسمة الخنزير في كهف لينغ تيدونغنج في جزيرة سولاوسي، وهي تقدم أقدم دليل على وجود استيطان بشري في تلك المنطقة.
وتعتبر الرسمة أقدم صورة فنية في العالم تصور كائنا حيا، لكنها ليست أقدم قطعة فنية أنتجها الإنسان.
ففي جنوب إفريقيا، يُعتقد أن رسما عشوائيا عمره أكثر من 73 ألف عام، هو أقدم رسم معروف.