يُعدّ جبل A68a الجليدي كبيرًا إلى درجة قدرته على استيعاب 5 أضعاف البلدات الخمس لمدينة نيويورك، لينكسر الآن وكأنه زجاج نافذة محطم.
 

لقد انشطر أكبر جبل جليدي في العالم إلى عشرات القطع حسب ما صرح المركز الوطني الأمريكي للجليد USNIC، وقد أصبح هذا الجسم الهائل إثر ذلك على شفا حفرة من شتاته، وقد أدى الأمر إلى تنفس آلاف البطاريق الصعداء.

انفصل جبل A-68a الجليدي عن لوح لارسن سي الجليدي الموجود في شمال أنتاركتيكا يوم 12 يوليو/تموز 2017، لينجرف بثبات نحو الشمال منذ ذلك الحين.

صورة قمر صناعي تبين انقسام جبل A68a. حقوق الصورة: ESA

صورة قمر صناعي تبين انقسام جبل A68a. حقوق الصورة: ESA

كانت مساحة الجبل الجليدي تبلغ أكثر من 2,300 ميل مربع (6,000 كيلومتر مربع)، وهي مساحة كبيرة كفاية لاستيعاب خمس أضعاف البلديات الخمس لمدينة نيويورك، كما أنه رقيق جدًا، وقد بدأ بفقدان قطعٍ جليديةٍ كبيرةٍ منذ نيسان/أبريل 2020.

لقد انقسمت قطعة الجليد الهائلة تلك في السابق إلى نصفين لتنجرف عبر الماء الدافئ المحاذي لمنطقة أعالي البحار البريطانية الموجودة في أراضي جزيرة جيورجيا الجنوبية، أما الآن فلقد انقسمت قطعتا الجبل الجليدي بشكلٍ كامل.

حسب المركز الأمريكي الوطني للجليد قد انقسمت 13 قطعة عن جبل A68a الجليدي، مع ظهور 7 قطع جديدة بالأيام القليلة الماضية (ويطلق على القطع الجليدية التي انفصلت عن نفس الجبل الجليدي الرئيسي بأسماء مكونة من أحرف متسلسلة أبجديًا، ويطلق على القطع الجديدة A-68g، وA-68h، وA-68i، وA-68j، وA-68k، وA-68l، وA-68m.

في حين تشير هذه الانهيارات الحديثة إلى فناء الجبل الجليدي المحتوم، فإنها تحمل كذلك أخبارًا سارّة لجزيرة جيورجيا الجنوبية المجاورة. لقد كان العلماء القائمون على مراقبة مسار الجبل الجليدي متخوفين في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020 من إمكانية اصطدامه بقاع البحر القريب من جيورجيا الجنوبية، وأن يصدم بعض فقمات الجزيرة والبطاريق والحيتان الموجودة هناك، وأن يقطع طرق إيجاد الغذاء عن الناجين.

لقد سلك الجبل الجليدي في شهر كانون الثاني/يناير طريق بعض التيارات المائية المحيطة بالجزيرة مزيلًا الخطر الفوري الذي يتهدد الحياة البرية، أما الآن وبعد سلسلة الانقسامات الحديثة هذه فقد أصبح خطر الاصطدام بعيدًا عن الحدوث حسب تقرير لمؤسسة بي بي سي الإعلامية.

بهذا المعدل، فإنه لم يتبقَ الكثير للعلماء البريطانيين لدراسته خلال مهمتهم لفحص الجبل الجليدي باستعمال روبوتات تحت مائية. بحسب ما أظهر تقرير موقع لايف ساينس، فقد تقرر أن تقضي كلتا الآلتين الغواصتين أربعة أشهر في تجميع بيانات حول درجة حرارة ماء البحر وملوحته ومدى صفائه على جانبي الجبل الجليدي أو ما تبقى منه.

nasainarabic.net