- جيمس غالغر
- مراسل الشؤون العلمية والطبية – بي بي سي
قبل 40 دقيقة
أظهرت تجربة دولية كبرى أن عقارا مثبطا للشهية أدى إلى فقدان بعض الأشخاص لأكثر من خمس وزنهم.
وتلقى من خضعوا للتجربة حقنة أسبوعية من عقار يعرف باسم سيماغلوتايد، مع نصائح بشأن النظام الغذائي واللياقة البدنية.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت على ما يقرب من 2000 شخص، فقدان 15 كغم من وزنهم في المتوسط، خلال التجربة التي استمرت 15 شهرا.
وقال علماء إن النتائج يمكن أن تمثل “حقبة جديدة” في علاج السمنة، مع احتمال ظهور المزيد من العلاجات قريبا.
كانت جان، وهي من مقاطعة كينت البريطانية، واحدة ممن أجريت عليهم التجربة. وفقدت 28 كغم، أي ما يعادل أكثر من خمس وزنها.
وقالت: “غيّر العقار حياتي، وغيّر طريقة تعاملي مع الطعام تماما”.
وأضافت أن اتباع نظام غذائي جعلها “تعيسة”، لكن تناول هذا الدواء كان مختلفا تماما لأنها كانت لا تشعر بالجوع إلا قليلا.
“بلا جهد”
ولكن جان، التي أنهت التجربة، استعادت شهيتها، وبدأ وزنها في الزيادة مرة أخرى.
وقالت: “شعرت بفقدان الوزن بسهولة أثناء التجربة، لكنني الآن أخذت أشعر وكأنني في معركة مستمرة مع الطعام”.
ويعد سيماغلوتيد مألوفا بالفعل لدى بعض الأشخاص، الذين يستخدمونه علاجا لداء السكري من النوع 2، لكن هذه التجربة قررت إعطاءه بجرعات أعلى.
ويعمل الدواء عن طريق السيطرة على مستويات الشهية في الجسم، ومحاكاة هرمون، يسمى جي ال بي 1، يفرزه الجسم بعد تناول وجبة مشبعة.
وفي التجربة، حصل بعض المشاركين على جرعات من هذا الدواء، أما بعضهم الآخر فتلقوا حقنة خالية منه، ولكن أفراد المجموعتين تلقوا نصائح بشأن نمط حياتهم.
وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية، أن المشاركين الذين تلقوا سيماغلوتايد فقدوا ما معدله 15 كغم مقارنة بـ 2.6 كغم لدى أفراد المجموعة الأخرى.
ويعني هذا أن 32 في المئة من الأشخاص فقدوا خُمس وزن أجسامهم بعد تناول الدواء، أما من تلقوا علاجا وهميا، فكانت نسبة فقدان الوزن لديهم 2 في المئة.
‘عهد جديد’
قالت راشيل باترهام، الأستاذة في كلية لندن الجامعية وهي باحثة بريطانية، لبي بي سي: “هذا يعد بمثابة فارقة في ما يتعلق بمقدار فقدان الوزن”.
وأضافت: “أمضيت الـ20 عاما الماضية في إجراء أبحاث حول السمنة، وحتى الآن لم يكن لدينا علاج فعال لها باستثناء جراحة السمنة”.
وقالت إن فقدان الوزن من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والإصابة الحادة بمرض كوفيد-19.
وما زال سيماغلوتيد بحاجة إلى موافقة هيئات الأدوية، لذلك لا يمكن وصفه بشكل روتيني. ومع ذلك، تتوقع باترهام أن العيادات المتخصصة في فقدان الوزن ستستخدم العقار في البداية بدلا من إتاحته على نطاق واسع.
وظهرت أعراض جانبية للعلاج، كان من بينها الغثيان، والإسهال، والقيء، والإمساك. وهناك دراسات مدتها خمس سنوات لمعرفة إن كان فقدان الوزن يمكن أن يستمر على المدى الطويل.
وقال ستيفن أورايلي، الأستاذ بجامعة كامبريدج، إن: “مقدار فقدان الوزن الذي يتحقق أكبر من ذلك الذي شوهد مع أي دواء مرخص لمكافحة السمنة”.
وأضاف: “هذه بداية حقبة جديدة لتطوير أدوية السمنة مع اتجاه مستقبلي لتحقيق مستويات من فقدان الوزن مماثلة لتلك التي يحققها سيماغلوتايد، مع تقليل الآثار الجانبية”.
وقال الطبيب دوان ميلور، اختصاصي التغذية في كلية الطب في أستون، إن: “من المفيد أن يكون لديك خيار محتمل لمساعدة الأشخاص على إنقاص الوزن، لكننا يجب أن نعترف أن فقدان الوزن سيظل يتطلب تغيير نمط الحياة، وأن أي دواء أو تغيير في نمط الحياة يمكن أن يؤدي إلى مخاطر وآثار جانبية محتملة”.
“لذلك، من الحكمة دائما استشارة أخصائي صحي قبل محاولة إنقاص الوزن”.