قبل 11 دقيقة
من المقرر نشر تقرير حكومي أمريكي عن الأجسام الطائرة المجهولة (الصحون الطائرة) قبل نهاية شهر يونيو/ حزيران بعد طول انتظار، وإليكم ما نعرفه عن محتوى التقرير الآن.
طالب مجلس الشيوخ الأمريكي (الكونغرس) بإعداد هذا التقرير بعد تقارير عديدة صدرت عن الجيش الأمريكي عن مشاهدة مركبات تتحرك بشكل غير منتظم في السماء.
ويمثل ذلك أيضاً تحولاً ملموساً على صعيد الموقف من هذه المسألة لدى الجيش الأمريكي والقيادة السياسية الأمريكية حيث انتقل الموقف من الشك بوجود كائنات فضائية إلى الرغبة في معرفة المزيد عنها.
ولكن مع وجود أدلة قطعية قليلة تؤكد قيام كائنات فضائية برحلات بين مجرات الكون يبقى السؤال حول ما إذا التقرير سيؤدي إلى تغيير في مواقف وتفكير سكان الكرة الأرضية حول هذه المسألة.
وأوضح القادة العسكريون الأمريكيون أن “الصحون الطائرة” إن لم تكن لها علاقة بكائنات فضائية غريبة فإنها ربما تكون من فعل خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا.
ماذا نعرف عن التقرير؟
في أغسطس/ آب الماضي أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) فريق عمل معني بالظواهر الجوية الغريبة للنظر في المركبات المجهولة التي تشاهد وهي تحلق في الجو.
وقال البنتاغون إن مهمة الفريق هي “الكشف عن هذه الحوادث وتحليلها وتصنيفها، بالإضافة إلى “اكتساب معرفة أعمق” عن “طبيعة وأصل” الصحون الطائرة.
وتم تقديم نسخة سرية من تقرير الفريق إلى أعضاء مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر. وقال مسؤولون لم يتم الكشف عن أسمائهم لوسائل إعلام أمريكية، إن التقرير لم يعثر على أي دليل على نشاط كائنات فضائية، لكن لم يستبعده أيضاً.
والجدير بالذكر أن فريق العمل قد أكد أيضاً أن الأجسام الطائرة المجهولة التي شوهدت لم تكن تقنيات عسكرية أمريكية سرية.
درس الفريق أكثر من 120 حادثة لها علاقة بهذه الظاهر وقعت خلال العقدين الماضيين، من بينها ثلاثة مقاطع فيديو رفع عنها البنتاغون السرية العام الماضي يقال إنها تظهر “ظواهر جوية غير مفهومة”.
على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يكشف التقرير عن أشياء مثيرة للغاية، إلا أن وجود تقرير حكومي حول موضوع كثيراً ما يقابل بالسخرية يُظهر كيف أن مسألة الصحون الطائرة خرجت عن دائرة عالم الثقافة الشعبية للخيال العلمي البحت، وصارت من بين قضايا الأمن القومي للولايات المتحدة.
لماذا المسألة مثيرة للاهتمام الآن؟
يتزايد ضغط الرأي العام الأمريكي على الحكومة للكشف عما تعرفه عن الكائنات الفضائية منذ عقود حيث تجادل مجموعات مدنية تطلق على نفسها “يوفولوجيست” (المختصون في الصحون الطائرة) بأن الحكومة الأمريكية تخفي الأدلة على وجود كائنات فضائية.
ويقوم البنتاغون بجمع البيانات بهدوء منذ عام 2007 عن هذه الظاهرة، في إطار برنامج تحديد التهديدات العسكرية الفضائية المتقدمة الذي يعرف عنه القليل.
جرى تخصيص موازنة للبرنامج بناء على طلب السيناتور عن ولاية نيفادا، هاري ريد، وهو ديمقراطي يمثل المنطقة التي تقع فيها “المنطقة 51” التي تضم الموقع العسكري الذي يعتقد أصحاب نظرية المؤامرة أنه تمت دراسة البقايا التي تم جمعها من حادث تحطم صحن طائر في بلدة روزويل منذ عام 1947.
وأدلى كبار المسؤولين السابقين، وحتى رؤساء الولايات المتحدة، بدلوهم مؤخراً حول هذه المسألة وتحدثوا عما إذا كانت هناك حقائق تؤكد ذلك فعلاً.
ووعد مدير حملة مرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون، جون بوديستا، الذي يهتم بالنظريات المتعلقة بالصحون الطائرة، خلال حملتها الانتخابية في عام 2016 بأنها ستنشر التقارير الحكومية السرية عن الكائنات الفضائية إذا تم انتخابها.
في مقابلة له العام الماضي قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إنه لن يكشف حتى لعائلته عما يعرفه عن الكائنات الفضائية وقال “لن أتحدث إليكم عما أعرفه عنها لكنه أمر مثير للغاية”.
وتحدث الرئيس السابق باراك أوباما عن ذلك بشكل أكثر وضوحاً وتفصيلا في مايو/ أيار الماضي، عندما قال لمقدم البرامج التلفزيونية الليلية جيمس كوردن: “عندما توليت منصبي سألت: هل يوجد مختبر في مكان ما حيث نحتفظ بعينات عن الكائنات الفضائية والصحون الطائرة؟ لقد أجروا القليل من البحث وكانت الإجابة بالنفي”.
وتابع أوباما: “ما هو صحيح، وأنا جاد في ذلك، هو أن هناك لقطات وتسجيلات لأجسام غريبة في السماء ولا نعرف ما هي بالضبط”.
“لا يمكننا أن نشرح كيف تتحرك ومسار تحركها وغيرها من الأمور. أعتقد أن الناس ما زالوا يأخذون على محمل الجد محاولة التحقيق في ذلك ومعرفة ماهية هذه الأجسام الطائرة”.
الجهود المبذولة للكشف عن ما هو معروف عن الأجسام الطائرة وجدت أيضاً من يدعمها في الكونغرس من جمهوريين وديمقراطيين الذين يجادلون بأن التقرير سينهي وصمة العار التي قد تمنع الجنود من إخبار الضابط الأعلى رتبة عن تجاربهم في مشاهدة الكائنات الفضائية الغريبة التي لا تفسير لها.
ما الدليل؟
قدم مسؤولو استخبارات وجيش أميركيون آخرون شروحاً تفصيلية عن مشاهداتهم لكائنات فضائية غريبة، ومن بين من قدم تقارير تفصيلية أكثر مصداقية عن مشاهداتهم، طيارون شاهدوا شخصياً من داخل قمرة قيادة الطائرات أجساماً طائرة مجهولة بالقرب من القواعد العسكرية للأسلحة ومراكز التدريب.
في مارس/ آذار الماضي لخص جون راتكليف، المدير السابق للاستخبارات الوطنية خلال عهد ترامب، الذي أشرف في السابق على جميع وكالات المخابرات الأمريكية الثمانية عشر، هذه الظاهرة وقال لشبكة فوكس نيوز: “بصراحة هناك الكثير من المشاهدات لهذه الأجسام، أكثر مما تم الإعلان عنه”.
“نحن نتحدث عن أجسام شاهدها طيارو البحرية أو القوات الجوية أو التقطت صورها الأقمار الصناعية التي تقوم بمهام يصعب تفسيرها”.
“أجسام قامت بحركات يصعب محاكاتها ولا نملك التكنولوجيا اللازمة لذلك أو تسير بسرعات تتجاوز حاجز الصوت لكن دون أن يصدر عنها صوت”.
في حلقة مدتها 60 دقيقة لبرنامج على شبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية الشهر الماضي، ناقش طياران سابقان في البحرية الأمريكية رؤية جسم طائر في المحيط الهادئ كان يحلق بجانبهما ويسايرهما.
وصف أحد الطيارين شكل الجسم الطائر بأنه كان “بيضوي الشكل يشبه حبة تيك تاك” في إشارة إلى سكاكر بطعمة النعناع التي تباع في الأسواق على نطاق واسع.
“هكذا كان شكله تماماً إلا أنه كان يسير بسرعة كبيرة وبصورة فوضوية للغاية، ولم يكن بمقدورنا توقع سير تحليقه أو كيف كان يناور بتلك الطريقة أو معرفة نظام الدفع” حسب شهادة طيارة البحرية السابقة أليكس ديتريش لبي بي سي نيوز.
“لم يكن هناك أي أثر واضح للدخان أو محرك للدفع. لم تكن لديه أي أسطح ظاهرية للتحكم في الطيران وللقيام بالمناورة بالطريقة التي كان يقوم بها”.
ماذا تفعل الدول الأخرى بخصوص الصحون الطائرة؟
دافع السناتور السابق ريد عن تخصيص مبلغ 22 مليون دولار لبرنامج الصحون الطائرة في وزارة الدفاع الأمريكية قائلاً إن دولاً أخرى تدرس هذه الظاهرة أيضاً.
وقال لوسائل الإعلام في نيفادا في عام 2019: “نعلم أن الصين تقوم بذلك وكذلك روسيا التي يقودها شخص عمل في جهاز المخابرات كي جي بي، لذا من الأفضل أن نلقي نظرة عليها أيضاً”.
وقال إن الأبحاث التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية “أظهرت أنه ليس شخصان أو أربعة أشخاص أو ستة أشخاص أو 20 شخصاً بل مئات ومئات الأشخاص شاهدوا هذه الأجسام وأحياناً كلهم في نفس الوقت”.
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي قال الرئيس السابق لوكالة الفضاء الإسرائيلية حاييم إيشيد لصحيفة إسرائيلية، إن ترامب كان “على وشك الكشف” عن وجود معاهدة مع المجرات، لكنه تراجع في آخر لحظة خوفاً من إثارة “هستيريا جماعية”.
وقال إيشيد لصحيفة يديعوت أحرونوت “هناك اتفاق موقع بين الحكومة الأمريكية والكائنات الفضائية” وأضاف: “لقد وقعوا عقداً معنا لإجراء تجارب على ذلك هنا”.