- فيكتوريا جيل
- مراسلة الشؤون العلمية – بي بي سي نيوز
قبل 24 دقيقة
شهد مستوى الإشعاع ارتفاعا في محطة الطاقة النووية في مدينة تشرينوبل، التي استولت عليها القوات الروسية أثناء غزو أوكرانيا.
وقالت أوكرانيا، إن القوات الروسية سيطرت على محطة الطاقة النووية في تشيرنوبيل، التي شهدت أكبر كارثة نووية في العالم عام 1986، الخميس الماضي.
وأكدت محطة مراقبة في المنطقة،أن مستويات الإشعاع ارتفعت بحوالي 20 مرة عن المستويات الطبيعية الخميس الماضي.
لكن خبراء يؤكدون أن وقوع كارثة نووية أخرى في المنطقة “احتمال ضعيف للغاية”.
ورجحت هيئة التفتيش الحكومية التنظيمية النووية في أوكرانيا أن السبب في هذا الارتفاع الكبير في مستويات الإشعاع هو المركبات العسكرية الثقيلة التي تثير أتربة ملوثة في المنطقة العازلة المحيطة بمحطة الطاقة المهجورة التي تبلغ مساحتها 4000 كيلو متر مربع.
وكان الارتفاع الأعلى الذي تم رصده قريبا من المفاعل النووي المعطل.
وتخضع مستويات الإشعاع في تلك المنطقة للمراقبة طوال الوقت، وتُقاس مستويات الإشعاع عن طريق حساب الجرعة التي يحصل عليها شخص ما في موقع ما كل ساعة.
وغالبا ما يتعرض الفرد لجرعة إشعاع تقدر بثلاثة ميكروزيفرت، وحدة قياس أثر الإشعاع على الكائنات الحية، كل ساعة في تلك المنطقة.
لكن هذه الجرعة قفزت إلى 65 ميكروزيفرت في الساعة، وهو ما يشير إلى خمسة أضعاف ما يمكن أن يتعرض له الإنسان أثناء رحلة واحدة عبر المحيط الأطلسي.
وقالت كلير كورخيل، خبيرة المواد النووية بجامعة شيفيلد، لبي بي سي إن الارتفاع في مستويات الإِشعاع كان “محليا تماما”، وكانت هناك ارتفاعات على المسارات الرئيسية للدخول والخروج من المنطقة المحيطة بالمفاعل.
وأضافت كورخيل أن “زيادة حركة الناس والمركبات في تشيرنوبل والمنطقة المحيطة بها أدت إلى تصاعد الغبار المشع”.
ورجحت أن مستويات الإشعاع قد تتراجع على مدار الأيام القليلة المقبلة “شريطة ألا يكون هناك المزيد من الحركة”.
وسيطرت القوات الروسية على المحطة النووية المعطلة، التي تبعد حوالي 130 كيلو مترا عن العاصمة الأوكرانية كييف، بعد معركة شرسة مع القوات الأوكرانية بحسب لمسؤولين أوكرانيين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ضباط أوكرانيين “قاتلوا من أجل الدفاع عنها حتى لا تتكرر مأساة 1986”.
كما وصف زيلينسكي الهجوم الروسي على تشيرنوبل بأنه “إعلان حرب على أوروبا كلها”.
لكن لم يصدر عن الجانب الروسي أي تصريحات في هذا الشأن.
ويحتوي موقع تشيرنوبل على العديد من مخازن احتواء النفايات النووية، بما في ذلك المخازن المعروفة باسم “حاجز تشيرنوبل الآمن الجديد” – وهو قلعة واقية تغطي المفاعل رقم 4 الذي انفجر مسببا كارثة 1986.
وقالت كورخيل: “هذه المباني مصممة للاحتواء، للاحتفاظ بالمواد المشعة داخلها، ولا يعني ذلك بالضرورة أنها مصفحة؛ فهي لم تصمم للتشغيل في مناطق حرب”.
وتراجع النشاط الإشعاعي في المنطقة إلى حدٍ كبيرٍ منذ عام 1986، وفقا للخبيرة البريطانية في المواد النووية كلير كورخيل التي قالت إن “السبب وراء التسرب الإشعاعي الذي حدث في المنطقة كان حريق كبير”.
مع ذلك، أكدت كورخيل أن تكرار تلك الكارثة النووية “احتمال ضعيف للغاية”.
أما الخطر الأكبر فهو أن يقع قتال بين القوات المتحاربة بالقرب من أي مفاعلات نووية عاملة في أوكرانيا.
وكتب خبير السياسة النووية جيمس أكتون الخميس الماضي: “تشيرنوبل يقع في منطقة غير مأهولة بالسكان. لكن هناك مفاعلات أخرى في أوكرانيا لا تقع في مناطق معزولة”.
وأضاف: “محطات الطاقة النووية ليست مصممة لمناطق حروب”.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن أوكرانيا أخبرتها الجمعة الماضية بأن مفاعلات الطاقة النووية في البلاد تعمل “بأمن وسلامة”.