مشهد لكوكب الزهرة التقطته مركبة مارينر 10 الفضائية Mariner 10 spacecraft التابعة لوكالة ناسا استنادًا على البيانات المُجمعة في سنة 1974. تخطط الهند الآن لإطلاق مسبار كوكب الزهرة الخاص بها بحلول سنة 2024. (حقوق الصورة: ©NASA/JPL-Caltech)
ستكون هذه مهمة الهند الأولى المتجهة إلى كوكب الزهرة.
نقلت تقارير إعلامية أن الهند تخطط لإطلاق مسبارٍ فضائيٍّ جديدٍ لكوكب الزهرة في سنة 2024 بعد سنةٍ من التاريخ المبرمج للإطلاق.
سيكون مسبار شوكرايان الفضائي Shukrayaan orbiter أول مهمات منظمة البحوث الفضائية الهندية (India Space Research organization (ISRO إلى كوكب الزهرة، وسيدرس الكوكب لمدة أربع سنوات، وذلك حسب موقع SpaceNews الذي نقل تقديمًا لأحد باحثي منظمة البحوث الفضائية الهندية في إحدى جلسات ناسا المرخصة التي دارت في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني.
وحسب ما جاء في موقع SpaceNews، فقد طالبت منظمة البحوث الهندية بأفكارٍ عن أجهزةٍ لمهمةٍ تتخذ من كوكب الزهرة موقعًا لها منذ سنة 2018 على أقل تقدير. قدمت ماريا أنتونيا Maria Antonita العاملة بمنظمة البحوث الهندية في ملتقى علوم الكواكب معلوماتٍ إضافيةً عن شوكرايان خلال جلسة حوار تناولت مشاريع ناسا المستقبلية المتعلقة بعلوم الكواكب للسنوات العشر القادمة.
نقل موقع SpaceNews في تصريحٍ بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر أن منظمة البحوث الهندية كانت تُبرمج لإطلاقٍ في منتصف عام 2023 عندما أعلنت عن بحثها عن الأجهزة في سنة 2018، ولكن أنتونيا أخبرت أعضاء لجنة تنظيم المسح العقدي للأكاديمية الوطنية National Academies’ decadal survey planning committee الذي دار في شهر تشرين الثاني/نوفمبر أن التأجيل الذي فرضته الجائحة قد دفع إلى تأخير موعد إطلاق مهمة شوكرايان إلى شهر كانون الأول/ديسمبر من سنة 2024.
أضافت أنتونيا: “هنالك فرصة ثانية للإطلاق عندما يكون كوكبا الزهرة والأرض متحاذيين بشكلٍ تامٍ في منتصف سنة 2026، للتقليل من استعمال المركبات الفضائية للبنزين خلال العبور الكوكبي”.
من المتوقع إطلاق شوكرايان فوق صاروخ GSLV Mk II التابع للهند، ولكنه قد يُطلق على متن صاروخ GSLV Mk III الأكثر قوةً ليحمل كميةً أكبر من الأجهزة أو الوقود على حسب ما أفادت به أنتونيا للهيئة. ستتخذ منظمة البحوث الهندية قرارها النهائي في غضون الأشهر الثلاثة أو الستة القادمة.
ستحمل المركبة الفضائية العديد من الأجهزة لاستكشاف بيئة كوكب الزهرة؛ سيكون الجهاز الرئيسي رادارًا اصطناعيًّا ذا فتحةٍ لدراسة سطح كوكب الزهرة الذي تغلفه غيومٌ سميكةٌ تجعل من إبصار السطح في الضوء المرئي أمرًا مستعصيًا. ذكرت Space News: “حلّقت نسخةٌ سابقةٌ على متن المركبة الفضائية الهندية شندرايان-2 Chandrayaan-2 spacecraft التي تدور الآن حول القمر”.
سيتكفل جهازٌ آخر، وهو تعاون سويدي-هندي يُعرف باسم المحلل المحايد لكوكب الزهرة Venusian Neutrals Analyzer، بدراسة كيفية تفاعل الجزيئات المشحونة بالشمس مع الغلاف الجوي لكوكب الزهرة على حسب ما جاء في The Economic Times. اُطلِق جيلٌ سابقٌ من هذا الجهاز على متن مهمة الهند شاندرايان 1 Chandrayaan-1 القمرية بين سنتي 2008 و2009 لدراسة كيفية تأثير جزيئات الشمس على عالمٍ ذي غلاف جوي أشد هشاشةً بكثير.
قالت أنتونيا: “سيحمل شوكرايان أيضًا جهازًا لكوكب الزهرة لدراسة الغلاف الجوي للكوكب بواسطة الأشعة تحت الحمراء، والأشعة فوق البنفسجية والأطوال الموجية دون المليمترية. أعلن العلماء في وقتٍ سابقٍ في سنة 2020 عن إمكانية رصد الفوسفين phosphine، وهو عنصرٌ صديقٌ للحياة في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة رغم أن العديد من المنتمين إلى المجتمع العلمي لا زالوا يشككون في النتائج.
أعلنت وكالة الفضاء الفرنسية (the French space agency (CNES في شهر أيلول/سبتمبر أنها سترسل أيضًا جهازًا على متن شوكرايان. يتمثل رابط غازات الغلاف الجوي للأشعة تحت الحمراء لكوكب الزهرة في تعاون مع وكالة الفضاء الاتحادية الروسية روسكوزموس Roscosmos. أضافت أنتونيا أن أجهزةً أخرى قد أُدرجت، وأن الهند تُخطط لإرسال جهاز من ألمانيا.
سافرت عشرات المهمات إلى كوكب الزهرة منذ سنة 1960، ولكن عدد السفرات التي اُطلقت في السنوات الأخيرة كان قليلًا. على سبيل الذكر، حلقت فونيس إكسبريس Venus Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية حول الزهرة بين سنتي 2006 و2014، ودخلت مركبة أكاتسوكي Akatsuki اليابانية في مدار حول الكوكب في سنة 2015 بعد محاولةٍ سابقةٍ لم تكلل بالنجاح. كما سيحلق العديد من المركبات الفضائية، بما في ذلك مسبار باركر سولار Parker Solar التابع لوكالة ناسا، بالقرب من كوكب الزهرة في المستقبل القريب ليُراقب الشمس، فيما يشق مسبار بيبي كولومبو BepiColombo الأوروبي طريقه نحو كوكب عطارد Mercury.