المذنب نيو وايز، تصوير جوي إن جي Joy Ng، منتج وسائط متعددة في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا. (حقوق الصورة: جوي إن جي).
أسعدَ المذنب نيو وايز NEOWISE مراقبي السماء في نصف الكرة الشمالي، ولكن ما الذي يجعل هذ المذنب خاصًا جدًا.
ما هو المذنب نيو وايز؟
المذنب نيو وايز المعروف رسميًا باسم سي/2020 إف 3 هو مُذنّبٌ اكتُشِف في 27 مارس/آذار عام 2020 بواسطة مهمة نيو وايز، مستكشف الكويكبات للمسح بالأشعة تحت الحمراء واسع النطاق.
المذنبات هي أجسامٌ جليدية مكونةٌ من الجليد والصخور والغبار، يُطلق عليها غالبًا «كرات الثلج الكونية»، تدور هذه الأجسام حول الشمس، وعندما تقترب أكثر منها، تسخن ويبدأ ذيلان بالتدفق منها، الأول مكوّنٌ من الغاز والغبار، والثاني مكونٌ من جزيئات الغاز المشحونة كهربائيًا أو الأيونات، وهو الذيل الأيوني.
كيف يبدو في السماء؟
بالنسبة للذين رصدوا المذنب بالعين المجردة، من دون أي أدوات أو جهاز مثل التلسكوب، فقد بدا كنجمٍ غير واضحٍ مع ذيلٍ خافت، ولكنه بدا أوضح، وذيله أسهل للرصد عن طريق استخدام منظار أو تلسكوب.
كم تبلغ كمية الماء في المذنب؟
قالت إيميلي كرامر Emily Kramer، الباحثة المشاركة في الفريق العلمي لمهمة نيو وايز في مختبر الدفع النفاث، خلال مؤتمر صحفي في 15 يوليو/تموز أنّ هناك «نحو 13 مليون بركة سباحة أولمبية من الماء» في مذنب نيو وايز، لذا، فإنّ هنالك الكثير من الماء.
وأضافت: «معظم المذنبات نصفها ماء ونصفها غبار».
هل يمتلك ذيلًا؟
يمتلك مذنب نيو وايز ذيلين يرافقان أيّ مذنبٍ في العادة.
عندما يقترب المذنب من الشمس، يسخن، وتتدفق مواده من السطح وتتحول إلى ذيل. عادةً، ينسحب الغبار مع الغازات من الجليد المتسامي (الانتقال مباشرة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية)؛ إنّ ذيل الغبار هو الأثر الذي يُرى في معظم صور المذنبات. تمتلك المذنبات ذيلًا أيونيًا أيضًا مكونًا من غازٍ مؤَّينٍ منتفخٍ يُدفَع بفعل الرياح الشمسية.
يعتقد الباحثون الذين درسوا المذنب أنه قد يمتلك ذيل صوديوم أيضًا؛ يستطيع الباحثون إلقاء نظرةٍ ثاقبةٍ على بنية المذنب من خلال رصد ما يعتقدونه صوديوم ذري في ذيل المذنب.
كم يبلغ حجم المذنب؟
قالت كرامر: «يبلغ قطر مذنب نيو وايز نحو 3 أميال (5 كيلومترات)، وهو مذنبٌ كبيرٌ بشكلٍ معتدلٍ، ولكنّه ذو حجمٍ متوسطٍ تقريبًا».
وأضافت: «من النادر رؤية شيءٍ بهذا السطوع؛ هنالك مذنباتٌ بهذا الحجم نراها بانتظام، ولكنّ أغلبها بعيدٌ عن الأرض، ولا تتميز بهذا السطوع، إنها بعيدةٌ جدًا عن الشمس والأرض لدرجةٍ تمنعنا من رصدها بالطريقة التي نرى فيها المذنب نيو وايز».
كم سرعة المذنب؟
يسافر المذنب بسرعة 40 ميل في الثانية تقريبًا (نحو 144,000 ميل في الساعة، أو 231,000 كيلومتر في الساعة).
قال جو ماسييرو Joe Masiero، نائب الباحث الرئيسي لمهمة نيو وايز، إنّ المذنب يتحرك بضعفي سرعة حركة دوران الأرض حول الشمس، ولكنّه لا يتوقع أن تستمر هذه السرعة.
بسبب المدار الإهليجي المُفرط للمذنب، فإنه سيتباطأ عند وصوله إلى نقطته الأبعد من الشمس، ثم سيعود باتجاه النظام الشمسي الداخلي ويتسارع مرةً أخرى عندما يدور مرةً أخرى بالقرب من الشمس. انتهت رحلة المذنب حول الشمس في مداره الحالي، وهو في طريقه الآن إلى النظام الشمسي الخارجي.
قال ماسييرو: «سيتباطأ عندما يبتعد أكثر عن الشمس، إذ ستزداد طاقة وضع الجاذبية الخاصة به».
هل سيصطدم بالأرض؟
ليس هنالك خوف، لن يصطدم مذنب نيو وايز بالأرض.
قال ليندلي جونسون Lindley Johnson، قائد الدفاع الكوكبي والمدير التنفيذي للبرنامج في مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لناسا في مقر الوكالة خلال مؤتمر صحفي: «هذا المذنب بشكل خاص لا يمتلك أي احتمالٍ للاصطدام بالأرض. فهو يعبر مستوى مدار الأرض داخل مدار الاسترداد، وبالقرب من مدار عطارد تقريبًا، ولذلك لا يشكّل المذنب أيّ خطرٍ على الإطلاق».
قالت ناسا أنّ المذنب يدور حول الشمس كل 6800-7000 عام، ويبعد المذنب حاليًا عن الأرض نحو 137 مليون ميل (220 مليون كيلومتر).
هل جاء المذنب من الفضاء بين النجمي؟
لا، إن المذنب هو من داخل نظامنا الشمسي؛ اكتُشف حتى الآن جُرمان فقط مصدرهما الفضاء بين النجمي، وهما أومواموا، والمذنب بوريسوف.
قالت كرامر: «نحن نعلم أنّ هذا الجرم ليس من الفضاء بين النجمي. يمكننا رؤية أنه مرتبط بجاذبية الشمس عن طريق مراقبة حركته؛ إنه يتحرك آتيًا بسرعةٍ كبيرةٍ، من ثم يبتعد مرةً أخرى، ويجب أن يعود ثانيةً بعد 6800 عام».