- ستاف ديمتروبولوس
- بي بي سي
قبل 53 دقيقة
عندما ارتدت لاعبة التجديف لمسافات طويلة، ليبي أيريس، سترة تحفيز كهربائي لعضلات الجسم بالكامل أول مرة أثناء ممارسة تمارين في صالة ألعاب رياضية قالت إنها “استغربت الأمر”.
وتقول أيريس، البالغة من العمر 51 عاما: “ارتديت السترة، ثم رش المدربون عليّ الماء، وربطوا أشياء حول ذراعي ورجلي وعضلات (الأرداف). قلت لنفسي هل سأستطيع بالفعل ممارسة الرياضة وأنا أرتدي هذه الأشياء؟”.
وأضافت: “منحني التحفيز (الكهربائي) من السترة إحساسا غير عادي”.
وقالت إنها عندما استيقظت في صباح اليوم التالي في منزلها في لندن كانت عضلاتها تعاني من نفس الألم الذي كانت تعاني منه عادة نتيجة التمارين الرياضية لبضع ساعات، على الرغم من كونها مارست الرياضة لمدة 20 دقيقة فقط.
ولطالما لجأ الأطباء إلى التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم بالكامل بغية تحسين حركة الأشخاص الذين يعانون من اعتلالات صحية، مثل المرضى الذين يتعافون من إصابة بالسكتة الدماغية، أو المصابين بالتصلب المتعدد.
كما يمكن استخدام تيارات كهربائية منخفضة لتحفيز العضلات والأعصاب مع الأمهات أثناء الولادة، في مسعى لتخفيف الألم، إذ تثبت المرأة وسادات لاصقة أسفل ظهرها، ثم تستخدم وحدة تحكم تمسكها باليد لضبط مستوى الشحن الكهربائي المنبعث من الوسادات.
وعلى الرغم من أن هذه الاستخدامات الصحية تركز عادة على منطقة واحدة من الجسم، فإن سترات التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم بالكامل، (والتي تتكون عادة من قميص قصير الأكمام وسروال قصير)، أصبحت الآن واسعة الانتشار في عالم اللياقة البدنية والصالة الرياضية.
وتقوم الفكرة على التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم على نحو يسرع من تأثير التمرينات وتقويتها، أي يكون تأثير التحفيز الكهربائي لممارسة تمرين مدته 20 دقيقة هو نفس تأثير تمرين مدته 90 دقيقة إذا لم يرتد الشخص السترة.
وإن كان يبدو الأمر غريبا بالنسبة لكثيرين، إلا أن عدد الصالات الرياضية التي تقدم سترات التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم بالكامل في تزايد سريع الوتيرة. كما تتوسع شركة “أيرون بودي فيت” الأمريكية، إحدى شركات توريد المنتج، في أوروبا، بعد أن افتتحت ما يزيد على 100 مكتب في فرنسا خلال السنوات الخمس الماضية.
وكانت الشركة قد افتتحت العام الماضي في لندن أول نشاط لها في المملكة المتحدة، وتخطط لافتتاح ما يزيد على 12 مكانا آخر على مدار الـ 12 شهرا المقبلة.
كما توجد شركات أخرى، يركز نشاط أعمالها على سترات التحفيز الكهربائي، تتوسع في المملكة المتحدة، من بينها “فيل إلكتريك” و”سورج”.
ويساعد هذا النمو في دفع السوق العالمية لسترات التحفيز الكهربائي، والذي يقول تقرير إنه سيسجل نموا بنسبة 51 في المائة، من 122 مليون دولار في عام 2020 إلى 184 مليون دولار بحلول عام 2030.
بيد أن السؤال هل يفيد حقا نظام التحفيز الكهربائي في مجال اللياقة البدنية؟ وهل يحسّن فعلا كفاءة التمرين ويتيح عضلات أكبر بجهد أقل؟ والأهم من ذلك، هل هو آمن دائما؟
ويقول فيل هورتون، مدير فرع شركة “ميها بودي تيك” الألمانية في بريطانيا، إحدى كبرى شركات تصنيع سترات التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم: “نتفوق على المخ، نستطيع تحفيز العضلة بطريقة أكثر ذكاء وفعالية مقارنة بالطريقة التي يحفز بها المخ العضلات”.
ويضيف أن الشحنة الكهربائية الصغيرة تصل بسهولة أكبر إلى الأنسجة العضلية الداخلية، وغالبا يُرش الماء على السترة لتعزيز توصيل الشحنة.
وتكمن مشكلة تقييم قطاع اللياقة البدنية باستخدام التحفيز الكهربائي في أن الدراسات تتفاوت جدا فيما بينها، حتى الإيجابية منها تستخدم كثيرا كلمات مثل “ربما” أو “يمكن” أو “على الأرجح”.
وذكرت تقارير في عام 2011 أن التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم “معترف به” كوسيلة مساعدة في “تحسين كبير للقوة (البدنية)”. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه التغييرات “لا تزال غامضة” و “غير مفهومة بشكل جيد” و “تتطلب مزيدا من الدراسات”.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في وقت سابق، إن استخدام سترات التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم لتحسين اللياقة “قد تكون قادرة على تقوية العضلات مؤقتا أو شدها”، بشرط أن تكون مصحوبة بتمارين رياضية واتباع نظام غذائي.
كما تحذر الإدارة من استخدام أجهزة التحفيز الكهربائي بطريقة غير منظمة لأنها قد تسبب “صدمات وحروق وكدمات وتهيج جلدي وألم”.
ولطالما انتقد نيكولا مافيوليتي، خبير الرياضة في عيادة “شولثيس كلينيك” السويسرية للعظام، التحفيز الكهربائي للجسم بالكامل.
ويقول: “على وجه الخصوص، من الصعب للغاية إعطاء جرعة مناسبة من التحفيز الكهربائي للجسم بالكامل”، مضيفا أن أي جرعة أقل من المطلوب تعني عدم التأثير، بينما الجرعة الزائدة قد تسبب تلفا للعضلات.
ويضيف: “لذلك إذا نظرنا بموضوعية إلى الآثار الضارة مقابل الآثار الإيجابية للتحفيز الكهربائي لعضلات الجسم بالكامل، فلا توجد حجج قوية تنصح باستخدامه”.
ويعارض الرباع الأمريكي المخضرم، روبرت هيربست، التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم بالكامل، ويعتقد اللاعب، البالغ من العمر 64 عاما، أنه غير مفيد.
ويقول هيربست، الفائز ببطولات عالمية وأمريكية عديدة: “الضغط الذي تتعرض له عضلاتك أثناء التحفيز الكهربائي غير كاف لخلق صدمة جزئية في رفع الأثقال”.
وعلى الرغم من ذلك يقول توم هولاند، عالم وظائف الأعضاء الأمريكي، إن التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم بالكامل مفيد لأنه يمكن أن يشجع الناس على ممارسة المزيد من التمارين الرياضية.
ويضيف أن تمارين مثل “القرفصاء وتمارين البطن ورفع الأثقال وغيرها من التمارين التقليدية تكون أكثر متعة عند ممارستها من خلال التحفيز الكهربائي لعضلات الجسم”.
ويقول إن جلسة التحفيز الكهربائي للعضلات غالبا رخيصة الثمن، إذ يصل سعر جلسة مدتها 20 دقيقة في الولايات المتحدة إلى 125 دولارا، ويصل السعر في المملكة المتحدة إلى 130 جنيها إسترلينيا لجلسة نفس المدة.
ونعود إلى لندن إذ تقول أيريس إنها استخدمت التحفيز الكهربائي للجسم بالكامل لمساعدتها في التدريب على رياضة التجديف عبر المحيط الأطلسي في سباق “تاليسكر وايسكي” عام 2021، وأكملت السباق بنجاح، في قارب مع ثلاثة من أصدقائها.
وتقول إنه بفضل استخدام التحفيز الكهربائي للعضلات “أصبحت عضلاتي أفضل بكثير الآن مما كنت عليه عندما كان عمري 21 عاما”.
وتضيف :”الجميع يشيدون بجسمي القوي والمتناسق”.