قبل 27 دقيقة
تتطور تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة هائلة، حيث أثرت وغيرت في العديد من جوانب حياتنا الحديثة.
ومع ذلك، يخشى بعض الخبراء من إمكانية استخدام هذه التقنية لأغراض ضارة، كما أنها قد تشكل خطرا على استمرارية بعض الوظائف.
ما هو الذكاء الاصطناعي وكيف يعمل؟
يسمح الذكاء الاصطناعي لجهاز الحاسوب أن يفكر، ويتصرف، ويستجيب كما لو أنه إنسان.
يمكن تزويد أجهزة الحاسوب بكميات هائلة من المعلومات والبيانات، ليتم تدريبها على تحديد الأنماط الموجودة فيها؛ فتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات، وحل المشكلات، وحتى التعلم من أخطائها.
بالإضافة إلى البيانات، يستخدم الذكاء الاصطناعي عددا من الخوارزميات – وهي عبارة عن مجموعة من التعليمات والخطوات البرمجية، التي يجب اتباعها بالترتيب الصحيح لإكمال مهمة معينة.
الذكاء الاصطناعي هو تلك التكنولوجيا التي تعتمد عليها برامج المساعدة الصوتية الرقمية مثل أليكسا وسيري. كما أنه يتيح لبرامج مثل سبوتيفاي ويوتيوب وبي بي سي آي بلاير أن تقترح عليك قائمة من المواد التي قد ترغب في تشغليها، وتساعد تلك التكنولوجيا أيضا تطبيقي فيسبوك وتويتر في اختيار وعرض منشورات الوسائط الاجتماعية التي توافق اهتمامات المستخدمين.
كذلك يتيح الذكاء الاصطناعي لشركة أمازون أن تحلل عادات الشراء لدى عملائها، وبناء على هذا التحليل تقوم أمازون بعرض توصيات لعمليات شراء مستقبلية تتناسب مع اهتمامات كل عميل على حدا – كما تستخدم الشركة هذه التقنية لإزالة التقييمات المزيفة.
ما المقصود بـ “تشات جي بي تي” و “بوت السناب My AI ” ؟
هما تطبيقا دردشة “قويان” يعملان بالذكاء الاصطناعي، وقد أصبحا على مستوى عال من الشهرة خلال الأشهر الماضية.
كما أنهما أمثلة على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي “التوليدي”.
والذكاء الاصطناعي التوليدي، هو شكل آخر من الذكاء الاصطناعي. إذ يتعلم كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات والأنماط السابقة، بحيث يكون قادرا على إنشاء محتوى جديد وأصلي يبدو كما لو تم إنشاؤه بواسطة إنسان.
وتقترن تلك التقنية ببرنامج حاسوب يُعرف باسم “بوت الدردشة”، والذي يتلقى الرسائل النصية من المستخدمين ويقوم بالرد عليها بشكل منطقي وذكي.
يمكن لهذه التطبيقات الإجابة على الأسئلة ورواية القصص وكتابة أكواد برمجية.
لكن في بعض الأحيان، قد يقدم كلا من “تشات جي بي تي” و “بوت السناب My AI ” إجابات غير صحيحة للمستخدمين، أو متحيزة مثل التمييز على أساس الجنس أو العنصرية.
لماذا يخشى النقاد من أن يكون الذكاء الاصطناعي خطيرا؟
مع وجود القليل من القواعد التنظيمية المتبعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فقد حذر الخبراء من أن تطوره السريع قد يكون خطيرا. حتى أن البعض قال إنه يجب وقف أبحاث الذكاء الاصطناعي.
في مايو/ أيار الماضي، قدّم جيفري هينتون – الذي ينظر إليه على نطاق واسع كأب روحي للذكاء الاصطناعي – استقالته من شركة غوغل محذرا من أن روبوتات الدردشة الذكية يمكن أن تصبح قريبا أكثر ذكاء من البشر.
وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، نشر مركز أمان الذكاء الاصطناعي – ومقره الولايات المتحدة – بيانا عبر موقعه الإلكتروني، أيده العشرات من المتخصصين التكنولوجيين البارزين.
وجاء في البيان أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يولد معلومات خاطئة من شأنها أن تزعزع استقرار المجتمع، وفي أسوأ السيناريوهات، قال الخبراء إن هذه الآلات قد تصبح ذكية للغاية بحيث تتولى زمام الأمور، ما قد يؤدي إلى انقراض البشرية.
و قالت رئيسة قطاع التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاجر لبي بي سي إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تضخيم التحيز أو التمييز أصبحت مصدر قلق كبير وسببا ملحا لإيجاد حل.
وبالنسبة لـ فيستاجر فإن ما يقلقها على وجه الخصوص، هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات تؤثر على سبل عيش الناس مثل طلبات القروض، مضيفة أن هناك “خطرا بالتأكيد” يتمثل في إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للتأثيرعلى الانتخابات.
يقول آخرون، بمن فيهم رائدة التكنولوجيا مارثا لين فوكس، إنه لا ينبغي لنا أن نشعر بنوع من “الهستيريا والهلع” بشأن الذكاء الاصطناعي، كما أنها حثت على إجراء نقاشات أكثر منطقية حول قدرات الذكاء الاصطناعي.
ما هي القواعد المعمول بها حاليا بشأن الذكاء الاصطناعي؟
تتصارع حكومات الدول في جميع أنحاء العالم، من أجل الوصول إلى اتفاق يُنظم استخدام الذكاء الاصطناعي.
مؤخرا صوت أعضاء البرلمان الأوروبي لصالح قانون الذكاء الاصطناعي الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، وهذا القانون – الأول من نوعه – سيضع إطارا قانونيا صارما يحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، كما سيتعين على الشركات الامتثال له.
تقول مارغريت فيستاجر إن وضع “حواجز حماية” أمر ضروري لمواجهة المخاطر الكبرى التي يشكلها الذكاء الاصطناعي.
والتشريع الجديد – الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ عام 2025 – سيعمل على تصنيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى مستويات من الخطورة – حسب تأثيرها على المستهلكين.
وسيتم تصنيف ألعاب الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفلتر(مرشح) البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه ضمن فئة المخاطر المتدنية.
وستواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي – ذات المخاطر العالية – مثل تلك المستخدمة في تقييم درجة الائتمان (الأهلية الائتمانية) أو الحصول على مسكن أشد الضوابط صرامة.
ولن تتبنى المملكة المتحدة تطبيق هذه القواعد، حيث حددت الحكومة البريطانية في شهر مارس/ آذار الماضي رؤيتها المستقبلية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
واستبعدت الحكومة البريطانية تشريع قانون تنظيمي خاص للذكاء الاصطناعي، وقالت بدلا من ذلك إنها ستقوم بإلحاق القواعد التنظيمية للذكاء الاصطناعي ضمن الهيئات التنظيمية الموجودة حاليا والتي ستتولى الإشراف عليها.
لكن فيستاجر تقول إن تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون “شأنا عالميا”، وتضيف أن تبني “رأي جماعي” بين الدول “ذات التفكير المماثل” أمر مهم.
كما اعترف المشرعون الأمريكيون خلال جلسة استماع حديثة مخصصة للذكاء الاصطناعي، بوجود مخاوف بشأن مدى صلاحية تلك القواعد.
في حين تعتزم الصين إلزام الشركات بإخطار المستخدمين عند استخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي.
ما هي الوظائف المعرضة للخطر بسبب الذكاء الاصطناعي؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة من شأنها أن تحدث ثورة في عالم الأعمال، وهذا ما يُثير تساؤلات عديدة حول الوظائف التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي بدلا من الإنسان.
وبحسب التقرير فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويسلط التقرير الضوء على عدد من الصناعات والوظائف التي يمكن أن تتأثر، بما في ذلك الوظائف الإدارية، والعمل القانوني، والهندسة المعمارية، والإدارة.
وأشار التقرير إلى أن فوائد ضخمة محتملة قد تحصل عليها قطاعات عديدة جراء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي في النهاية قد تؤدي إلى زيادة القيمة السنوية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة عالميا بنسبة 7 في المئة.
وتستفيد بعض مجالات الطب والعلوم من تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يستخدم الأطباء تلك التكنولوجيا للمساعدة في اكتشاف سرطان الثدي، ويستخدمها العلماء لتطوير مضادات حيوية جديدة.