منذ قرن مضى كان اكتشاف الفيروس الذي يسبب عوز المناعة البشرية حدثًا وبائيًا عظيمًا أودى بحياة الملايين من الناس حول العالم أجمع.. لن نتحدث عن نشأة الفيروس ولِمَ نشأ، وإنما عن سبب اعتباره فيروسًا خطيرًا.
إن فيروس عوز المناعة البشرية المكتسب لا يسبب ظهور أي أعراض مرضية خطيرة إلا بعد عدة سنين من انتقال العدوى به للجسم.
يُضعف الفيروس الجهاز المناعي تدريجيًا، وهذا ما يسبب غزوًا مفاجِأً للجسم من مختلف انواع الجراثيم والبكتيريا والفيروسات وحتى انتشار الخلايا السرطانية في مختلف أعضاء الجسم.
كان يُعتقد ولفترة طويلة من الزمن، أن الفيروس يتنقل حتى بمجرد التلامس مع المصاب، لكن أثبت الأطباء لاحقًا أنه ينتقل عبر طريقين:
-الأولى، وهي الطريق الأشيع، العدوى الجنسية؛ إذ ينقل الشخص المصاب الفيروس لشريكه أثناء العملية الجنسية، حتى يمكن للقبلة بين الشريكين نقل العدوى في حال كان فم الشخص غير المصاب فيه بعض الجروح والقرحات وحتى التهابات لثوية نازفة لأن اللعاب يحمل الفيروس، لكن حمض المعدة قادر على قتله إلا في حال وجود منفذ للمجرى الدموي عبر الفم مثل الجروح والقرحات حيث يعبر من خلالها الفيروس.
الوقاية:
-ممارسة الجنس الآمن: أي استخدام واقي ذكري جديد في كل لقاء جنسي.
-اجراء الفحص الدوري الدموي في حال الشك بالإصابة أو ممارسة الجنس مع شريك يُحتمل إصابته بالفيروس.
-محاولة تقليل عدد الشركاء الجنسيين.
-تجنب الوضعيات الجنسية الغريبة؛ مثل الجنس الشرجي، وهو المنفذ الأخطر لانتقال العدوى وبالأخص للشريك المتلقي، وذلك بسبب رقة النسيج الشرجي الذي يُجرح بسهولة.
-تناول عقاقير وقائية خاصة تُدعى عقاقير ما قبل التعرض PEP لمدة 28 يوما قبل ممارسة الجنس، إذ تحمي الجسم من الفيروس، وحتى في حال دخول الفيروس للجسم مع عدم أخذ الدواء، يمكن أخذه في مدة أقصاها 72 ساعة بعد ممارسة الجنس غير الآمن.
-الطريقة الثانية لدخول الفيروس هي الطريق الدموي المباشر؛ أي عبر تشارك الأدوات الحادة مع المصاب مثل شفرات الحلاقة أو الوخز بأبر طبية ملوثة بالفيروس، ومن الأم المصابة لجنينها وحتى عبر الرضاعة.
-العلاج:
لا يوجد حتى الآن علاجٌ شافٍ تمامًا من الفيروس، إنما أدوية تسمى الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي تخفض نسبة الفيروس في الدم، ونسميها “الحمل الفيروسي الدموي” حتى لا يمكن اكتشافه في التحاليل الدموية ما يؤخر سير المرض بشكل كبير ويجعل حياة المصاب طبيعية تمامًا، حتى يمكنه ممارسة الجنس، ويمكن للمرأة المصابة المعالجة بهذه الأدوية الحمل والرضاعة بدون أن تنقل العدوى إلى جنينها.
وبسبب هذه الأدوية لم يعد هذا الفيروس يشكل وباءً خطيرًا على البشرية إذ يمكن للمصاب عيش حياته الطبيعية بدون الخوف من خطر الموت واجتياح الأخماج والسرطان لجسمه، وفي هذه المقالة في هذا اليوم العالمي نأمل أن نكون استوفينا أهم النقاط التي يجب على المصاب وشريكه معرفتها حيث زرع العلم والطب الأمل لديهم في عودة اندماجهم ضمن المجتمع من جديد.