قبل 7 دقيقة
حصل مشروع بناء جزيرة عملاقة توفر طاقة كافية لثلاثة ملايين منزل على الضوء الأخضر من جانب السياسيين في الدنمارك.
ومن المقرر أن تبلغ مساحة أول جزيرة للطاقة 120 ألف متر مربع (أي ما يوازي مساحة 18 ملعباً لكرة القدم)، وثمة آمال في زيادتها لتصل إلى ثلاثة أضعاف.
وستكون الجزيرة مركزاً لـ 200 من توربينات الرياح البحرية العملاقة المستخدمة لتوليد الطاقة الكهربائية.
ويعد هذا أكبر مشروع بناء في تاريخ الدنمارك، بتكلفة تقدر بـ 210 مليار كرونة (34 مليار دولار).
وتقع الجزيرة الاصطناعية على بُعد 80 كيلومتراً في بحر الشمال، وستكون مملوكة للدولة بنحو النصف nمن أسهمها على الأقل بينما يملك القطاع الخاص جزءاً من أسهمها.
ولن توفر الجزيرة الكهرباء للدنماركيين فحسب، وإنما ستزود شبكات الكهرباء في الدول المجاورة أيضاً.
وعلى الرغم من أن هذه الدول لم تُحدد بعد، قال البروفيسور جيكوب أوسترغارد الأستاذ في الجامعة التقنية بالدنمارك لبي بي سي إن المملكة المتحدة يمكنها أن تستفيد من المشروع إلى جانب ألمانيا أو هولندا.
كما سيوفر المشروع الهيدروجين الأخضر لاستخدامه في النقل البحري والطيران والصناعة وما يعرف بوسائل النقل الثقيل.
وبموجب قانون المناخ في الدنمارك، تعهدت البلاد بهدف طموح بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2030 بنسبة 70 في المئة، لتصل إلى ما كانت عليه عام 1990، على أن تصبح البلاد خالية من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050.
وأعلنت الدنمارك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن وقف كافة عمليات التنقيب عن النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال. وقال وزير الطاقة دان يورغينسن إن بلاده ببساطة “تغير الخريطة”.
وقال البروفيسور أوسترغارد لبي بي سي “إنه تطور ضخم”.
وأضاف “هذه هي الخطوة الكبرى التالية بالنسبة لصناعة توربينات الرياح الدنماركية. كنا نتقدم على الأرض ثم قمنا بخطوة على الساحل والآن نتحرك باتجاه جزر الطاقة، وهذا سيجعل الصناعة الدنماركية تحافظ على مكانة رائدة”.
وتقول شركة دانسك إنيرجي للطاقة إنه في حين أن “الحلم في طريقة ليصبح حقيقة”، فهي تشك في أن جزيرة بحر الشمال ستكون جاهزة للعمل بحلول الموعد المقرر في عام 2033.
غير أن السياسيين الدنماركيين على اختلاف توجهاتهم دعموا الخطة.
وقال وزير الطاقة السابق وعضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي راسموس هيلفيغ بيترسن إن جزر الطاقة بدأت “كرؤية راديكالية” لكن ثمة اتفاقاً واسعاً الآن لتحويلها إلى حقيقة.
ويجرى بالفعل التخطيط لإقامة جزيرة أصغر للطاقة قبالة بورنهولم في بحر البلطيق شرقي الدنمارك.
وتم التوقيع على اتفاقات لتوفير الكهرباء من هناك لألمانيا وبلجيكا وهولندا.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لزيادة سعة طاقة الرياح البحرية بنحو 25 ضعفاً بحلول عام 2050، وبخمسة أضعاف بحلول 2030.
وتوفر الطاقة المتجددة نحو ثلث احتياجات الاتحاد الأوروبي الحالية من الكهرباء.
-وفقاً للاتحاد الأوروبي، توفر طاقة الرياح البحرية حالياً 12 غيغاوات
-توفر الدنمارك 1.7 غيغاوات
-الجزيرة الجديدة ستوفر 3 غيغاوات في بادئ الأمر، على أن يزيد انتاجها إلى 10 غيغاوات تدريجيا
-جزيرة بورنهولم للطاقة ستوفر 2 غيغاوات
وعلى الرغم من أن بعض السرية يكتنف موقع بناء الجزيرة الجديدة، فمن المعروف أنها ستكون على مسافة 80 كيلومتراً في بحر الشمال. وقال التلفزيون الدنماركي إن دراسة لوكالة الطاقة الدنماركية حددت العام الماضي موقعين غرب ساحل غوتلاند، وإن عمق البحر ضحل نسبياً في كليهما، إذ يتراوح بين 26 و27 مترا.