قبل 53 دقيقة
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن وجود مياه على سطح القمر بكميات أكثر مما كنا نتوقع، وجاء ذلك الإعلان بعد أن ألمحت الوكالة قبل أيام إلى وجود “اكتشاف جديد مثير على سطح القمر”.
وسوف يعزز هذا “الاكتشاف الواضح للمياه الجزيئية” آمال وكالة ناسا الفضائية لإنشاء قاعدة على سطح القمر، تستفيد من الموارد الطبيعية المتوفرة على سطحه.
ونشرت مجلة “نيتشر أسترونومي” نتائج الدراسة التي جاءت في ورقتين بحثيتين.
وعلى نقيض الاكتشافات السابقة للمياه في الأجزاء المظللة بشكل دائم للحفر القمرية، اكتشف العلماء جزيئات المياه في المناطق المشمسة.
وقالت كيسي هونيبال، المشرف المشارك على الدراسة وزميل بمركز “غودارد” لرحلات الفضاء التابع لناسا في ماريلاند، خلال مؤتمر صحفي بالفيديو: “كمية المياه (المكتشفة) تعادل تقريبا زجاجة مياه سعة 12 أوقية في متر مكعب من تربة القمر”.
وقال جاكوب بليشر، زميلها في وكالة ناسا من إدارة الاستكشاف البشري، إن العلماء لا يزالون بحاجة إلى فهم طبيعة الرواسب المائية، وسوف يساعدهم ذلك في تحديد مدى استفادة مستكشفي القمر مستقبلا من هذا الاكتشاف.
وعلى الرغم من وجود إشارات سابقة على وجود مياه فوق سطح القمر، فإن هذا الاكتشاف الجديد يشير إلى أن المياه أكثر وفرة مما كان يُعتقد في الماضي.
وقالت هانا سارجينت، عالمة كواكب لدى الجامعة المفتوحة في ميلتون كينز، لبي بي سي: “(الاكتشاف) يتيح لنا مزيدا من الخيارات المتعلقة بمصادر المياه المحتملة على القمر”.
وكانت وكالة الفضاء الأمريكية قد أعلنت أنها سترسل اثنين من رواد الفضاء، امرأة ورجل، إلى سطح القمر في عام 2024 للتحضير لـ “قفزة عملاقة تالية” لمهمة استكشاف الإنسان للمريخ خلال العقد القادم في 2030.
وقالت سارجينت إن هذا يعني تطوير “طريقة أكثر استدامة لاستكشاف الفضاء”.
وأضافت لبي بي سي: “جزء من ذلك هو استخدام هذه الموارد المحلية، وخاصة المياه”.
كيف عثر العلماء على هذه المياه؟
رصد العلماء أولى هذه الاكتشافات الجديدة من خلال تلسكوب محمول جوا يعمل بالأشعة تحت الحمراء يعرف باسم “صوفيا”، ويحلّق هذا المرصد، الموجود على متن طائرة بوينغ معدلة من طراز 747، على ارتفاع كبير من الغلاف الجوي للأرض، الأمر الذي يتيح رؤية واضحة إلى حد كبير للنظام الشمسي.
وتمكن العلماء، باستخدام هذا التلسكوب الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، من تحديد اللون “المميز” لجزيئات المياه.
ويعتقدون أنه يجري تخزين المياه في فقاعات من الزجاج القمري أو بين حبات التربة على السطح، على نحو توفر لها حماية في البيئة القاسية.
وبحث العلماء، في دراسة أخرى، عن مناطق مظللة بشكل دائم، تُعرف باسم “المصائد الباردة”، حيث يمكن تجميع المياه واستدامتها، ووجد العلماء هذه المصائد الباردة في كلا القطبين، وخلصوا إلى أن “نحو 40 ألف كيلومتر مربع من سطح القمر تستطيع تخزين المياه”.
ماذا يعني هذا الاكتشاف؟
قالت سارجينت إن هذا الاكتشاف يمكن أن “يوسع نطاق قائمة الأماكن التي قد نرغب في بناء قاعدة فيها”.
وتشهد السنوات القليلة المقبلة عددا غير قليل من المهام للمناطق القطبية على القمر، ولكن على المدى الطويل، توجد خطط لبناء مساكن دائمة على سطحه.
وقالت الباحثة في الجامعة المفتوحة: “قد يكون لهذا بعض التأثير، ويمنحنا وقتا لإجراء بعض البحوث”.
وأضافت: “لا يمنحنا الكثير من الوقت لأننا نعكف بالفعل على أفكار قاعدة القمر، والمكان الذي سنذهب إليه، لكنه (اكتشاف) واعد”.
وقالت: “كنا نذهب إلى القمر في كل الأحوال، لكن هذا (الاكتشاف) يتيح لنا المزيد من الخيارات ويجعله مكانا أكثر متعة للذهاب إليه”.
ويقول الخبراء إن الجليد المائي يمكن أن يشكل أساسا لاقتصاد قمري في المستقبل، بمجرد معرفة كيفية استخراجه.
وسوف يكون صنع وقود الصواريخ على سطح القمر أرخص بكثير من إرساله من الأرض، فعندما يرغب مستكشفو القمر مستقبلا في العودة إلى الأرض، أو السفر إلى وجهات أخرى، يمكنهم تحويل الماء إلى الهيدروجين والأكسجين الشائع استخدامهما في تزويد مركبات الفضاء بالطاقة.
وبناء على ذلك، يمكن لعملية إعادة التزود بالوقود فوق سطح القمر أن تخفض تكلفة السفر إلى الفضاء ويجعل إنشاء قاعدة على القمر أمرا أقل تكلفة.